كشفت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية أنه فى شمال بوخارست يقع سجن سرى فى مكان سكني مزدحم فى قلب المدينة وهو السر الذي حاولت الحكومة الرومانية إخفاءه لمدة طويلة لحمايته. حيث استخدمت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) مبنى فى هذا الحى السكنى يرمز إليه باسم "برايت لايت" كسجن مؤقت للمعتقلين الأكثر قيمة. واعتقل هناك الكثيرون منهم خالد محمد الناشط فى تنظيم القاعدة والعقل الدبر لأحداث 9 سبتمبر 2001، قبل نقلهم إلى معتقل "جوانتانموا " فى كوبا 2006، وذلك كما صرح مسئولون سابقون فى الاستخبارات الأمريكية كانوا على صلة بالعاملين فى السجن. ويعتبر هذا السجن الرومانى أحد السجون التى تديرها (CIA) بالإضافة إلى سجون في القائمة السوداء، مثل : (تايلاند، ليتوانيا، بولندا)، كل هذه السجون أغلقت بحلول مايو 2006. وبينما كان المبنى التابع ل (CIA) فى لتوانيا فى مكان بعيد فى الريف، وفى بولندا متخفيا داخل المؤسسة العسكرية، كان المعتقل فى رومانيا يقع فى شارع رئيسى وسط البيوت. كان هذا المبنى يستخدم لتسجيل المعلومات السرية، والذى عرف باسم "أورنيس"، وكانت هذه المعلومات السرية من حلف شمال الأطلسى والاتحاد الأوروبى جميعها محفوظة هناك، وذلك بحسب ما صرح المسئولون السابقون فى (CIA). حيث ينفرد مبنى (CIA) فى رومانيا بأنه كان مؤسسة حكومية، مما ميز هذا المبنى وجعله بعيدا عن الأنظار، وبالرغم من الكثافة الأمنية فإن ذلك لم يثر شكوك السكان نظراً لانه مبنى حكومى. وفى هذا السياق دعا ناشطو حقوق الإنسان فى دول أوروبا الشرقية للتحقيق فى الأدوار التى تلعبها الحكومات فى استضافة السجون، بينما ما زال مسئولو تلك الدول ينكرون استخدام أي من المبانى كسجون. وأخيرأ وبعد تولى باراك أوباما رئاسة أمريكا بفترة قصيرة، حاولت (CIA) غلق ملف المعتقلات تماماً. وما زال هناك مسئولون أوروبييون يحققون وراء ما كان يحدث فى هذه السجون السرية، حيث اكتشفت وثائق مؤخراً فى دعوى قضائية تشير إلى وجود سجن ل (CIA) فى رومانيا، ويدل على ذلك الرحلات التى كانت ترسل من وإلى رومانيا مع المواقع الأخرى التى تتضمن المغرب ومعتقل جوانتانموا. واختتمت الصحيفة تقريرها بأن المواقع التابعة ل (CIA) فى كل من رومانيا وليتوانيا أغلقت تدريجياً فى النصف الأول من عام 2006، لذا بعض المعتقلين أرسلوا إلى كابول ومنها إلى جوانتانموا وبعضهم إلى بلادهم.