تنوعت اهتمامات الصحافة العربية الصادرة الأربعاء الموافق 12 سبتمبر، وواصلت تغطيتها الموسعة لأحداث وتطورات الثورات العربية في سوريا الغارقة في بحر من العنف والدماء والقمع، واليمن الذي يسوده هدوء حذر بعد مذابح بشعة شهدتها صنعاء. فيما تقترب الدولة الفلسطينية من الاعتراف الدولي وسط مواجهة بين أبومازن والإدارة الأمريكية، في الوقت نفسه فإن أجواء الفساد تخيم في الأردن وتلقي بظلالها على الكويت التي تشهد مظاهرات لإسقاط "الحكومة الفاسدة والمفسدة" على حد وصف أحد أعضاء مجلس النواب الكويتي. مظاهرات التلامذة ضد الأسد أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" أن الناشطين السوريين خصصوا يوم أمس للتضامن مع الضابط السوري المنشق حسين هرموش الذي اعتقله النظام الأسبوع الماضي، في وقت استمرت قوات الأمن في حملة القمع العنيفة التي أدت إلى مقتل 4 مدنيين على الأقل أمس. وقال الناشط السوري رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «قوات الأمن السورية اقتحمت منطقة بابا عمرو في مدينة حمص وقتلت 4 أشخاص وجرحت الكثير». وأضاف أن «مهاجمين مجهولي الهوية أطلقوا النار أيضا في حمص على رجل شرطة وأردوه قتيلا»، لافتا إلى أن النظام السوري ما زال يقوم بموجة من «الاعتقالات العشوائية» بمدن درعا وحمص. وأوضح أن عددا من المظاهرات الطلابية خرج في بانياس وداريا، أكد خلالها الطلاب أنهم لن ينتظموا في الدراسة لحين سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت مصادر محلية في حمص إن إطلاق النار استمر طيلة يوم أمس في عدة أحياء في مدينة حمص، بينها بابا عمرو والبياضة والإنشاءات، بعد أن تم إغلاق تلك الأحياء. ونفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في بابا عمرو، وسمع دوي قصف مدفعي صباح أمس. وجاء ذلك بعد ليلة شهدت إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة في أحياء بابا عمرو والوعر والإنشاءات. ومساء، قالت مصادر محلية في حمص في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن مدير مدرسة في حي القصور بحمص يدعى حيدر قيس، قتل أمس بعد إطلاق رجال الأمن الرصاص عليه، وأضافت أن إطلاق النار جرى صباح أمس على المدرسة أثناء قيام مدير المدرسة بإدخال الطلاب إلى المدرسة. كما شهدت ساحة الحاج عاطف في حي الإنشاءات إطلاق نار كثيف بعد خروج مظاهرات طلابية، لا سيما أنها تجمع لعدة مدارس. وقالت المصادر إن أطفال المدارس هربوا من النيران إلى البيوت القريبة، مع الإشارة إلى أن نسبة الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس في حمص ضئيلة وتقدر بأقل من 20% في غالبية المدارس. كما قامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريق مظاهرات طلابية خرجت من مدرسة خديجة في حي القصور بحمص، وتحدثت مصادر محلية عن وقوع إصابات كثيرة هناك. وبث ناشطون مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» لعناصر من الأمن والجيش والشبيحة يتجولون في سيارات أمنية وآليات عسكرية وسيارات إسعاف، ويطلقون النار في محيط إحدى مدارس مدينة حمص. من جانبها أعلنت «كتيبة ضباط خالد بن الوليد»، والمؤلفة من عدد من الضباط والجنود المنشقين، أنها «تصدت لمجموعة من الشبيحة دخلت إلى حي القصور وبدأت بإطلاق النار على المدارس هناك لترويع الطلاب»، وقال إعلان الكتيبة إن «الشبيحة وقوات الأمن هربوا وتمت ملاحقتهم لغاية المستشفى الوطني وحصل هناك تبادل إطلاق نار». إلى ذلك، أعلنت السلطات السورية مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة 3 آخرين بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل عناصر ما سمتهم مجموعة «إرهابية مسلحة» بالقرب من مدرسة خديجة الكبرى في حي القصور بحمص صباح يوم أمس. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مسلحين أطلقوا النار أيضا على دورية لقوات حفظ النظام في محيط المستشفى الوطني بحمص دون وقوع إصابات. كما قالت «سانا» أيضا إن عناصر هندسة الجيش فككت صباح أمس عبوة ناسفة تم وضعها من قبل ما سمتهم «عناصر تخريبية» تحت خط نقل النفط الخام إلى مصفاة حمص في منطقة جديدة العاصي غرب حي بابا عمرو. ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري في حمص قوله: إن «العبوة محشوة ب25 كيلوغراما من مادة (تي إن تي) ومعدة للتفجير لا سلكيا، موضحا أن عناصر الهندسة قاموا بتفكيك العبوة وتأمين خط النفط». وأشار المصدر إلى أن «العبوة معدة بشكل متقن ومموهة ما يدل على خبرة العناصر التخريبية التي قامت بوضعها بهدف إحداث أكبر ضرر ممكن في خط نقل النفط». وقال ناشطون إن عددا من الجنود المنشقين فجروا 3 دبابات أمس عند دوار القاهرة بحي البياضة بحمص، وغادروا المنطقة مع أسلحتهم. كما أكدت مصادر محلية قيام قوات الأمن بتعزيز انتشارها في برج روتانا الواقع قرب الهلال الأحمر الذي انتشر فيه القناصة. وقالت مصادر محلية إن منطقة الحولة غرب مدينة حمص، تحولت يوم أمس إلى منطقة حرب نتيجة إطلاق النار الكثيف، بعد يوم سقط فيه ما لا يقل عن 9 قتلى. وقال ناشطون إن أطلاق نار جرى داخل المفرزة العسكرية في قرية تلدو بعد انشقاق 6 جنود، وجرت ملاحقتهم لغاية الأراضي الزراعية في قرية كفرلاها. وفي قرية البويضة الشرقية – اتهم ناشطون هناك قوات الأمن والشبيحة بإحراق المدرسة الثانوية وسرقة الأدوات والتجهيزات منها، بغرض إلصاق التهمة بالناشطين. وفي معرة النعمان، قال ناشطون إنه تم السطو على بعض المنازل أثناء حملة المداهمات وتم اختطاف الشباب المطلوبين للتجنيد من بيوتهم، وتم إحصاء 10 حواجز عسكرية في شوارع المعرة الداخلية لتقطيع أوصالها. وفي مدينة الكسوة في ريف دمشق، بدأ الجيش منذ ساعات فجر يوم أمس بإحاطة المدينة ليقتحمها صباحا من عدة محاور، مصحوبا بأعداد كبيرة من قوات الأمن والشبيحة. وترافق ذلك بإطلاق نار كثيف وقذائف ورشاشات بشكل عشوائي مع سماع أصوات انفجارات وتحليق للمروحيات، وذلك قبل أن تتمركز القوات في الأحياء حيث تم تقطيع أوصال المدينة بالحواجز، مع عزل كامل حيث تم منع الدخول والخروج وقطع الاتصالات والكهرباء، ليتم بعدها حملة اعتقالات واسعة. وقالت مصادر محلية في الكسوة إن أسرا بأكملها تم اعتقالها وتم تجميع المعتقلين الذين زاد عددهم عن 200 شخص في الساحة التي اعتاد أهالي الكسوة الاعتصام فيها، وتم ضربهم وركلهم. كما تم تكسير السيارات والمحلات وسط الساحة. وتعد الكسوة من مناطق التظاهر الناشطة جدا ومنذ عدة أشهر لم تتوقف المظاهرات اليومية فيها. وفي داريا بريف دمشق خرجت مظاهرتان من مدرسة ثانوية الغوطة ومدرسة الحكمة، وقام عناصر الأمن والمخابرات الجوية بمهاجمة مظاهرة خرجت من الثانوية الغربية وتمت ملاحقة الطلاب، بعد محاصرة مدرسة الثانوية الغربية والحكمة. وفي مدينة سراقب في محافظة إدلب شمال غرب خرجت مظاهرات طلابية، كما أفاد ناشطون أن عناصر الأمن ومن يوصفون بالشبيحة اقتحموا بلدات عدة في جبل شحشبو وجبل الزاوية في محافظة إدلب، بالتزامن مع خرق الطيران الحربي لجدار الصوت في سماء ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي. وفي حماة تسلمت عائلة الشاب صدام العلي جثمانه وعليه آثار تعذيب، بعد اعتقاله