للأمور معناها أن الشخص ينظر الي الأمور من خلال أنبوب ومهما اتسع قطر الأنبوب فلن يري سوي هده المساحة الضيقة من الأنبوب أي أن المعني هو النظرة الضيقة للأمور مهما كانت. ولقد قامت في مصر المحروسة ثورة حقيقية كاملة الأوصاف في يناير 2011 ولحقت بها الموجة الثانية من الثورة في يونيو 2013 وشهد العالم كله شرقه وغربه بهده الثورة التي ليس لها مثيل في تاريخ العالم وانفردت بأهدافها الأربعة (عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية ) التي هي في الحقيقة طموحات شعب وأحلامه تجسدتفي هده الرباعية العبقرية. وكان سقف توقعات الشعب يعلو علي آماله وعلي أحلامه وعلي تمنياته . وحتي الآن ورغم مرور أكثر من سنتين ونصف السنة لم يتحقق هدف واحد من أهداف الثورة الأربعة بل ولم يظهر بصيص أمل في تنفيد خطوة واحدة من هده الأهداف والسبب الحقيقي من وراء دلك هو أن الشعب الدي قام بالثورة لم يحكم حتي الآن بل ان من قام ىالشعب بتوكيله هو الدي يحكم . وليس الوكيل مثل الأصيل لقد نظربعض المسئولين عن الحكم الي الأمور بنظرة أنبوبية فظهر لهم من خلال الأنبوب بأن خلع الرئيس "مبارك" هو الهدف الوحيد من الثورة . ونسوا أو تناسوا زئير الجماهير في ميادين مصر كلها تطالب باسقاط النظام والدي تناقلته بعد دلك جميع الشعوب العربية في ثوراتها بعد ثورة يناير 2011 فهل سقط النظام الآن ؟؟؟ ان النظام في مصر المحروسة لم يسقط حتي الآن. ان النظام مستمر كما هو بسياساته وبمؤسساتهبل وببعض شخوصه . النظام مستمر باعلامه وبرجاله ماضيا في طريقته وهيالتعتيم والتضليل والتدليس . واشغال الشعب في متاهات لا حصر لها ولا عدد حتي ينسي مطالبه واهدافه الرئيسية الأربعة تارة بين ترقيع الدستور القديم وتارة بين عمل دستور جديد . تارة بين الغاء مجلس الشوري وبين الابقاء علي مجلس الشوري ، ثم هل توافق علي رئيس مدني أو رئيس دو خلفية عسكرية وهل يسمح بأحزاب دينية أو لا يسمح بحجة أن الأحزاب الدينية هي التي مزقت أوصال الأمة وأوجدت الفرقة بين طوائف المجتمع في الوقت الدي فتح فيه الاعلام الباب علي مصراعيه لرموز الفرقة والانقسام ولزعماء التطرف وأفردت لهم الصفحات بالكامل لنشر أفكارهم والدعاية لهم بين أفراد المجتمع. أيضا عدد كبير من الاعلاميين يحاولون استدعاء الماضي واشغال الشعب بعهود مضت ولا يمكن ارجاعها فالزمن لا يعود الي الوراء ولقد تغيرت الأحوال وجرت في النهر مياه كثيرة ومن كان يحكم في الماضي عندما كان هناك ثلاث صحف يومية وثلاثة اداعات وقناتين تلفزيونية لا يستطيع أن يحكم في ظل ثورة المعلومات التي اجتاحت العالم وأصبح القروي من أقاصي الصعيد يستطيع أن يري الحدث في نيويورك بالصوت والصورة في التو و في اللحظة ان من كان يحكم في الماضي كان يستطيع اعتقال المعارضين له وايداعهم في السجون بالسنوات ولا أحد يعلم عنهم شيئا .