«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو والمستندات.. الحكومة الامريكية تتجسس علي مستخدمي الأنترنت من 2007
نشر في المشهد يوم 08 - 06 - 2013

فضيحة تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية ولماذا يجب أن نهتم
برنامج سري لكل من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ووكالة الأمن القومي الأمريكية NSA يدعى PRISM يسمح لهم حرفياً برصد بيانات تشمل الصوت والفيديو والصور والبريد الإلكتروني والوثائق من مخدمات 9 من أكبر شركات الويب والتكنولوجيا.
البرنامج فعال منذ 2007 ويعتبر من أكبر البرامج المساهمة في تقديم التقارير اليومية للرئيس الأمريكي
أثار خبر كان قد نشرته صحيفتي الغارديان والواشنطن بوست بتسريت مجموعة من المعلومات والوثائق التي تؤكد تنصت الحكومة الأمريكية على المكالمات الهاتفية وخوادم كبرى شركات الإنترنت كغوغل وفيس بوك وآبل وبال توك، الأيام الماضية ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والتقنية في الولايات المتحدة.
بدأ الأمر بتاريخ 5 يونيو 2013 عندما سربت صحيفة الغارديان أمر محكمة يجبر شركة Verizon المزودة للاتصالات الخليوية والإنترنت بتسليم كل سجلات الإتصالات لديها في الولايات المتحدة إلى وكالة الأمن القومي الأمريكية أو NSA. يجب أن نذكر هنا أن الموضوع مرتبط أيضاً بسلسلة من الفضائح في الإدارة الأمريكية الحالية ظهرت منذ مايو الماضي وتلخصت بتعمد وكالة IRS أو Internal Revenue Service المتخصصة بالضرائب لمجموعات سياسية محافظة إلى قضية المسؤولية في الاعتداء على السفارة الأمريكية في بنغاري/ ليبيا و - ربما أهمها بالنسبة لهذه القصة - كشف وكالة Associated Press أسوشيتد برس طلب وزارة العدل الأمريكية Department of Justice بالكشف عن جميع مراسلات مراسليها لمدة شهرين.
يفترض على Verizon وفقاً للأمر بأن تقوم بتسليم تقارير يومية تحت اسم Telephony Metadata البيانات الوصفية للاتصالات الدولية التي تؤمنها الشركة من وإلى الولايات المتحدة إضافة للاتصالات المحلية. تقدم البيانات مجموعة من الأمور مثل أرقام IMEI ووقت ومدة الإتصالات والأرقام الخاصة بالمتصل والمستقبل. الأمر لايطلب من الشركة تسليم معلومات عن الإتصالات خارج الولايات المتحدة ولا تسجيلاً للإتصالات نفسها.
ووفقاً للأمر نفسه لايمكن الإفصاح عن هذا الموضوع حتى 2038 وهو متابعة لطلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، الأمر يجبر الشركة على عدم الإفصاح عن طلب ال FBI أو ال NSA عن الموضوع أصلاً.
لم يستغرق الأمر إلا أقل من 24 لبدء سلسلة من ردود الأفعال بداية من البيت الأبيض الذي دافع عن حصول الوكالة على المعلومات بدون تحديد Verizon بالاسم، حيث صرح مسؤول رفيع في البيت الأبيض لوكالة AP بأن عملية جمع المعلومات "أداة هامة لحماية الأمة من التهديدات الإرهابية". توضح الأمر بالكامل بعد ذلك عندما أقرت Verizon نفسها بالموضوع حيث أرسل نائب المدير التنفيذي في الشركة Randy Milch راندي ميلتش بياناً داخلياً يشرح فيه عن الموضوع بشكل مقتضب (حيث أنهم ممنوعون من ذلك كما ذكرنا سابقاً) بأن الشركة تحترم خصوصية زبائنها لكن هناك قوانين على الشركة الإلتزام بها مثل أوامر المحكمة الفيدرالية لتأمين معلومات تحت ظروف معينة. أصبح هذا البيان متاحاً للعموم لاحقاً على موقع الشركة.
verizonresponse
يتابع ميلتش بأن الأمر هذا لايطلب أسماء المستخدمين المستهدفين أو عناوينهم أو بياناتهم المالية أو حتى محتوى الإتصال. (وهو ما أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الجمعة شاهد الفيديو في الأسفل). على أية حال من المهم أن يذكر هنا مانشرته صحيفة Politico بأن شركة Verizon طلبت من إدارة الرئيس أوباما التعامل مع الموضوع وتوضيحه للعموم.
