التواجد في الشارع وبين صفوف المواطنين وتقديم الخدمات المختلفة للبسطاء والفقراء تمثل أهم وسائل الإسلاميين في اكتساب الشعبية بين المواطنين وليس ذلك مقتصرا على جماعة الاخوان المسلمين فحسب وانما امتد ليشمل السلفيين والجماعة الاسلامية الذين نزلوا الى الميدان رغبة في خدمة الناس وتحقيقا لأهدافهم بكل تاأكيد. فالسلفيون أكدوا تواجدهم في الشارع منذ إعلان تأسيس حزب النور كحزب رسمي وحتى أوقات الحظر التي فرضها عليهم النظام السابق تواجدوا في الشارع. ويوضح نادر بكار مسؤول اللجنة الثقافية لحزب النور أن الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور منذ قيامهم كمؤسسة رسمية وهم يعملون علي تقديم خدمات في الشارع، فالدعوة السلفية قبل أن تكون جمعية مشهرة من وزارة التضامن وهي تقدم رعاية للأيتام والأرامل وللأسر المحتاجة وهو ما فشلت فيه العديد من المؤسسات الرسمية. مضيفا ان حزب النور قدم برنامجا انتخابيا وضع فيه خطوات تساعد على التخفيف من قضية البطالة، فاقترح الحزب إنشاء هيئة للإشراف على المشروعات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة وتقدم قروضا حسنة لمساعدة الشباب، كما تضمن البرنامج تقديم دعم لشباب من أجل إحياء الأرض الموات "الأراضي البور". كما ساعد حزب النور منذ إنشائه في تقديم أسواق خيرية تباع فيها منتجات غذائية ولحوم بسعر الجملة، وقدم الحزب قوافل طبية متحركة تضم عددا من الأطباء في تخصصات مختلفة جابت محافظات عديدة، وقدم الحزب دورات تعليمية في اللغات والكمبيوتر ودورات لمحو الأمية أشرفت عليها اللجنة النسائية في الحزب ودورات لتعليم الأعمال الحرفية وأشرفت عليها اللجنة النسائية أيضا، ودورات لتأهيل الشباب في سوق العمل. أما من ناحية الخدمة المجتمعية فساعد حزب النور على حل أزمة اسطوانات الغاز في عدد من المحافظات وتعهد بتوزيع أموال المعاشات في بعض المحافظات كمرحلة أولى وفي حالة نجاح الفكرة سيعممها قدر الإمكان، كما أن الحزب ساعد في حل العديد من الخلافات والصلح بين العائلات في العديد من محافظات الصعيد والمحافظات الأخرى. وأكد بكار علي أن التنافس بين الأحزاب في خدمة الشارع هو تنافس محمود وسيصب في مصلحة رجل الشارع أو المصلحة العامة ككل، ولم يستبعد أى تبادل بين الأحزاب سواء الدينية أو غير الدينية المهم هو مصلحة البلاد. وتمنى بكار أن يكون هناك أشكال عديدة ومختلفة من التواصل بين الجماهير، نافيا في حالة حدوث إخفاق في مجلس الشعب أن يكون السبب هو عدم التواصل في الشارع قائلا : تواجدنا في الشارع في الفترة السابقة يشهد لنا ويشهد على تواصلنا مع هموم الشارع. فيما عبر الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن التواجد في الشارع هو الاهم في مسيرة أي حزب سياسي حديث الإنشاء يريد أن تكون له شعبية وجماهيرية في الوقت القادم، لذلك وحدت الجماعة الإسلامية جهودها للتواجد في الشارع فأقامت العديد من المنظمات والجمعيات الأهلية في العديد من المحافظات من أجل تقديم خدمات مختلفة في الشارع من خلال رعاية دور الأيتام ومحاولة مساعدة الأسر الفقيرة في توفير لوازم المدارس وملابس العيد. واعتبر دربالة أن السبب الرئيسي في إنشاء حزب سياسي هو محاولة الضغط على صانع القرار من خلاله وتقديم أطروحات لحل قضية البطالة، فالبطالة مشكلة أكبر من أن ينفرد فصيل بعينة لحلها، مضيفا "تضييق النظام السابق منعنا من أى دعم من رجال أعمال ينتمون للجماعة أو يتبنون نهجها في إقامة مشاريع تساعد على حل قضية البطالة". كما أكد دربالة على أن الجماعة الإسلامية تتبنى وتدعم جهود العلماء الذين يحاولون النهضة بمصر من خلال تطبيق مناهج البحث العلمي، مثل الدكتور زويل وفاروق الباز ومجدي يعقوب وغيرهم من الذين يتحدثون بمنظور العلم والتكنولوجيا فمصر بحاجة لهم جميعا. كما تبنت الجماعة الإسلامية عدة من المشاريع من فضلها النهضة بمصر ورجل الشارع مثل الإعداد لمشروع تنمية سيناء وبحيرة ناصر وسواحل البحر الأحمر ومناطق الاستثمار في بلاد شرق آسيا وأفريقيا.