بوفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، تدخل المملكة العربية السعودية، فصلا جديدا في تاريخها السياسي، حيث بتوقع أن يشهد البيت السعودي كثيرا من الشد والجذب بسبب إعادة ترتيب الوضع، في ظل فراغ مجموعة المناصب التي كان يتولاها الأمير الراحل. وفضلا عن ولاية العهد، كان الأمير سلطان يتولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزارة الدفاع ووزارة الطيران، فضلا عن المفتشية العامة ورئاسة العديد من الهيئات الرئيسية في البلاد. ويدور الجدل في الشارع السعودي، ليس على خلافة الأمير الراحل في ولاية العهد، فهذه شبه محسومة لصالح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف، وإنما في كيفية توزيع المناصب الأخرى، ومن بينها وزارة الدفاع، ذات الدور المهم في حماية مستقبل المملكة. وعلى الرغم من ترشيح الأمير خالد بن سلطان لتولي هذا المنصب لاعتبارات الخبرة التي يملكها في هذا المجال، فضلا عن شغله خلال السنوات الماضية لموقع مساعد الوزير، وكذلك دوره في التصدي لهجمات الحوثيين جنوب البلاد، فإن هناك من يشير لاحتمالات مفاجئة، من بينها نقل الوزارة لأحد أبناء الملك المؤسس، على سبيل تهدئة التنافس بين الأجنحة المختلفة داخل الأسرة الحاكمة. ومعلوم أن ولي العهد الراحل، وكذا خليفته المحتمل الأمير نايف، ينتميان لما يعرف بالجناح السديري، أي أبناء الملك عبد العزيز من الأميرة من زوجته حصة بنت أحمد السديري، وهؤلاء السبعة هم: الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، والأمير تركي الثاني بن عبد العزيز، والأمير نايف بن عبد العزيز، وأمير الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز، ونائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبد العزيز. وفي ظل عدم معرفة كثيرين بترتيب أبناء الملك عبد العزيز، وكذا علاقاتهم بالقبائل السعودية تقدم "المشهد" لقرائها واحدا من أهم الكتب التي تناولت تاريخ المملكة من هذه الزاوية