بأوامر من الخارج.. شباب الإخوان يلجأون للعنف في "الأزهر" لإسقاط الطيب منذ بداية العام الدراسى بجامعة الأزهر وخرجت المظاهرات الحاشدة لتعبير عن رفضهم ما سموه بالإنقلاب العسكري في 30 يونيو الماضى – وذلك على حسب قولهم – الأمر الذي تعاملت معه قوات الأمن بعنف مفرط، وكان من أهم مطالب شباب الجاماعت إقالة كلا من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لمشاركته فى الإنقلاب والذى أسموه بشيخ العسكر، والدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة لما شهدته المؤسسة من فساد منذ توليه – على حد وصفهم - . على مدار الثلاثة أسابيع الحالية، شهدت الجامعة وخاصة فرعها الرئيسى الذى يقع بالحى السادس مدينة نصر بالقرب من ميدان رابعة والعباسية، وبعض المؤسسات الحيوية مثل مبنى أمن الدولة، وقسم أول وثانى مدينة نصر، مظاهرات يومية يشارك بها الالاف من الطلاب الذين لم تقتصر هتافاتهم على تأييد الشرعية، وإنما طالت التنديد بأفعال شيخ الأزهر ورئيس الجامعة. وحسب التقارير فإن تلك التظاهرات مثلت نقلة نوعية في الحراك الرافض لما يحدث فى مصر، وذلك بالنظر إلى ضخامة الأعداد المشاركة فيها، فضلا عن تأثيرها على جامعات أخرى تصاعدت فيها وتيرة التظاهر خصوصا جامعتى حلوان والقاهرة. ساعد موقع جامعة الأزهر الذى يتوسط بعض المناطق الحيوية كما ذكر سابقا الطلاب المتظاهرين على الخروج باتجاه ميدان رابعة العدوية الذي كان المقر الرئيسي لاعتصام مؤيدى مرسي قبل أن يتدخل الجيش والشرطة لفض الاعتصام بالقوة في منتصف أغسطس الماضي. قال أحمد البقرى رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر أن ما يحدث داخل الجامعة حاليا هو موجة ثورية جديدة ضد الانقلاب، مؤكدا أن الطلاب سيواصلون التظاهر ولن يخيفهم ما حدث من اقتحام أمني لحرم لجامعة واعتقال بعضهم. وفى سابقة تاريخية لم تحدث قامت قوات الأمن باقتحام حرم الجامعة الأربعاء الماضي، على إثر محاصرة الطلاب لمبنى الجامعة واقتحامهم له وتكسير بعض الممتلكات به . قال أحد طلاب شاهد عيان أن الأمن الإداري بالجامعة قبض على 5 طلاب من المتظاهرين واحتجزهم، ثم قام أفراد من الأمن باستفزاز الطلاب من خلال إلقاء أوانى الزرع عليهم ورشهم بخراطيم المياه وفتح طفايات الحريق عليهم. وأضاف شاهد العيان: أثناء تظاهرنا وعند اقترابنا من باب المبنى وجدناه مفتوحا على غير العادة ولا يوجد به أحد من الإداريين أو العاملين ثم تفاجئنا بإطلاق أعيرة خرطوش من فوق المبنى وقيام بعض الأشخاص بتحطيم بعض المحتويات وإلقائها علينا. فيما رفض اتحاد طلاب الجامعة الدعوات التي تطالب بعودة الحرس الجامعي، وأشار عبد الله عبد المطلب، المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، إلى أن تلك الدعوات كانت متوقعة، خصوصًا بعد إيهام الرأي العام بأن هناك ضرورة لذلك. ووصف عبد المطلب أحداث اقتحام الجامعة ب "المؤامرة المدبرة" للوصول إلى النتيجة الحالية وهي إيجاد مبرر لقمع المتظاهرين والمطالبة بعودة الحرس من جديد، على حد قوله، لافتا إلى أن مظاهرات الأزهر على مدى الأيام الماضية كانت سلمية بلا شغب أو عنف، وكيف بها أن تتحول فجأة إلى كل هذا العنف والتخريب إلا إذا كانت هناك مؤامرة حقيقية تستهدف الإساءة وتشويه