قنا لا تعرف الصمت في يوم الصمت الانتخابي؛ هذا أبرز أحداث اليوم قبل الأخير لانطلاق الملحمة في محافظة الفلول. الإخوان أقاموا منذ الصباح سرادقات أمام مقرات اللجان؛ وكأنهم حجزوها قبل غيرهم، وأعدوا فيها أجهزة الحاسب الآلي وال" لاب توب "، وقاموا بتوزيع شبابهم في القرى وعبر مكبرات المساجد يدعون إلى انتخابهم، وخرج بعضهم - تحديدًا بمدينتي قوص وأبوتشت - وهم يهتفون في الشوارع: " إسلامية - إسلامية "، و" الإسلام جوه في قلبي..والقرآن هو كتابي ". واستحوذت هذه الحملات في الشوارع على جمع غفير من المواطنين شاركوا فيها. السلفيون من جانبهم؛ ركزوا حملاتهم عبر مكبرات السيارات، وهم يدورون بصور محمد حسان والحويني وحسين يعقوب في كل مكان؛ حتى إن هناك - كما قيل - أكثر من 100 صورة لمحمد حسان تم توزيعها اليوم في قنا. "الفلول حائرون..يفكرون..يتهامسون: آخرتهم كيف تكون"؛ هذه حقيقة، فالكل هنا في قنا متحفز ضدهم وهم خاسرون لا محالة. إذا نجحوا قطعًا قنا ستشتعل، وتبدأ ثورة يناير الجديدة منها، وإذا خسروا قطعًا أيضًا سينكل بهم، وهذا ما أعلنه شباب الثورة. الأهالي من جانبهم؛ لا يعرفون حتى الآن كيف يصوتون، وما معنى القائمة، وكيف يبطل الصوت أو يكون صحيحًا، وتم تجهيز سيارات التيار الإسلامي لنقلهم للجان، وهم على كلمة واحدة؛ إما الميزان رمز الإخوان، أو الفانوس رمز حزب النور. بينما تتجه أصوات الأقباط إلى " المصريين الأحرار "، و" الوفد "؛ في غياب أي تمثيل للكتلة في قنا. أحد الأهالي قلنا له أن واجبه الدستوري والوطني أن يصوت غدًا؛ فأجاب أنه لا يعرف الفرق بين " الدستور "، و" الكستور ". الغريب أن حزب الوفد هو الآخر أقام حملة لتعريف الناس ببرنامجه على بعد 200 متر من مقر اللجنة العامة للانتخابات بقنا؛ في تحدٍ غريبٍ للقانون. " غدًا يوم الملحمة وليس يوم المرحمة "؛ هذا هو حديث الناس في قنا، غدًا تبدأ انتخابات الشعب للمرحلة الثالثة، والتي تضم قنا من بين محافظاتها، وفي مدن ومراكز بالمحافظة تم تجهيز جميع المراكز الانتخابية، وعددها 357 مركزًا، تضم 1736 لجنة فرعية موزعة على 916 مقرًا انتخابيًا، وتم توزيعها كالآتي: شمال المحافظة وتضم232 مقرًا بمركز أبوتشت، و106 مقرًا بقرى ومدينة فرشوط، و312 بنجع حمادي، و213 بمركز دشنا، و149 بمركز الوقف، وفي جنوب المحافظة 137مقرًا بمدينة قنا، و246 بمركز قنا، و83 بمركز قفط، و111 بمركز نقادة، و227 بمركز قوص. وفي قنا هناك إجراءات أمنية غير مسبوقة، مع توقعات قوية بحدوث معارك بين المرشحين وأنصارهم وقبائلهم؛ خاصةً في شمال المحافظة، والتي بدأت فعلاً مع إزالة الدعاية المتبادلة بين أنصار المرشحين أمام المقرات الانتخابية. ويتولى تأمين اللجان أكثر من 2200 ضابط، و5000 من أفرد الشرطة، وبالإضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف من رجال الجيش، والذين توزعوا في كل أنحاء المحافظة. ومن المقرر أن يشارك مليون و600 ألف ناخب، وهو عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت بالمحافظة، فيما تقرر مشاركة 10450 موظفًا من العاملين بالتربية والتعليم ومختلف المصالح الحكومية في عملية الإشراف.