كل هذا طبعاً هو بداية لسلسة أحداث كبرى متعلقة ببرنامج أكبر...
الطامة الكبرى في القضية هذه هي برنامج سري لكل من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ووكالة الأمن القومي الأمريكية NSA يدعى PRISM يسمح لهم حرفياً برصد بيانات تشمل الصوت والفيديو والصور والبريد الإلكتروني والوثائق من مخدمات 9 من أكبر شركات الويب والتكنولوجيا.
كشفت كل من صحيفتي واشنطن بوست الأمريكية وغارديان البريطانية عن الأمر عبر الاستحواذ على عرض تقديمي مؤلف من 41 شريحة، سربت من قبل "ضابط استخباراتي" أراد الكشف عن قدرات هذا البرنامج المخيفة.
لايعرف أحد من قبل عن البرنامج بالطبع. الشركات المرتبطة بالبرنامج هي: مايكروسوفت، ياهو، غوغل، فيس بوك، بال توك، AOL، سكايب، يوتيوب و آبل. لم يكن دروب بوكس على القائمة رسمياً لكنه كان سينضم إليها قريباً.
المثير للاهتمام هنا أن البرنامج فعال منذ 2007 ويعتبر من أكبر البرامج المساهمة في تقديم التقارير اليومية للرئيس الأمريكي. يتجاوز البرنامج القوانين الموجودة بحيث يجبر هذه الشركات على التجاوب معه في طلب البيانات بحيث يتم إعطاء وكالة الأمن القومي وصولاً مباشراً لمخدمات الشركات.
prism-slide-4
ردود الأفعال الأولية من كبرى الشركات كانت النفي القاطع طبعاً لعلمها به أصلاً. يشير التقرير إلى أن مايكروسوفت كانت أولى الشركات التي تجاوبت مع البرنامج في حين تطلب الأمر 5 سنوات من آبل. نفت مايكروسوفت هذا الأمر في تصريح لموقع The Verge حيث قالت الشركة أننها تتعاون في حين طلب معلومات عن حساب أو معرفات محددة فقط وليس بشكل عام. نفس الأمر كان مع آبل في تصريح ل CNBC وكل من AOL التي قالت لموقع The Next Web أنها لم تسمع عن البرنامج أصلاً وبال توك أيضاً.
كان الأمر درامياً أكثر مع كل من غوغل وفيس بوك حيث نشر لاري بيج تدوينة خاصة عن الأمر معبراً عن مفاجأة غوغل بوجود أمر مثل هذا. لغة مارك زكربرغ من فيس بوك كانت أقوى بأنهم لم يتسلموا أي أمر متعلق بهذا الموضوع مثل Verizon وأنهم سيقاموا الأمر بشراسة في حال حصل ذلك أصلاً.
لابد لنا أن نشكك بكل هذه التصريحات التي ربما تكون لعباً على الكلام ليس إلا، على أية حال حدثت الواشنطن بوست الموضوع في القصة الأصلية، بهدف توضيح الفرق بين ماأوردته أصلاً وتصريحات كبرى الشركات التقنية هذه حيث قالت:
من الممكن أن التضارب بين شرائح العرض التقديم ل PRISM ومتحدثي الشركات ناتج عن عدم دقة في الناشر من وكالة الأمن القومي. حيث وجد وفي تقرير سري آخر حصلت الصحيفة عليه أن التنسيق قائم على السماح ل "مدراء جميع Collection Managers إرسال تعليمات أوامر محتوى مباشرة إلى تجهيزات مثبتة على اماكن تتحكم بها الشركات"، بدلاً من الوصول المباشر إلى المخدمات.
prism-slide-2_verge_super_wide
من المثير للإهتمام أيضاً عدم وجود تويتر على القائمة (ربما لأن المعلومات فيه متاحة للعموم أصلاً) والاهتمام الخاص بموقع بال توك المخصص لغرف الدردشة كونه قديم نسبياً، 2009. (أرجح البعض الأمر إلى علاقة استخدام بال توك من قبل القاعدة أو بتسريبات متعلقة بالأزمة السورية)
العرض التقديمي المسرب هو أقرب للبرنامج التدريبي عنه. وفقاً له، يمكن للوكالة أن تمسح البريد الإلكتروني الصادر والوارد لهدف ما وكل ماهو متعلق به. هذا الوصول الدقيق للبيانات من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية بدأ في عهد الرئيس بوش الإبن وجدد في 2012 في عهد أوباما.
