امتلأ ميدان التحرير بالآلاف في وقفة اختلفت مسمياتها ما بين جمعة "المطلب الواحد" و"مليونية حماية الديمقراطية"، لكنها اتفقت فى الدعوة إلى رفض وثيقة السلمى، ربما كانت المرة الاولى - منذ مدة بعيدة- التى تصل فيها هذه الأعداد قبل صلاة الجمعة، وتشهد منصة الإخوان المسلمين نشاطاً ملحوظاً منذ الصباح الباكر، حيث بدأت بإذاعة الأغانى الوطنية وسط تلويح بالأعلام المصرية، وانتشر بين المتظاهرين بيع "تي شيرت" يحمل شعار الجماعة ب10 جنيهات. وارتكزت أركان الميدان خلال جمعة اليوم على 4 منصات رئيسية، الأولى تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وأخرى لحازم صلاح أبواسماعيل -المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- بالإضافة لمنصة للجماعة الإسلامية، وأخرى لحزب النور السلفي. من جانبه قال الدكتور صلاح سلطان - القيادى الإخوانى - إن للثورة المصرية صفات 4: "ثورة سلمية، وشعبية، وربانية، وحضارية"، ازاحت 4: "الاستبداد، والفساد المالى، والتحلل الاخلاقى، والتخلف الحضارى"، واصفاً النظام السابق ب"طواغيت" قضى عليهم ظلمهم، كما دعا على بشار الأسد أن يقضى الله عليه بسبب المجازر التى يرتكبها فى حق شعبه. وتجوب أرجاء الميدان عدد من المسيرات التابعة للقوى الإسلامية منذ فجراليوم، منها مسيرة تابعة لجماعة الأخوان المسلمين ضمت مئات الأشخاص، فيما طافت مسيرة أخرى تابعة للجبهة السلفية حملوا خلالها لافتات كتب عليها "لا لوثيقة السلمي ولا لتأجيل الانتخابات"، حاملين المصاحف، وتعالت الهتافات "الصحافة فين الدستور أهو"، فيما اختفت مع صباح اليوم المسيرات الليبرالية التي كانت قد وصلت إلى ميدان ا لتحرير منذ الليلة الماضية مطالبة بمدنية الدولة ومردده لهتاف"ثورتنا ثورة شعبية لا إخوانية ولا سلفية"، وهو ما دفع القوى الإسلامية للقيام بعدد من المسيرات لتثبت وجودها على الأرض. كما يشهد الميدان - حاليا - بعض المشاحنات بين ائتلاف شباب الثورة، وأعضاء حزب النور نظرا لقيام أعضاء حزب النور بتعليق لافتة بالحديقة المتوسطة للميدان كتب عليها "حزب النور يرفض المباديء الدستورية" وهو ما اعتبره شباب الثورة خروجاعن طلبات جمعة اليوم. وحملت ملامح الجمعة أيضا نصب العديد من الخيم والكرفانات بالحديقة المتوسطة لميدان التحرير منها التابع للشيخ حازم صلاح أبواسماعيل وحركة "حازمون" وجبهة دعم المسلمين الجدد، فضلا عن الائتلاف الإسلامي الحر، بالإضافة للخيم التابعة لائتلاف شباب الثورة. واصطحب المتظاهرون معهم المأكولات والمشروبات استعدادا لفعاليات مليونية حماية الديمقراطية، وفقا لدعوات العديد من القوى والائتلافات السياسية، كما انتشر بأرجاء الميدان الباعة الجائلين. من ناحية أخرى، انتشرت اللجان الشعبية على مداخل ومخارج ميدان التحرير، حيث قاموا بتفتيش الحضور والتحقق من إثبات الشخصية، وذلك منعا لاندساس عناصر قد تؤدي إلى الشغب، فيما تم أيضا إغلاق الميدان أمام حركة سير السيارات وتحولها للشوارع الجانبية. كما شارك بعض أبناء الجالية السورية مع جموع المحتشدين في جمعة اليوم، في إطار حشد التأييد لتحرك عربي لصالح الشعب السوري.