فيما ينظر "ديوان المظالم" السعودي غدا -الاثنين- الدعوى المرفوعة ضد وزارة العمل التي تطالب بإيقاف قرارها بتأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية، بدأ العمل بهذا القرار بالفعل، ووضع عدد من المحال التجارية لبيع المستلزمات النسائية لوحة "الدخول للعائلات". لاقت هذه الخطوة قبولاً كبيراً لدى المتسوقات اللاتي وجدن راحة أكبر في الشراء مع سيدات وابتعدن عن الإحراج الذي كان يتسبب فيه الباعة الرجال. ووفقا للمراقبين فإن العمل في محلات بيع المستلزمات النسائية سيوفر ما لا يقل عن نصف مليون وظيفة للسعوديات خلال 3 سنوات، حسب الخبير الاقتصاد الدكتور فضل البوعينين الذي يرى أن أكبر قطاع يمكن أن يسهم في توفير الوظائف لهذه الفئة الكبيرة هو قطاع التجزئة المتعلق بالمستلزمات النسائية. وأضاف البوعينين أن عمل المرأة كبائعة: "سيفتح لها مجالات رحبة للتدريب على رأس العمل، إضافة إلى إيجاد بيئة يمكن أن تستوعب جميع طالبات العمل في السوق السعودية مع ميزة مهمة هي القرب من المنزل، فالأسواق التجارية منتشرة جغرافيا في كل الشوارع تقريبا". وكان لبنات الجامعة الحظ الأوفر في العمل في تلك المحلات، وتقول سارة فهد البائعة في الفترة المسائية بأحد المراكز التجارية "بحكم كوني امرأة فإنني أفهم جيدا ماذا تريد النساء، وهن أيضا لا يتحرجن في سؤالي عن أي أمر يرد في خاطرهن. كما أنني أعلق دون حرج على مناسبة البضاعة للزبونة". "سارة" في بداية العقد الثالث من عمرها، طالبة جامعية اختارت العمل في الفترة المسائية لتساعد أسرتها على تأمين المصروفات: "ليس هناك تعارض بين الأمرين. درجاتي عالية في الجامعة، وهناك وقت فراغ كبير اخترت أن أمضيه في ما يفيدني ويعود على أسرتي بالفائدة". وتقول عهود هادي "واجهتنا في البداية بعض الضغوط. فلا يمكنك أن تتجاهلي نظرة بعض الزبائن السلبية لنا وهناك أيضا مضايقات بعض العاملين معنا من الرجال، لكنني وزميلاتي استطعنا، مع الوقت، تجاوز هذه المصاعب، وأثبتنا للجميع أننا أهل للثقة، وجديرات بالعمل. وبالطبع أشجع كل الفتيات لا سيما الطالبات على العمل في هذه المجالات". أما هيا الدوسري، المشرفة على البائعات في المركز التجاري فتبدي ارتياحا كبيرا لأداء سارة وعهود وتقول إنها خلال إشرافها على عمل الفتاتين لاحظت أن المبيعات شهدت زيادة ملحوظة: فالنساء يفضلن التعامل مع المرأة لأنها تفهم احتياجات مثيلاتها بخلاف الرجل. أما عن رأي المتسوقات، فلا تخفي مي العنزي، ارتياحها للتعامل مع امرأة مثلها، وعدم التحرج من تطرقها إلى أدق التفاصيل، بينما تفضل رقية القحطاني، وهي متسوقة أخرى أن يكون البائع رجلا وتقول إنها لم ترتح في التعامل مع البائعات السعوديات؛ "بعضهن متعاليات ويضقن لأتفه سبب، ولا يعطين الزبونة الاهتمام الذي يعطيه البائع، بل يدفعنني إلى الانتهاء بأسرع وقت ممكن".