لا ندري ما هي الحقيقة حتى الآن، فلقد بدأت رحلتنا مع هذا التقرير من شكوى أرسلها إلينا طلال سيف، المخرج التلفزيوني وعضو اتحاد الكتاب المصريين، والذي بدى فيها منفعلاً وغيوراً على كرامة الكتاب المصريين ومكانتهم في نظر سفارات الدول الأجنبية. عندما توجهنا إليه لاستوضاح الأمر قال: " لا أدري لماذا تعاملنا الدول الأجنبية بهذا الأسلوب المهين؟ هل نحن أدباء أم عمال نقاشة؟". كان طلال قد تقدم إلى السفارة الفرنسية كي يحصل على تأشيرة علاجية الشهر الماضي، بعد أن تعرض إلى حادث سيارة، أصيبت على أثره ذراعه اليسرى، ما أثر علي أعصابها، وبعد معاناة مع الأطباء استقر الأمر علي ضرورة إجراء جراحة لتوصيل عصب أو تركيب وتر، وفي حال عدم إجراء هذه الجراحة تُصاب الذراع بالعجز التام. يقول طلال: "تطلب الأمر الذهاب الي فرنسا لاجراء الجراحة هناك، وقد ذهبت يوم 20/9 الماضي بعدما قدمت أوراقي وخطاب يفيد أنني عضو اتحاد كتاب مصر، إضافة إلى أوراق الإقامة والحجز في مستشفي سانت أنطوان بباريس". تقدم طلال أيضاً بأوراق تفيد بتعهد شقيقه الذي يقيم في فرنسا بدفع تكاليف الجراحة، لكنه رغم كل ذلك قوبل طلبه بالرفض، وكان السبب وفقاً لروايته؛ لأن الأوراق المقدمة غير مكتملة ولعدم الثقة فيها، ما أثار ضيقه لأن علي حد قوله؛ تعاملت معه الموظفة المسئولة بطريقة غير لائقة ولا تتناسب معه كأديب، إضافة إلى أن الأوراق الصادرة من اتحاد الكتاب كجهة رسمية غير معتمدة لديهم، حيث يعلق قائلاً: "هذه كارثة وإهانة لكل أدباء مصر وليست لشخصي فقط". وينهي طلال كلامه بالقول: " لن أدخل الأراضي الفرنسية حتى وإن منحوني التأشيرة، مادامت فرنسا لا تعترف باتحاد الكتاب المصريين رغم انها تدعي أنها بلد الثقافة والمعرفة". الدكتور صلاح الراوي، أمين عام اتحاد كتاب مصر، يؤكد أنه غير واثق من كون سبب الرفض له علاقة باتحاد الكتاب المصريين، فلقد أصدر الاتحاد خطاب رسمي موجه إلى السفارة الفرنسية، بعدما علم بالأمر من العضو طلال سيف؛ يقول دكتور الراوي: "سبب الرفض غير معروف إلي الآن، هل هو لعدم اكتمال الأوراق، أم لكونها غير موثقة بمعني غير مختومة من وزارة الخارجية مثلاً، فمن المعروف أن بعض الدول لا تعتمد الوثائق بدون خاتم رسمي من وزارة الخارجية للدولة المُرسِلة". مع ذلك ووفقاً للدكتور الراوي، فإن الاتحاد حالياً يعكف على ترجمة خطاب الرفض المرسل من قبل السفارة الفرنسية، وذلك للوقوف على السبب الحقيقي، وإن ثبت عدم اعتراف السفارة باتحاد كتاب مصر، كجهة رسمية، حينها لن تكون مشكلة طلال شخصية، بل ستتحول إلى قضية عامة تخص كل كتاب مصر، وسنتخذ كافة الإجراءات التصعيدية لاختصام السفارة الفرنسية ومقاضاتها. ينهي دكتور صلاح كلامه قائلاً: من حق أي عضو بالاتحاد أن يشكو ومن حق الاتحاد أن يحقق في الشكوي لبحث ملابساتها والوقوف علي أسبابها و إعادة الحق لمقدم الشكوي إن ثبت له، لذلك لا ينبغي أن نتسرع ونسبب أزمة دبلوماسية بين دولتين فهذا غير مقبول. من جهتها قالت مادلين حنا، المسئولة بالمركز الصحفي للسفارة الفرنسية، أنه في حالة رفض الطلبات المقدمة من المصريين الراغبين في السفر لفرنسا سواء للعمل أو العلاج أو الزيارة، ينبغي أن تكون الأوراق المقدمة من طالب السفر مكتملة وأن تكون هناك إقامة لطالب السفر، إضافة إلي توافر مصروفات العلاج في حالة السفر للعلاج، فهل من المنطقي أو المعقول أن تتكفل فرنسا بمصروفات العلاج؟ وفي حالة عدم اكتمال هذه الأوراق لا يُنظر لطلب السفر إطلاقا مهما كانت درجته الوظيفية. أما بالنسبة لكون اتحاد كتاب مصر غير معترف به لديهم أكدت: لا يوجد ما يسمي جهة غير موثقة أو معترف بها لدينا كما يدعي البعض. وتبقى قضية الأديب والمخرج التلفزيوني طلال سيف موضع تساؤل حتى الآن، فيما إن كانت السفارة الفرنسية قد رفضت منحه تأشيرة السفر لنقص أوراقه، أم لكون اتحاد الكتاب المصريين الذي يتبعه، غير معترف به لدى دولة فرنسا؟ ونحن في انتظار الإجابة.