توقع الاتحاد الفيدرالي الدولي لمرض السكر في أواخر العقد الماضي زيادة عدد المصابين بمرض السكر في مصر عام 2030 إلى نحو 8 ملايين و600 ألف حالة، أي ما يعادل زيادة بنحو 83% عن عدد الحالات في عام 2010، لتتخطى بذلك المعدل العالمي. وبدأت اليوم -الثلاثاء- الحملة القومية الثانية للكشف المبكر والتوعية بمرض السكر؛للحد من انتشاره المتزايد، حيث تعتبر مصر من الدول ذات الإصابة المرتفعة بالمرض. وأعلن الدكتور عمرو حلمي -وزير الصحة والسكان- أن عدد المصابين بمرض السكر في مصر يبلغ حاليًا حوالي 5 ملايين مريض، مؤكدًا أن الوزارة تضع أهمية قصوى لإدراج خطط واسعة وممتدة لنشر الوعي الصحي السليم للوقاية من المرض عند المواطنين، والعمل على التحكم في مستويات السكر عند المرضى. وقال وزير الصحة إن الحملات القومية للكشف المبكر على السكر هي إحدى الخطوات الهامة التي تتخذها الدول حاليًا لتعد نفسها لمواجهة التزايد الكبير لانتشار المرض في أغلب أنحاء العالم، ومن المتوقع تزايد الإصابة بالمرض بصورة أكبر خلال العقدين القادمين،حيث يتوقع أن تصل أعداد المصابين بهذا المرض إلى نحو 438 مليون مريض،بحلول عام 2030، وبزيادة قدرها 54%، مقارنة بأعداد الحالات في عام 2010. وأعلن الدكتور حلمي أن 66\% في المائة من أسباب الوفيات في مصر ترجع إلى الأمراض غير المعدية التي يمكن الوقاية منها، باتباع العادات الغذائية السليمة،وممارسة رياضة معتدلة، والامتناع عن التدخين والكحوليات، ومكافحة السمنة،وكلها أشياء مهمة يمكن أن تبني أصحاء تحتاجهم مصر لبناء الوطن في المرحلة المقبلة. وأشار الدكتور عمرو حلمي -وزير الصحة- إلى أن مرض السكر من النوع الثاني يمكن الوقاية منه،بالاكتشاف المبكر،وتفادي المضاعفات،حيث إنه يعد من الأمراض غير المعدية الأكثر انتشارًا حاليًا؛بسبب ممارسة العادات الصحية غير السليمة، التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى،كالقلب، والشرايين، والأورام، وغيرها من الأمراض،نتيجة الحياة العصرية التي يمارسها المواطنون. وأوضح وزير الصحة أن سوء التغذية يؤدي أيضًا إلى حدوث التقزم عند الأطفال،الذي يتعرض له أعداد كبيرة بسبب عدم تناولهم الغذاء السليم، كما أنه يؤدي أيضًا إلى إصابة الأطفال ببعض أمراض التخلف العقلي والأمراض الذهنية. ومن جانبه استعرض الدكتور إبراهيم الإبراشي -أستاذ الأمراض الباطنية والسكر وعضو اللجنة القومية لمكافحة السكر- الأنشطة التي قامت بها اللجنة خلال المرحلة الماضية،وخططها وبرامجها المستقبلية، وخاصة برامج حملات التوعية،ومنها الحملة القومية التي أطلقت اليوم وتستمر لمدة شهرين بالتعاون مع وزارة الصحة،ومن خلال حملات مكثفة ستتم بعدد من القنوات الفضائية والراديو، بالإضافة إلى الإعلانات في الصحف، والأماكن الحيوية،بجميع أنحاء الجمهورية؛للتوعية بالمرض ومضاعفاته، والتحكم في مستوياته،واكتشافه في مراحله المبكرة،والتي تعرف بمرحلة ما قبل السكر، وهي المرحلة التي تسبق الإصابة بالمرض،والتي يمكن فيها تدارك التحول إلى الصورة المرضية الكاملة،عن طريق اتباع العادات الصحية السلمية، مثل نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة،وغيرها. ومن جانبه طالب الدكتور شريف حافظ -أستاذ الأمراض الباطنية والسكر بطب قصر العيني وعضو لجنة السكر- بعودة ممارسة الرياضة في المدارس،والحد من بيع الأطعمة التي تباع في مقاصف المدارس،لأنها أغذية غير صحية،ويقبل عليها التلاميذ بصورة كبيرة.