صورة المتظاهرين. أما رئيس جامعة الأزهر الدكتور أسامة العبد فأكد أنه استعان بقوات الشرطة لحفظ الأمن بالجامعة والتغلب على الفوضى التي أثارها اطلاب، مضيفا أن قوات الشرطة دخلت الجامعة بإذن من النيابة العامة بعد استغاثته بهم. وبحسب روايات شهود عيان من طلاب جامعة الأزهر الذين حضروا واقعة اقتحام المبنى الإداري للجامعة فإن الحادث مدبر من قبل قوات الأمن الإدارى بالتواطؤ مع قوات وزارة الداخلية حيث تم استدراج الطلاب لدخول المبنى في الوقت الذي قام فيه بعض الأشخاص لا ينتمون للجامعة بتحطيم بعض المحتويات التي يضمها المبنى الإداري. قال محمود صلاح - منسق "حركة طلاب ضد الانقلاب" بجامعة الأزهر - إن بعض المندسين وسط المظاهرة قاموا بتحفيز المتظاهرين لإنقاذ الطلاب المحتجزين داخل المبنى ومن ثم دخل الطلاب المبنى الإدارى لكن قوات الأمن كانت في انتظارهم كما كانت كاميرات بعض وسائل الإعلام مستعدة لتصوير ما يحدث. وأدان اتحاد طلاب جامعة الأزهر الاقتحام بشدة مؤكدا أنه أمر مشين وغير مقبول مهما حاول المتربصون جر طلاب الأزهر إلى العنف والبعد عن السلمية فلا يقبل أن يحيد طلاب الأزهر أو غيرهم عن المسار السلمى قيد أنملة. وأكد أحمد عادل المتحدث باسم اتحاد طلاب جامعة الأزهر أنه على غير عادة المظاهرات اليومية وعلى غير النسق الذي كانت تتم به تم اختطاف الطلاب الخمسة ليكونوا ذريعة لاقتحام المبنى من قبل الطلاب المتظاهرين الذين لم يعتادوا على ذلك خلال المظاهرات المستمرة على مدى ثلاثة أسابيع حتى تقوم وسائل الإعلام التابعة للنظام الحالى بتصوير الموقف على أن طلاب الأزهر يستخدمون العنف. من ناحيته أكد العالم المصري الدكتور أحمد زويل، بأنه لا يليق بأن تتحول الجامعات إلى حالة من الفوضي مشيرا إلى أنه وضع لا يقبله أحد. وأشار إلى أنه لابد للدولة أن تتخذ موقفا قويا إزاء ما يحدث في الجامعات المصرية. وأوضح أنه من حق الطالب أن يتظاهر لكن دون تخريب ودون عنف، وأنه لابد من إبعاد السياسة عن التعليم والعلم ولا يمكن لمصر أن تأخذ مكانها على الخريطة العالمية إلا إذا انتبهنا للتعليم. وأضاف أنه لابد أن يكون لدينا رؤية لوضع التعليم على المستوى الحديث، وأن البحث العلمي منظومة متكاملة يضم أفضل الطلبة ولابد لها أن تخدم المجتمع، كما قال أن المنظومة العلمية في مصر تحتاج إلى تأسيس صحيح نصنعه بأنفسنا ، كما أنها تحتاج إلى الوقت حتى يخرج إنتاجها للنور . من ناحيته أدان الناشط السياسي مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق، أحداث العنف والتعدي على مبنى إدارة جامعة الأزهر. وأضاف أن هذا الاعتداء يعتبر خروجا عن حق التعبير السلمى، ولابد من مواجهته بالقانون وعقاب المتورطين. فيما أكدت حركة شباب ضد الانقلاب تضامنها مع ما يحدث مع طلاب جامعة الأزهر ومحاولات الدولة لإيقاف الحراك الطلابي والشبابى الهادر بالجامعة العريقة. على حد وصف أعضاء الحركة. وأكد المتحدث باسم حركة "طلاب ضد الانقلاب"، أحمد غنيم أن ما حدث بجامعة الأزهر يكشف عن الرغبة الملحة لدى السلطة في قمع الحركة الطلابية بعد إعطاء المجلس الأعلى للجامعات الضوء الأخضر لرؤساء الجامعات لاستدعاء الحلول الأمنية بعد فشلهم في إنهاء مظاهرات الطلاب الرافضة للانقلاب، حسب تعبيره.