المشهد الانتخابي الذي عشناه الأيام الماضية، أخاذ بمعنى الكلمة، وبهاؤه شديد الوضاءة، لكل ذي عقل ولُبّ، لكن الليلة التي قضيتها في فرز الأصوات، أعادت إلى ذهني تلك المآساة المتعلقة بأوضاع المعلم في بلادنا. آلاف المدرسين اُنتدبوا للمساعدة في تحقيق التجربة الديمقراطية الأولى بعد الثورة، فما وهنوا وما استكانوا، لكنهم للحق اُمتهنوا وضيق بهم في مواقف عدة كنت شاهدًا على بعضها. ومشهد أخر كان أشد إيلامًا، عندما اختلفوا مع قوات الأمن بشأن موعد المغادرة وانتهاء المهمة؟ فقام ضابط الأمن بإلقاء جميع بطاقاتهم الشخصية في الحمامات، في مشهد يعيد إلى الأذهان ممارسات الداخلية القميئة، واُضطروا بعد ذلك لأخذها من هناك.. ومشهد ثالث، عندما وجدتهم متذمرين من البدلات التي سوف يتقاضونها في هذه العملية الشاقة، إذ إنها هذا العام جاءت أقل من سابقيه، وسألت أحدهم ما الذي يجبرك على قبول هذه المهمة، ما دام العائد منها ضعيفًا على هذا النحو؟؟ فقال سيعطوننا 300 جنيه، وهي نصف راتبنا في شهر كامل، ألا تستحق التضحية؟!. كل هذه المآسي وغيرها التي ربما لم أطلع عليها أنا، تؤكد أننا بحاجة ماسة إلى إعادة وضع الأمور في نصابها، وعودة الاحترام الواجب لأناس لا تقل مهمتهم في حياتنا عن مهمة الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله لهدايتنا سواء السبيل.