اقتحمت الشرطة العسكرية قبل لحظات ميدان التحرير تحت وابل من طلقات الرصاص التحذيرية . وركض المعتصمون إلى الشوارع الجانبية المحيطة بالميدان ، وبدأوا تجميع أنفسهم مرة أخرى للعودة على نحو ماتكرر خلال الأسابيع الماضية. وبعد دقائق تمكن المتظاهرون بالفعل من العودة الى الميدان واحتشدوا أمام مجمع التحرير بعد اعتقال عدد منهم ، واحتجزوا شخصين أحدهما مجند والآخر يرتدي زيا مدنيا لكنه كان يهاجمهم في صحبة الشرطة ليرتفع عدد من يحتجزهم المتظاهرون إلى اربعة بينهم ثلاثة مجندين. كما جرت مفاوضات عبر مكبرات الصوت لاستبدال المحتجزين لدى الشرطة والمعتصمين إلا أنها باءت بالفشل ويصل عدد الموجودين بالميدان في هذه اللحظة إلى نحو ألفي متظاهر . وأحضرت الشرطة العسكرية "ونشا" لرفع أحد الحواجز الأسمنية ، مما أحدث حالة من التوتر ومخاوف من هجوم جديد على المعتصمين. وفي وقت لاحق سيطرت الشرطة على المنطقة المحيطة بمسجد عمر مكرم ومجمع التحرير ، وأشعلت النيران في الخيام الموجودة بجوارة ، كما تبادلت الزجاجات الحارقة مع المعتصمين. وكانت الشرطة العسكرية قد حاولت اقتحام الميدان قبل نحو ساعتين إلا أن المتظاهرين تمكنوا من صدها ، لكنها عاودت المحاولة بعد الهدوء الذي يسود الميدان في هذا الوقت المتأخر من الليل.