رصدت مجلة " فورين بوليسي " في تعليقها على أحداث 2011؛ فيما يتعلق بالربيع العربي، و خاصة الخطابات الأخيرة لرؤساء مصر، و ليبيا، و سوريا، و التي عبروا خلالها عن عدد من الأماني، و التي انهارت سريعًا بسبب نجاح الثورات. ففي خطاب مبارك الذي أدلى به في 10 فبراير عبر التلفزيون المصري صرح بأنه ملتزم بتنفيذ مطالب المحتجين، و تنفيذها بكل مصداقية و أمانة، و لكنه تنحى بعد يوم واحد من خطابه الذي وعد من خلاله بتسليم السلطة، بعد ضغط الجيش. و أما عن القذافي؛ فقد حث كل الشعب الليبي على الخروج للقتال، و تحرير ليبيا من يد الخونة المتمردين و حلف الناتو، مؤكدًا خلال خطابه الذي ألقاه عبر الراديو في 15 أغسطس أن عملية القضاء على الاستعمار (الناتو) و المتمردين قد أوشكت على الانتهاء. و لكن سيطر الثوار على طرابلس بعد أسبوع من خطابه الذى أكد فيه على قرب نهاية الثوار، و على عكس كل التوقعات؛ لقى القذافي مصرعه بعد أن تم أسره على يد الثوار في 20 أكتوبر. أما بشار الأسد؛ فقد أوضح - خلال حواره مع جريدة " وول ستريت " في 31 يناير الماضي - أن سوريا ليست مصر و تونس، لأنها تتمتع بالاستقرار، و ذلك بسبب التجانس و الارتباط الوثيق بين سياسات النظام السياسي و معتقدات الشعب و مصالحه، و لكن اندلعت الثورة في سوريا و مازالت، و إن كان بشار متظاهرًا بالتماسك؛ فإن سوريا على شفا حرب أهلية؛ على عكس ما أكد خلال تصريحاته بأنها بمعزل عن الثورات العربية.