قال السفير الألماني لدى مصر ميشائيل بوك، إن الوضع في مصر شديد التعقيد وإنه كممثل لدولة أجنبية لا يحق له ولا يستطيع إصدار حكم نهائي لأن العملية مازالت جارية، على حد تعبيره. وأضاف بوك، في مؤتمر صحفي عقد بمقر السفارة بالقاهرة اليوم، "دورنا فقط هو دعم التطورات الإيجابية لكي تسير مصر على الطريق الصحيح".
وأوضح بوك، حسبما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن بلاده تتابع حالة الطوارئ، ولوحظ أن فرض حظر التجوال رفع في بعض المحافظات في حين لا يوجد حظر في محافظات أخرى، فضلا عن خفض ساعات حظر التجوال.
وأشار بوك إلى أن إعادة الأوضاع إلى طبيعتها يطمئن المستثمر الأجنبي بما يحدث في مصر ويشجع الاستثمارات، معربا عن سعادته بتحسن الأوضاع الأمنية في البلاد، ما دفع عدة شركات ومنظمي برامج سياحية في ألمانيا إلى رفع حظر سفر السائحين الألمان إلى مصر.
وأضاف أنه شارك مع وزير السياحة هشام زعزوع، في فعالية بمدينة الأقصر الأسبوع الماضي تهدف إلى تنشيط السياحة المصرية، في إطار الدعم الألماني لهذا القطاع الهام بالنسبة لمصر، على حد قوله.
وقال بوك إن بلاده تعمل من أجل دفع عجلة الاقتصاد المصري واستعادة الازدهار الاقتصادي وعودة الاستثمارات الأجنبية، لافتا إلى أن هذا يتطلب تحسن الوضع الأمني ليتحرك الناس بحرية.
ولفت إلى أن بلاده تتبنى الموضوعية مع الوضع في مصر، مضيفا أن الرئيس السابق محمد مرسي واجه نقدا شديدا من الحكومة والصحافة الألمانية خلال زيارته لبرلين في نوفمبر الماضي.
ونفى بوك القول إن ألمانيا تعاطفت مع الإخوان، وقال إن هذا ناتج عن سوء فهم للأمور، حيث يوجد استقطاب حاد في مصر، على حد وصفه.
وأشار إلى أن وسائل الأعلام الألمانية انتقدت أحداث العنف والتعذيب ضد المتظاهرين التي وقعت أمام قصر الاتحادية في ديسمبر الماضي في الوقت الذي لم تقم الصحافة المصرية بذلك.
وقال إن الجيش المصري يقوم بعمليات في سيناء لاستعادة سيادة الدولة على جزء من أراضيها، ومن حق كل دولة إعادة الأحكام للسيطرة على أراضيها.
وصرح أن العلاقات بين مصر وألمانيا شهدت توترا خلال فترة حكم مرسي بسبب قضية منظمات المجتمع المدني من بينها مؤسسة "كونراد أديناور"، وهذه المشكلة لم تحل حتى الآن، حسب قوله.
وعن وضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، رفض السفير الألماني مبدأ التعميم، ووصف بأن هذه الخطوة "خطأ كبير"، مضيفا أنه لا بد من التفريق بين خطر الإرهاب ومجموعات الإسلام السياسي بالرغم من وجود رابط بين عمليات الإرهاب وهذه المجموعات.