مدة 3 أسابيع. وقالت لجان التنسيق المحلية إن عددا من الأشخاص جرحوا جراء إطلاق نار رافق اعتقال أكثر من 20 شخصا بمدينة الضمير في ريف دمشق. وفي سياق متصل خرجت مظاهرات طلابية في مدينة درعا وعدة بلدات في حوران ورددت هتافات «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس» ورفعت لافتات «لن ندرس الأبناء في مدارس تم فيها تعذيب الآباء». وفي بلدة نمر، قالت مصادر محلية إن قوات الأمن والجيش اقتحمت في وقت مبكر من صباح يوم أمس البلدة من 3 محاور، ومن قبل 3 فروع أمن العسكري والمخابرات الجوية وأمن الدولة، وقاموا بمداهمات لمنازل الناشطين وقاموا بتخريبها، وتم اعتقال ابن الناشط محمد عوض العمار كما تمت مداهمة منزل المعتقل هندي زوكاني ومصادرة بعض الأجهزة فيه. وجابت سيارات الأمن شوارع بلدة نمر مع مداهمات لبيوت الأهالي وللمدارس مدرسة نمر الرابعة ومدرسة نمر الثانية. وفي مدينة جبلة الساحلية، خرجت مظاهرة من مدرسة العزي تهتف للحرية وإسقاط الرئيس بقول: «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس»، بحسب ما قاله ناشطون يوم أمس الذين أكدوا أن أوامر شفوية صدرت من جهات أمنية دعت جمعيات خيرية هناك إلى عدم تقديم المساعدات إلى عائلات المعتقلين والشهداء وذلك بإعطائهم قائمة بأسمائهم مع التحذير الشديد اللهجة في حال إعطاء هؤلاء العائلات أي مساعدة من الجمعية. حذر ودماء في صنعاء قالت صحيفة "الحياة" إن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قراراً لقوات الأمن والجيش الحكومية ولقوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة بوقف إطلاق النار، وإنهاء الاشتباكات المسلحة في العاصمة صنعاء حيث سقط امس سبعة قتلى على الاقل، والتوقف عن أعمال العنف التي اندلعت السبت الماضي، وذلك ابتداء من الساعة الثانية عشرة ظهر أمس (بالتوقيت المحلي). وطالب هادي أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» بسحب المتظاهرين المطالبين ب«الحسم الثوري» لإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح من الشوارع والتقاطعات الرئيسة في العاصمة التي زحفوا إليها السبت والأحد والعودة إلى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء والشوارع المحيطة بها حيث كانوا يتمركزون قبل الأحداث الأخيرة. وجاءت أوامر هادي بوقف النار في صنعاء، في وقت يتواجد فيه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في صنعاء للعمل على تهدئة الأجواء الأمنية والسياسية، تمهيدا للتوقيع على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية من اجل انتقال سلمي للسلطة سلمياً. وذلك، بعد أربعة أيام من الاشتباكات الدامية بين قوات الأمن والمتظاهرين من جهة، والتي خلفت نحو 60 قتيلاً برصاص الأمن ومئات الجرحى تعج بهم المستشفى الميداني في ساحة التغيير وعدد من مستشفيات العاصمة. وفي هذا السياق أكد ل«الحياة» شهود عيان في مناطق المواجهات أن تثبيت وقف النار في العاصمة تم عملياً عند الرابعة بعد الظهر، أي بعد اربع ساعات على الموعد الذي حدده قرار نائب الرئيس، استمرت خلالها المناوشات في عدد من الشوارع، وسمعت طلقات بين حين وآخر في إنحاء متفرقة من العاصمة. ورغم إعلان التزام القوات الأمنية والعسكرية من الجانبين لوقف الاشتباكات المباشرة وإطلاق، لوحظ أن مصادر من الطرفين تحدثت عن خروقات يرتكبها كل طرف ضد الآخر. وقال مصدر عسكري في وزارة الدفاع في بيان تلقت «الحياة» نسخة عنه، ان الوحدات الحكومية التزمت «تنفيذ التوجيهات الصارمة التي أصدرها نائب الرئيس بوقف إطلاق النار