يبدو أن الموقف الحدودي الكردي بدأ في الاشتعال، مع توقعات بأن يتأهب حزب "البيجاك" الكردي الانفضالي للرد على القصف الذي تتعرض له الحدود العراقية التركية، ورد "دم" الضحايا التي تكبدها الحزب الكردي من الجانب الإيراني تارةً، والجانب التركي تارةً أخرى. فقد شن سلاح الطيران التركي غارة جوية على قرية حدودية كردية مع العراق بحسب ما قال مصدر بحزب " الديمقراطية والسلام " قتل خلاله 23 كرديًا، صباح اليوم " الخميس ". وأوردت ال" سي إن إن " أن " يونس أوريك " حمل الجيش التركي مسؤولية الهجوم بالقول: " جماعة من القرويين عبرت الحدود من شمال العراق، سُد مسارهم بواسطة جنود، ثم قصفتهم أربع طائرات ". وذكر أوريك أن الضحايا من بلدتي " أورتاسو " و" غوليازي " الحدودية، مضيفًا: " هؤلاء الأشخاص يعبرون الحدود طيلة الوقت لقضاء احتياجاتهم الأساسية من الوقود والسكر "، فيما تناقلت تقارير أن المجموعة تعمل بالتهريب بين الحدود. ورجحت أخرى أن تكون الطائرات التركية قصفت القرويين في المنطقة؛ ظنًا منها أنهم متمردون من حزب العمال الكردستاني، الذي يشن هجمات على أهداف تركية قرب الحدود. وفي أكتوبر الماضي؛ لقي 25 جنديًا - على الأقل - من عناصر الجيش التركي مصرعهم، نتيجة سلسلة هجمات صاروخية، شنها مسلحون أكراد، استهدفت عددًا من المواقع العسكرية والأمنية، في جنوب شرقي تركيا. وحصيلة الضحايا هي ثاني أكبر خسائر بشرية يتكبدها الجيش التركي، منذ اندلاع المعارك بينه والحزب الكردستاني عام 1984. ووجه الرئيس التركي " عبدالله جول " - في كلمة حول الهجمات للتلفزيون الرسمي - اللوم إلى من وصفهم ب"الإرهابيين"، في إشارة إلى متمردين أكراد، ينشطون في المناطق الحدودية بين تركيا والعراق. وقال جول: " إن موقفنا واضح، هؤلاء الذين يعتقدون أن التطورات الديمقراطية في تركيا جاءت كنتيجة للأعمال الإرهابية، يرتكبون خطأً فادحًا". وأضاف: " إن قرارنا بالتصدي للإرهاب لن نحيد عنه، دون أن نمنحهم أية امتيازات ". يُذكر أن حزب العمال الكردستاني يقاتل الحكومة التركية منذ نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وكانت مطالبه الأساسية تصل إلى حد الدعوة لانفصال الأقاليم التي يقطنها الأكراد، الذين يشكلون نحو 18 في المائة من سكان البلاد.