يبدو أننا أمام معجزة.. فقد كان من الصعب بل من المستحيل على طفلة عانت من شلل الأطفال وهي في الثانية من عمرها، لمدة ليست بالقصيرة، أن تصبح أشهر راقصة باليه عرفتها مصر منذ الخمسينيات ثم راقصة شرقي بالدرجة الأولي، ولكنها أصبحت فنانة مشهورة. ولدت فنانتنا من عائلة مصرية يونانية الأصل لأب ثري وأم كانت تجيد العزف على البيانو، وهي من غرست في طفلتها حب الموسيقى والرقص، وأولتها عناية طبية خاصة مع طبيب للأطفال حتى شُفيت تمامًا، لتتعلم الرقص فيما بعد على يد زوجة الطبيب والتي كانت معلمة باليه في مصر. بدأت احتراف رقص الباليه، وبعد شفائها، وقدمت عدة عروض وهي في الخامسة من عُمرها، لذلك لُقبت بالطفلة المعجزة، واشتهرت بكازينو"الأوبرا" المملوك للفنانة بديعة مصابني؛ حيث بدأت أيضًا في تأدية الرقص الشرقي وكان تقدم عرض مسائي للعائلات في الثامنة مساء بصحبة والدتها، أما عرض منتصف الليل فمُنعت عنه حيث اشتمل على تقديم الخمور للرواد ومشروبات روحية. كانت "الطفلة المعجزة" تبقى بعد انتهاء فقرتها لمشاهدة بروفات سامية جمال وتحية كاريوكا، تحت إشراف مصمم رقصات إيطالي محترف، وهو ما أكسبها خبرة مميزة وجعلها مع مرور السنوات إحدى الراقصات الأساسيات لنخبة المجتمع حتى عُرفت براقصة الأثرياء، نيللي مظلوم.