بداية ساخنة استهل بها الدكتور ضياء رشوان مهام منصبه كنقيب للصحفيين. عقب ساعات قلائل من إعلان فوزه بالمنصب المرموق كان د. رشوان على موعد مع عدد لايستهان به من الأحداث الصاخبة، وغير المتوقعة.. لعل أبرزها الاعتداء السافر من جانب "ميليشيات الإخوان" على مجموعة من الصحفيين والمصورين أمام مبنى مكتب الإرشاد بالمقطم. استتبع ذلك توجه أعداد من المواطنين الذين استفزهم التصرف الأهوج من شباب الجماعة، في ظل غياب حكمة الشيوخ؛ فإذا بساكني المقر يستدعون الشرطة التي سارعت بالذهاب إلى حيث يتجمع المحتجون السلميون، حيث داهمتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.. مما زاد الأمر سوءا. لم يتوان الدكتور ضياء عن إعلان استنكاره للواقعة، وتعهده بأنه سيتوجه مع الصحفيين الذين واجهوا الاعتداء إلى مكتب النائب العام صباحا لتقديم بلاغ ضد مسئولي مكتب الإرشاد، يتهمهم فيه بالاعتداء على الصحفيين وإتلاف كاميرات التصوير،. مشددا على أن هذه التصرفات من قبل الجماعة مرفوضة تمامًا، وأنه سيقف بجانب الصحفيين المعتدى عليهم حتى ينالوا حقهم، وسيقوم محامي النقابة بمتابعة الموضوع وأعلن رفضه في نفس الوقت الاعتداء الثاني الذي تعرض له مقر صحيفة "الوطن"، مطالبا بالتحقيق الفوري. وطالب نقيب الصحفيين السلطات الأمنية بالقبض على المعتدين على صحيفة "الوطن"، قائلا: كافة الصور معروفة وشاهدها الجميع خلال الفيديوهات ولن يمر الأمر مرور الكرام. ووجه رشوان رسالة للدكتور محمد بديع المرشد العام لتنظيم الإخوان: عليك بتقديم اعتذار رسمي وفوري لكل الصحفيين والمصوريين والإعلاميين الذين تم الاعتداء عليهم مساء أمس، وتحطيم معداتهم، مطالبا المستشار طلعت إبراهيم النائب العام بتحريك البلاغ الذي قدم له ضد المعتدين، مشددا على أن الوضع في المقطم مأساوي ويكاد يتحول لمسرح عمليات وينذر بكارثة حقيقية مثل التحرير والاتحادية. وناشد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية – الذي كان قد هنأه بالمنصب منذ ساعات - باعتباره الحارس للقانون والدستور بإصدار بيان رسمي لإدانة تلك الاعتداءات، مؤكدا أن مرسي طالب خلال الاتصال الهاتفي معه لتهنئته بعقد اجتماع معه ومجلس النقابة الجديد. وأوضح أن الساعات المقبلة ستشهد اجتماعا طارئا لمجلس النقابة الجديد، مشيرا إلى أن تلك النقاط التي ذكرها فيما سلف هو موقف النقابة الواضح الذي لن تتنازل عنه، وأن الساعات المقبلة ستشهد بداية اجتماعات المجلس الجديد لدراسة الأزمة بعمق واتخاذ آليات واضحة لمواجهة ما يتعرض له الصحفيون.
وقبل الاعتداء كان ضياء يجدد نيته لمواجهة الدستور وتعديل مواد الصحافة به، مؤكدا أن الجمعية العمومية للصحفيين هي التي طالبت بذلك خلال انعقادها الجمعة.. وأنه سيتم تنظيم مؤتمر علني يجمعه بممدوح الولي، النقيب السابق، لتسلم كل الملفات التي تخص النقابة، فضلا عن تكريمه والمجلس السابق لتكون عادة حسنة للصحفيين.. ويأمل أعضاء النقابة في استعادة الهيبة التي فقدوها والمكاسب التي خسروها خلال الفترة السابقة في العامين الأخيرين بسبب عدم خبرة النقيب السابق، ومرونته الزائدة عن الحد مع النظام الإخواني، ومجاملته له على حساب أبناء المهنة.