prism-slide-5_verge_super_wide
المثير للحنق هنا لنا كغير حاملين للجنسية الأمريكية خصوصاً، تصريحات مدير الأمن القومي "الهادفة" لتوضيح "عدم الدقة" فيمايتعلق ببرنامج PRISM. التصريحات هذه والتي من الواضح أنها تحاول للسيطرة على ردود الأفعال العنيفة حول الموضوع تفضي بأن عملية المراقبة هذه تتم خارج الولايات المتحدة فقط، البرنامج لايسمح باستهداف "حاملي الجنسية الأمريكية أو من هم ضمن حدودها". أكد هذا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أيضاً! (شاهد الفيديو في الأسفل)
أشارت الغارديان أيضاً إلى أن وكالة أمنية كبيرة في بريطانيا جزء من برنامج PRISM الأمريكي وفقاً للوثائق المسربة. تحمل هذه الوكالة اسم Government Communications Headquarters أو GCHQ وهي واحدة من أكبر ثلاث وكالات أمنية هناك كانت قادرة على عرض بيانات مستخدمي الإنترنت الخاصة منذ 2010.
تم تأكيد الأمر أخيراً أمس الجمعة من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما - خصوصاً فيما يتعلق بالمكالمات الهاتفية - حيث دافع أوباما عن الأمر واصفاً إياه بالضروري لمكافحة الإرهاب ومشيراً إلى علم أعضاء الكونغرس الأمريكي الكامل به وشارحاً تفاصيله القانونية. إضافة لهذا قال أوباما أنه يرحب بالنقاش حول الأمر كونه مهم للديمقراطية، نسي طبعاً أن أمراً كهذا كان يجب أن يتم قبل بدء البرنامج أصلاً إن كنا نريد الحديث عنه بشفافية وديمقراطية. من التصريحات المهمة لأوباما فيما يتعلق بالأمر ربما كان ضمن الإجابة على سؤال متعلق بالموضوع حيث قال:
لايمكن الحصول على 100% أمن مقابل 100% خصوصية
الرئيس اوباما يعترف بالواقعة
يلخص هذا العنوان المميز من Gizmodo تصريحات الرئيس الأمريكي ب Deal with It (تعايشوا مع الأمر)
تقنياً بدأت الكثير من المواقع التقنية الحديث عن شركة Palantir Software وعلاقتها بالموضوع. نشر موقع Talking Points Memo نظرية عن علاقة PRISM بشركة برمجيات تدعى Palantir وهي شركة تحليل بيانات. لتطبيق الشركة إضافة تدعى Prism وهي عبارة عن مكون برمجي يسمح بدمج قواعد بيانات خارجية ل Palantir.
نفت الشركة هذا الأمر طبعاً وقالت بأن مكون Prism للتطبيق غير متعلق أبداً بالبرنامج الأمريكي هذا، وبأن التطبيق مستخدم أو مرخص للبنوك ومؤسسات التمويل لأمور التحليل والبحث. على أية حال وبغض النظر عن هذه الحالة هناك الكثير من التطبيقات العالمية المتاحة للاستخدام التجاري التي تقوم بعمليات المراقبة هذه ومن غير الغريب أن تكون شركات كهذه هي المقدمة لهذه الخدمات لوكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي.
الاهتمام بالأمر
كما ذكرنا سابقأً الموضوع متعلق أكثر بتبريرات مدير الأمن القومي والرئيس أوباما نفسه المتعلق بأن الأمر غير مطبق على حاملي الجنسية الأمريكية، حتى وإن كان التصريح مشككاً به أصلا لكنه إشارة واضحة إلى انتهاك خصوصيتنا نحن غير الأمريكيين عند استخدامنا لهذه الخدمات الأمريكية أصلاً. نشر موقع The Verge مقالاً مفصلاً عن كيفية إيقاف أمر كهذا بناء على تصريح من سيندي كوهن Cindy Cohen من مؤسسة The Electronic Frontier Foundation المتخصصة بحريات الإنترنت عن وجود ثلاث طرق ممكنة لإيقاف هذا الأمر. أولاً، إما عبر تمرير الكونغرس الأمريكي لقانون ضد عملية المراقبة هذه أو بإيقاف تمويله أو عبر إصدار أمر قضائي بأن الأمر غيرقانوني أو غير دستوري.
