اعترف مسئول بالخارجية البريطانية انه تم إنفاق ستة ملايين جنيه إسترليني لدعم برامج مكافحة الفساد وسيادة القانون وتعزيز المشاركة السياسية في الدول العربية هذا العام من بينها مليون جنيه إسترليني انفقت لدعم هذه البرامج فى مصر. وأكد عرفان صديق - مدير إدارة الشراكة العربية بوزارة الخارجية البريطانية - استعداد بلاده لتقديم الدعم للمنظمات التي تقوم بمراقبة الانتخابات، ولكن هذا يعتمد على مدى قبول السلطات المصرية بهذا، وأن بريطانيا منفتحة للتعاون مع جميع الأحزاب والقوى السياسية والدينية ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين طالما تحترم وتلتزم بالمبادئ الديمقراطية. وقال صديق - في حوار مع المحررين الدبلوماسيين علي مائدة مستديرة عقدت بمقر السفارة البريطانية بالقاهرة الليلة الماضية - إن الثورة المصرية نابعة من الداخل وما سيكون عليه الوضع يجب أن يحدده الشعب المصري بنفسه ولا يمكن فرضه بالقوة.. نافيًا محاولة أي جهة خارجية أو بريطانية فرض أي نموذج للديمقراطية على مصر، وأكد في الوقت نفسه التزام بلاده بمساندة المرحلة الانتقالية في دول الربيع العربي للعبور إلى الديمقراطية. وشدد على ضرورة توضيح الأمور في العملية السياسية في المرحلة الانتقالية في مصر من خلال الحوار بين جميع الأحزاب السياسية بهدف بناء الثقة التي تعد مهمة للمجتمع الدولي وقطاع الأعمال والسوق. وأوضح أن الخارجية البريطانية قررت في نهاية العام الماضي قبل اندلاع الثورات العربية إنشاء إدارة للتعامل ليس فقط مع الحكومات ولكن أيضًا مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية. وقال إن هناك ثلاثة محاور للتعاون وهي وضع برامج ومشروعات مع الشركاء وهم الحكومات والمنظمات، والشراكة مع المؤسسات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي ومجموعة الثماني، فضلاً عن العمل على وضع سياسية تتماشى مع الأوضاع الجديدة ودعم المجالات التي تحتاجها الدول مثل مكافحة الفساد وسيادة القانون وتعزيز المشاركة السياسية ودعم الأحزاب. وأفاد بأنه تم تخصيص نحو 110 ملايين جنيه إسترليني لتنفيذ هذه المشروعات والبرامج في الدول العربية خلال الفترة من عام 2011 إلى عام 2015.. مشيرًا إلى أنه تم إنفاق ستة ملايين جنيه إسترليني في الدول العربية هذا العام من بينها مليون جنيه إسترليني على البرامج في مصر. وأشار صديق إلى أن هذه المشروعات والبرامج يتم تنفيذها في خمس دول عربية هي مصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن.. مؤكدًا استعداد بريطانيا للتوسع في برامج الشراكة مع دول المنطقة الأخرى في المستقبل. وقال إن إدارة الشراكة العربية تركز على ستة مجالات أساسية وهى توفير فرص عمل للشباب ودعم القطاع الخاص الذي يعد قاطرة للنمو وينتج عنه خلق فرص عمل جديدة، فضلاً عن تعزيز الشفافية والمشاركة السياسية ودعم حرية الرأي والتعبير ومكافحة الفساد وسيادة القانون. وأضاف أنه التقى خلال زيارته الحالية لمصر مع المسؤولين في وزارتي الخارجية والتعاون الدولي.. مشيرًا إلى استمرارية التشاور مع جميع الشركاء في مصر سواء على المستوي الحكومي أو المجتمع المدني لبحث مجالات التعاون التي يرون أنها تحتاج إلى دعم. وأوضح أن مشروعات وبرامج الشراكة العربية تختلف عن برامج عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (منظمة تنموية) التي تأتي في إطار التعاون بين الحكومتين المصرية والأمريكية.. مؤكدًا أن بريطانيا تعمل على دعم المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المرحلة الانتقالية في مصر. وأكد صديق تبني الشفافية في التعاملات مع برامج الشراكة العربية سواء مع الحكومات أو منظمات المجتمع المدني المسجلة والمعروفة في المنطقة العربية، بهدف ضمان نجاح البرامج وبناء الثقة بين بريطانيا وبين شعوب المنطقة العربية.