استهل الرئيس الأمريكى باراك أوباما نشاطه الخارجي، أثناء ولايته الأولى عام 2009، للقاهرة، وجّه من خلالها كلمة للعالمين العربي والإسلامي كانت تهدف إلى تحسين صورة بلاده في العالم الإسلامي. استهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما نشاطه الخارجي، أثناء ولايته الأولى عام 2009، بزيارة للعاصمة المصرية القاهرة، وجّه من خلالها كلمة للعالمين العربي والإسلامي كانت تهدف إلى تحسين صورة بلاده في العالم الإسلامي. وعلى غرار تلك الزيارة، بدأ أوباما نشاطه الخارجي مع بداية ولايته الرئاسية الثانية (يناير/كانون الثاني 2013) بزيارة لإسرائيل، تحمل في طياتها أهدافًا عدة من بينها إعادة تقوية أواصر العلاقات بين البلدين الحليفين خاصة بعد التوتر الذي شاب العلاقة مؤخرا، ومحاولة "لجم" إسرائيل عن أي عمل عسكري تجاه إيران، بحسب محللين لبنانيين تحدثوا للأناضول. طوني فرنسيس، المحلل السياسي اللبناني والكاتب الصحفي بجريدة الحياة اللندنية، قال، في حديث لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن "زيارة أوباما لإسرائيل في هذا التوقيت وهذا الشكل تحمل في طياتها أربعة أهداف". وأوضح فرنسيس أن أول تلك الأهداف هو "استعادة الثقة بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا ما أكده الأول فور وصوله لمطار تل أبيب وإعلانه الالتزام الأبدي بأمن إسرائيل، مع تغييبه للشأن الفلسطيني في خطابه الأول". وقال الرئيس الأمريكي عقب وصوله إلى تل أبيب إن التزام بلاده بأمن إسرائيل "ثابت وتحالفنا أبدي". وأضاف فرنسيس أن الهدف الثاني "التأكيد على أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ليست أولوية حاسمة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية" . أما الهدف الثالث، بحسب المحلل السياسي اللبناني، فهو "الإصرار على الموقف الأمريكي من إيران وعدم تفرد إسرائيل بأي عمل عسكري ضدها خصوصا في ظل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة"، وأخيرًا "التنسيق مع إسرائيل في الشأن السوري ودراسة الخطط والسيناريوهات المحتملة في سوريا بعد أكثر من عامين على الأزمة فيها". من جهته، قال المحلل السياسي اللبناني والكاتب الصحفي بجريدة السفير اللبنانية، قاسم قصير، إن "أوباما يحاول بهذه الزيارة تقديم صورة جديدة للإدارة الأمريكية التي تضم وزيرين (الخارجية والدفاع) يفضلان المفاوضات والحلول السلمية لأي قضية ولا يميلون لخدمة مصالح إسرائيل". وأضاف قصير، في حديث لمراسل "الأناضول"، أن "من أهداف زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل اليوم لجم طموحها في شن عمل عسكري ضد إيران ومشروعها النووي". وظهر ذلك في رد أوباما على تصريحات نتنياهو، في مؤتمر مشترك بينهما، أمس الأربعاء، عندما طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بحل عسكري تجاه إيران، في حين رد الرئيس الأمريكي بأن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة". وفي الشأن السوري، قال قصير إن "أوباما يحاول جاهدًا منع إسرائيل من التدخل مباشرة بالأزمة السورية، مع المحافظة في الوقت نفسه على أمنها وعدم إضعاف دورها". ووصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إسرائيل، أمس الأربعاء، في مستهل زيارة تستغرق ثلاثة أيام تقوده أيضا إلى رام الله حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم، ثم يختتمها بزيارة إلى الأردن السبت.