مشكلتان أساسيتان هنا طبعاً هي أن الأمر مرتبط بالمواطن الأمريكي حصرأً (وهو مايستثنينا نحن غير الأمريكين من المشاركة في طرح هذا الموضوع بالدرجة الأولى، والأمر الثاني هو أن الكونغرس الأمريكي على علم كامل بهذا الأمر وفقاً لتصريحات الرئيس أوباما نفسها. (هناك بعض أعضاء الكونغرس الذين صرحوا علناً بأن الموضوع مناف للقيم الأمريكية لاحقاً، مايؤكد وجود تناقض مريب في الأمر)
فضيحة
لايمكن وصفه كذلك بدقة حقيقة، ليس خفياً عنا جميعاً أن الكثير من دول العالم (العربية خصوصاً ربما) تقوم جهارة بمراقبة نشاط مستخدمي الإنترنت - والهاتف على أية حال، آخرها كانت التقارير عن مراقبة شركة موبايلي السعودية بالتعاون مع الحكومة لتطبيق WhatsApp ثم انتهى الأمر بحجبه مع غيره أو حتى ماحدث في الإمارات العربية المتحدة منذ عدة سنوات، عندما قدمت شركة "إتصالات" تحديثاً لخدمة بلاك بيري المشفرة أساساً يحتوي على أداة تجسس على الرسائل والبريد الإلكتروني. تطول قائمة الدول التي تقوم بمتابعة مستخدميها بشكل دقيق طبعاً لتشمل سورية ولبنان ومصر وقطر والبحرين بنسب متفاوتة. نعلم جميعاً عن حال مراقبة الإنترنت والحجب في دول مثل الصين وإيران وتركيا وإسرائيل . مانتحدث عنه طبعاً هو المعلومات التي كشفت وظهرت للعلن، وماخفي عند باقي الدول كان أعظم .
كل هذا طبعاً، يأتي تحت ذريعة "حماية الأمن القومي" لهذه الدول، وهو ماتشكك فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول "الحرة" وتراه تعبيراً عن عدم احترام حرية الإنترنت وخصوصيته.
لهذا موقف الولايات المتحدة موقف دقيق هنا، فهي فضلاً عن كونها الحاضنة لكبرى شركات التكنولوجيا هذه تفاخر بالخصوصية لمواطنيها عند استخدام الإنترنت حصراً. كثيرة هي المنظمات والتقارير التي تصدر من الولايات المتحدة ضد باقي الدول لتحكمها بالمعلومات ومراقبتها لها. اليوم وإن ثبت فعلاً أن الولايات المتحدة لاتراقب مواطنيها عبر PRISM أو لاتستمع لمكالماتهم (وهذا بعيد عن الواقع)، يؤكد لنا هذا أن هناك خطراً كبيراً في اعتمادنا نحن غير الأمريكين على هذه الخدمات كوننا محط مراقبة ومسائلة من الولايات المتحدة نفسها قبل أي دولة أخرى (ولأسباب قد تخرج في كثير من الأحيان عن الواقع)، من المهم أن نذكر أيضاً أن ماتمتلكه الولايات المتحدة من تكنولوجيا مراقبة عبر PRISM يتفوق بكثير عماهو موجود في باقي الدول. قائمة أعداء الإنترنت، ليست مقتصرة على ماتطرحه منظمة Reporters Without Borders
يبدو أن المستقبل المظلم المتعلق بالتكنولوجيا حصراً على الأبواب، "الأخ الأكبر" المراقب دائماً لمانقوم به موجود ومؤكد الآن. لايمكن لنا إلا أن نكون حذرين جداً أثناء تعاملنا مع هذه الخدمات من الآن وصاعداً خصوصاً إن عرفنا أن هناك من يراقب بهذا الشكل.
لاتهم الذريعة هنا، نحن أمام عقد جديد من التنصت التقني الذي استفاد من ارتباط حياتنا بالإنترنت بشكل مباشر. صحيح أن ادعاءات مسؤولي برنامج PRISM أنه قائم على حالات خاصة جداً ولكن التحليل التقني غالباً مايكون خارجاً عن سياقه في حالات تبرير العمل الإرهابي أو التخريبي الممكن حدوثه. تفتح أحداث كهذه سجلات كبيرة ومخيفة عن تلفيق التهم وافتعالها لأسباب سياسية ربما. ما الذي يضمن أن وصولاً مثل هذا لايمنع تحوير السجلات أصلا؟ً من المسؤول عن المحاسبة؟ ومن يعطي الولايات المتحدة الحق في أمر كهذا؟
لايزال الخبر جديداً نسبياً وهناك الكثير أيضاً، لكن في الوقت نفسه الذي يطرح تسريب معلومات على هذا القدر من الخطورة من قبل هذه الصحف أسئلة كثيرة عن سبب توقيته الحالي والفائدة الحقيقية منه في ضوء الأحداث التي نعيشها، لاشك أن الأمر يتجاوز نظرية المؤامرة هنا...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.