البريطانية كاتي ديل "26 عاما" حالة مرضية يصنفها العلماء علي أنها "المرض الأندر في العالم "، حيث لا يشاركها فيه سوي 34 شخصا فقط وهو" الحساسية المائية" والتي تؤدي الي عدم القدرة علي البكاء لأن دموعها تسبب لها اآثارا جانبية خطيرة علي وجهها وتحدث تشوهات مؤلمة في عينيها ولا تستطيع أيضا التعرض للمطر أو النزول الي حمامات السباحة او الشواطئ. لذلك تضطر كاتي إلي قضاء معظم الوقت في منزلها ولا تستطيع مشاهدة أي فيلم أو مسلسل درامي مؤثر خوفا من تساقط دموعها تأثرا بهذا الفيلم مما يتسبب لها في "طفح جلدي" مؤلم يتحول فيما بعد إلي بؤر صديدية. كاتي التي تعيش في مقاطعة فينيت شمال ويلز البريطانية اضطرت اأضا للاستغناء عن وظيفتها كمدربة رقض في إحدي المدارس بسبب الأمطار التي قد تتعرض لها أثناء الذهاب والعودة. وتقول كاتي: لا أستطيع حتي مشاهدة أي فيلم رومانسي مؤثر مثل باقي أقراني وإذا تصادف وجود أي مشهد مؤثر في أي فيلم أهرول سريعا خارج الغرفة أو أقوم بإغلاق التليفزيون فورا خوفا من البكاء. وقد بدأت أعراض هذا المرض الغريب في الظهور علي " كاتي" عندما أصيبت بالتهاب اللوزتين في سن السادسة عشرة من عمرها، حيث أجريت لها عملية جراحية وبعد ذلك تم حقنها بكميات من البنسلين دون إجراء اختبارات حساسية لها وهو ما أدي إلي تخفيض مستويات" الهيستامين في جسدها وبعد ذلك بدأت أسرتها تلاحظ ظهور كميات كبيرة من الطفح الجلدي علي جسمها كلما تعرضت لكمية من المياه حتي ولو كان مجرد رزاز واعتقد الأطباء في البداية أن الأعراض التي تظهر علي "كاتي" نتيجة لحساسية بشرتها من بعض مساحيق التجميل وتم التعامل مع الحالة علي هذا الأساس حتي وصلت "كاتي" غلي العشرين من عمرها دون حدوث أي تقدم في حالتها التي ازدادت سوءا لدرجة أنها كانت تحفر بأظافرها في جسدها كلما تعرضت للماء. واستمر فشل الأطباء في تشخيص الحالة رغم عرضها علي فريق من كبار الأطباء في الجامعات البريطانية وعلي رأسها ليدز، حيث تم تشخيص الحالة علي أنها حساسية لبعض أنواع الشامبوهات والبلسم. ولجأت "كاتي" وأسرتها الي الإنترنت حيث تعرفت علي حقيقة مرضها لأول مرة وهي الشري المائي Aquagenic urticaria وهي حالة مرض نادرة يعانيها 35 شخصا -من بينهم كاتي- في العالم كله. وعلمت كاتي من خلال الإنترنت أيضا أن حالتها النادرة لا علاج لها ولا يوجد تفسير علمي لأسباب الإصابة بها فهناك من يري أنها تنتج عن صدمات نفسية او التعرض لمضادات الهيستامين. كاتي الآن لا تستطيع البقاء في الحمام أكثر من 120 ثانية فقط ولابد ان يدخل معها زوجها لمساعدتها لتشجيعها ومساعدتها في تحمل العذاب الذي تتعرض له اثناء "الشاور" الذي لا يستغرق اكثر من دقيقتين حيث يقوم زوجها"اندي 31 عاما" بغسل شعرها بفوطة مبللة بالماء ثم تقوم هي بغسل جسدها بفوطة معرضة لبخار الماء وعليها أن تبقي بعد ذلك لمدة 120 دقيقة كاملة وهي تصرخ من الألم ولكن دون دموع. وتقول كاتي إنها مهما فعلت لن تستطيع ان تشكر زوجها علي تضحياته من أجلها فهو يقوم بكل الأعمال المنزلية من الغسيل وحتي اعمال المطبخ وحتي التسوق، خاصة أنه يعلم تماما ان حالتي المرضية ليس لها أي علاج حتي الآن وأنه سيضطر لقضاء باقي حياته معي بهذه الطريقة.