لا نتحدث هنا عن فيلم "محمد عبد الوهاب" الشهير، وإنما عن عدد من الشهداء الأبرار، استشهدوا فى موقعة "الجمل الجديدة"، موقعة "قصر العينى"، رحلوا عن حياتنا فى شرخ الشباب، مقتولين عن عمد، وسبق إصرار وترصد، وبدم بارد، وعلى يد قتلة محترفين، هتكوا مكونات عقولهم المفكرة، أومزقوا نياط قلوبهم، ومعهم نياط قلوب أسر بأكملها، وشعب بمجموعه، [حتى لو كان فكره قد تم التشويش عليه مؤقتا، فقدوا جميعا أغلى بنيهم، بفعل جنونى من سلطة غاشمة، لا تريد أن تعترف بالثورة التى زلزلت، منذ أقل من عام، أركان البلاد قاطبة، بل تحاول أن تنقض عليها، وأن تعيد عقارب ساعة التاريخ للخلف... إلى ما قبل يوم 25 يناير المشهود!. أسماء الشهداء، حتى تظل محفورة فى وجداننا، هى: الشهيد "الشيخ عماد عفت"، عالم الأزهر الجليل، استشهد بطلقة نارية فى الرأس الشهيد "عادل عبد الرحمن"، 20 سنة، استشهد برصاصة تلقاها فى جانبه الأيمن، ومزقت القلب قبل أن تخرج من الناحية الأخرى الشهيد " أحمد منصور"، 22 سنة، استشهد برصاصة اخترقت الرأس وخرجت من الخد الأيمن الشهيد "علاء عبد الهادى"، طالب بالفرقة الخامسة بطب عين شمس، استشهد برصاصة فى الرأس الشهيد "كريم توفيق"، 23 سنة، استشهد بطلقة رصاص استقرت فى الرأس، الشهيد "سيد عمر"، 15 سنة، استشهد برصاصة فى القلب، فضلا عن جثمان لشهيد مجهول الهوية، استشهد بنفس الطريقة أيضا!. وفى سياق متصل، كما ذكرت الصحف، ذكر عم الشهيد"سيد عمر"، أن"قوات الشرطة العسكرية، تعمدت إطلاق النار عليه، أمام مدخل السفارة الأمريكية"!. لكن الموت المجانى، لهؤلاء الشهداء الأبرار ، (وليس فيهم من يمكن أن يطلق عليه وصف " البلطجى" الشهير!)، لم يكن بسبب استهدافهم بواسطة مجموعة من القتلة، الذين انتزعت من أفئدتهم كل عاطفة إنسانية، بفعل فاعل، صدرت إليهم أوامر قادتهم بالانتقام من الثورة والثوار، المسالمين العزل، وحسب، وإنما أيضا:" بسبب صدور أوامرعليا للأطباء والمسئولين بمستشفى "قصرالعينى"، بالإهمال والتأخر فى علاج المصابين، الأمر الذى أدى للوفاة "، كما ذكر "عمرو إمام"، المحامى الحقوقى من "مركزهشام مبارك"، والمتطوع ضمن فريق من الحقوقيين، للدفاع عن حقوق ضحايا العمليات الإجرامية الأخيرة (جريدة"الدستور"، 18/12/2011). جريمة مكتملة الأركان، ذكرتنى بحديث صارحنى به مساعد أسبق لوزير الداخلية، كان متهما بتعذيب وقتل الخصوم السياسيين، فكافأته السلطة على جرائمه، بعد أن حمته من المساءلة القانونية، وعينته عضوا فى "مجلس الشورى!"، قال لى :" كان لدى أوامر، كنت حريصا على تنفيذها، بالضرب فى سويداء القلب!". فى محيط " قصر العينى"و"ميدان التحرير"، ثبت يقينا أن"مبارك" لازال يحكم مصر، ولا تصدقوا غير ذلك، وإلا فمن الذى أعطى، بالأمس القريب، الأوامرللقتلة بالضرب فى "سويداء القلب!". __________ * وكيل مؤسسى" الحزب الاشتراكى المصرى".