صدر عن دار "العين" للنشر رواية "ساحل الغواية .. فى الصحراء موج أقل" للكاتب محمد رفيع. تقع الرواية فى 132 صفحة من القطع المتوسط، ويهدى الكاتب روايته إلى "كل من ماتوا فى قبلة الأحرار، وإلى الميدان الذى أعادنى إلىّ.. أعادنى خَجِلا من أننى تركتهم يموتون وحدهم وعشت". ويواصل رفيع فى روايته الأولى، بعد ثلاث مجموعات قصصية، استكشاف آفاق عالمه المرتبط دائما بازدواجية البحر والصحراء، البحر بوصفه كتاباً للغموض والسر، وهو ما يتضح فى إحدى جمل الرواية، عن البحر يقول "ربيع" على لسان إحدى العرافات " شباكنا تافهة أمام شباكه.. إوعاك تفكرى إن الصيد صيدنا.. الصيد صيده هو"، أما الصحراء فتظهر فى كتابة "ربيع" مرادفة للاتساع والبراح. الحكاية الغرائبية أيضا هى الشرك الذى يوقعنا فيه "ربيع"، حكاية الفتاة "سلمى" التى تعطيها إحدى العرافات قارورة زرقاء بها "سم المضاجعة"، وهو الذى يحرم جسدها من أن يمسه غير حبيبها، ويربط "ربيع" هذه الحكاية بحكاية أخرى لنبوءة أخرى تحققت لإحدى العرافات بمقتل إحدى نساء البلدة. ويظهر فى الرواية أيضا السحر النسوى، حيث تحضر المرأة بقوة، كعاشقة ومحركة للأحداث أيضا، وهو ما يضعها وجها لوجه مع الرجل الذى يمثل الذكورة وأعراف المجتمع، ف" سلمى" بطلة الرواية تتهم بأنها تحرض فتيات البلدة على الخروج على الأعراف، بسبب "سم المضاجعة" الذى انتشر بينهن، لتقف أمام " مجلس الصيادين" الذى يعتبر بمثابة مجلس عرفى. يذكر أن محمد رفيع كاتب وسيناريست، صدر له "بوح الأرصفة" و"ابن بحر" و"أبهة الماء."