تجددت الاشتباكات بين قوات الشرطة العسكرية في شارع الشيخ ريحان، و استمرت حالة الكر و الفر بين الطرفين، و حاول بعض المتظاهرين التقدم في الشارع تجاه وزارة الداخلية، و تصدت لهم قوات الأمن المركزي بخراطيم المياه، و تبادل الطرفان الرشق بالحجارة؛ فيما استمر التراشق بالحجارة بين الشرطة العسكرية و المتظاهرين من خلف الحاجز الأسمنتي في شارع قصر العيني. و شهد ميدان التحرير مظاهرة مؤيد للمجلس العسكري؛ شارك فيها عشرات المواطنين و هم يرددون هتافات: " الشعب يريد سيادة المشير "، و " الجيش و الشعب إيد واحدة "، و وقعت مشادات بينهم و بين بعض المعتصمين و المتظاهرين المعارضين للمجلس العسكري، و كادت الأوضاع أن تتطور بين الجانبين إلى تشابك بالأيدي، لولا تدخل العقلاء من الجانبين. و في سياق متصل؛ بدأت نيابة باب الخلق التحقيقات مع 150متهمًا جديدًا في أحداث شارع قصر العيني و مجلس الوزراء. و استعجلت النيابة العامة تقرير الأدلة الجنائية الخاصة بحرق مباني "هيئة الطرق و الكباري، و المجمع العلمي، و مبنى اللجان التابع لمجلس الشعب"، و شكلت لجنة لحصر التلفيات التي نتجت عن الحريق، و لسرعة تفريغ بعض مقاطع الفيديو التي تحتوي على مشاهد لبعض من مثيري الشغب الذين قاموا بإلقاء زجاجات المولوتوف على المباني، و إشعال النيران فيها، و ذلك لتحديد هوية مثيري الشغب. كانت النيابة العامة قد قررت حبس المتهمين من المتظاهرين الذين ألقي القبض عليهم أثناء اقتحام مبنى مجلس الشعب، و إشعال النيران فيه، و نسبت إلى المتهمين تهم مقاومة السلطات، و التجمهر، و إشعال الحريق عمدًا بمبان حكومية، و إتلاف الممتلكات العامة و الخاصة، المتمثلة في منشآت و سيارات عامة، و أخرى مملوكة للمواطنين، و حيازة و إحراز مفرقعات و عبوات مشتعلة. إلى جانب ذلك؛ انهار سقف الطابق الثاني لمبنى المجمع العلمي بشارع الشيخ ريحان؛ بفعل النيران التي أضرمها به بعض المتظاهرين أمس - السبت -. و قام بعض رجال الإطفاء بمحاولة إخماد الحريق؛ فيما تمكَّن المتظاهرون من ضبط عدد من البلطجية و الخارجين على القانون، قاموا بإضرام النار بالمبنى الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى أكثر من مائتي عام. و قام عشرات الصبية بالتعدي على مبنى "المجمع العلمي المصري"؛ حيث قاموا بالاستيلاء على ما تبقى من أمهات الكُتب التاريخية و التراثية التي يذخر بها المبنى، الذي أُنشىء إبان الحملة الفرنسية على مصر، قبل أكثر من مائتي عام، و الذي احترق بشكل شبه كامل على مدى اليومين الماضيين. كما قام عُمال النظافة بإزالة الخيام المحترقة بميدان التحرير، و تنظيف الحديقة الرئيسة بالميدان من أثار الاشتباكات، و عادت حركة المرور إلى طبيعتها بين الميدان و الشوارع المؤدية إليه.