سبب صعود الأخوان المسلمين إلى سدة الحكم في العديد من دول الربيع العربي الى نشاط الخلايا الإخوانية النائمة في دول الخليج العربي، وسارعت إلى استغلال الفرصة لترفع سقف المطالبات السياسية هناك، وتفاوتت ردود فعل حكومات الدول الخليجية على تلك المطالبات الإصلاحية . اختلفت أشكال تنظيمات جماعة الاخوان المسلمين في الدول الخليجية باختلاف النظم السياسية المختلفة والظروف التي تحيط بكل بلد خليجي على حدة . فلقد حل فرع جماعة الإخوان المسلمين نفسه منذ ما يزيد عن عشر سنوات في قطر، وكان من بين الأسباب تلافي توتر العلاقة مع حكام البلاد في وقت كانت فيه حكومات خليجية أخرى تعتقل مؤيدي الإخوان، وتطور ذلك إلى احتضان الدولة لتوجه الإخوان بعد قيام الثورات العربية. وتعد جماعة الإصلاح، الأكثر تنظيماً في الإمارات وهي الواجهة الإخوانية هناك، ويشارك المنتسبون إليها في إطلاق دعاوى الإصلاح السياسي رغم تحفظ الحكومة على منح المنظمات السياسية مظلة الحماية القانونية للعمل السياسي، وتواجه الجماعة انخفاض التأييد الشعبي بالنظر إلى ارتفاع مستوى المعيشة الذي ينعم به المواطنون هناك. وفي البحرين تعتبر جمعية المنبر الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإصلاح المحلية، واحدة من هذه المنظمات القليلة المسموح لها بالعمل، وتلقى ضيقاً شعبياً إزاء خلفيتها السنية في مقابل نسبة مرتفعة من المواطنين الشيعة. وفي الكويت تشكل جماعة الإخوان المسلمين كتلة على أعلى درجات التنظيم والثراء الفاحش، وعملت مع الحكومة وضدها في أوقات مختلفة، وشهدت تذبذباً سياسياً عقب قيام العراق باحتلال الكويت، وانضم مؤخرا الذراع السياسي للإخوان "الحركة الدستورية الإسلامية"، المعروفة ب "حدس"، إلى بقية جماعات المعارضة أواخر العام الماضي وذلك في احتجاجات كبرى ضد حكم صادر من قبل الحكومة بشأن الإجراءات الانتخابية. أما السعودية، فعلاقة الحكومة مع الإخوان خليطا من الدعم والاستيعاب، مع القلق والنفور بسبب الأجندة السياسية لهذه الجماعة، ولا تحظى معظم الرموز الإخوانية السعودية بظهور بارز فهي تتحاشى توجيه النقد للحكم أو الدعوة للتغيير بشكل علني،ولكن بعد الثورات العربية بدأ ظهور لبعض الاستثناءات .