والتوقف عن مباشرة أي أعمال عنف وذلك من جانب واحد». لكنه اضاف «ان المنشقين والمتمردين في قيادة الفرقة الأولى مدرع، وميليشيات حزب الإصلاح وجامعة الإيمان وعصابات أولاد الأحمر استمروا في الاعتداء والاستفزاز وعدم الالتزام من جانبهم بقرار وقف إطلاق النار، والاستمرار في تمركز القناصين في العمارات المرتفعة في شارع الزبيري والشوارع المجاورة والاعتداء على المواطنين وقنص أفراد الدوريات العسكرية والأمنية». في موازة ذلك، اتهمت مصادر عسكرية في الفرقة الأولى مدرع «عصابة النظام بخرق الهدنة ومحاولة تفجير الموقف العسكري واستمرار اعتداءاتها على المتظاهرين السلميين في ساحة التغيير». وقالت هذه المصادر «ان القوات المسلحة المساندة لثورة الشعب السلمية ضد نظام صالح لن تتخلى عن مسؤوليتها الوطنية والإنسانية في حماية المتظاهرين وتأييد المطالب المشروعة للشعب اليمني وإفشال مخططات النظام لإدخال البلاد في حرب أهلية». في المقابل قالت صحيفة "القدس العربي" ان عدد قتلى المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ارتفع الى 80 قتيلا حتى مساء الثلاثاء بفعل المواجهات التي شهدتها العاصمة صنعاء في الأيام الثلاثة الماضية. وابلغ مصدر طبي بالمستشفى الميداني في ساحة التغيير 'ان مجموع القتلى الذين سقطوا اثر احتجاجات جابت شوارع صنعاء بلغ 12 قتيلا، 4 منهم قتلوا صباحا اثر قصف بمدافع الهاون طال ساحة التغيير بجامعة صنعاء'. واشار الى ان معظم القتلى الذين ذكرهم بالاسم تعرضوا لاصابات مميتة في الصدر والرأس من قناصة اعتلوا المنازل المحيطة بساحة التغيير بجوار تقاطع 'جولة النصر'. واكد ان العدد لا يزال مرشحا للارتفاع خاصة ان عشرات من الجرحى حالتهم حرجة للغاية، وتم توزيعهم على عدد من المستشفيات الخاصة بعد استنفاد امكانات المستشفى الميداني بساحة الجامعة. وطال القصف المدفعي لقوات الحرس الجمهوري والامن المركزي الموالية لنظام صالح عددا من المنازل المحيطة بساحة التغيير وبعض المحلات التجارية ما تسبب بخسائر مادية كبيرة. وكان مصدر عسكري قال ان نائب الرئيس اليمني عبد ربه هادي امر بوقف المواجهات بين القوات الموالية للنظام وقوات الفرقة الاولى مدرع المنشقة. من جانبه اتهم المؤتمر الشعبي العام الحاكم من وصفها بميليشيات الفرقة الأولى مدرع، وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمون في اليمن) انها اقدمت على احراق المختبر المركزي للأشغال لدى اقتحامها مقر المؤسسة في شارع الدائري بالعاصمة صنعاء. عاصفة سياسية في الأردن أشارت صحيفة "القدس العربي" الى ان التفسخ هذه المرة أصاب واحدة من أقرب الحلقات لقمة مؤسسة القرار في الدولة الأردنية، فقد سجلت المرأة الأبرز في مؤسسة الحكم الأردنية ليلى شرف مفاجأتها الثقيلة عندما استقالت صباح أمس الثلاثاء من عضوية مجلس الأعيان محدثة هزة سياسية من طراز رفيع في إطار تداعيات 'إقالة' نجلها الوحيد الشريف فارس شرف من منصبه قبل ثلاثة أيام كمحافظ للبنك المركزي. وعبثا حاول رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ثني سيدة الحكم القوية ووزيرة الإعلام السابقة عن قرارها تجنبا للتداعيات الفضائحية، لكن المرأة المعنية رفضت الاستجابة وألقت وسط الرأي العام مفاجأتها الثانية التي لا تقل قسوة عن الاستقالة عندما قالت: لا أريد الاستمرار في منصبي في ظل دولة الفساد. طبعا لم توضح شرف وهي سياسية محنكة ومخضرمة على صلة قوية جدا بالقصر والعائلة المالكة، مقاصدها، لكنها شرحت بأن نجلها محافظ البنك المركزي السابق أقيل من منصبه بسبب تصديه للفساد، ثم سجلت المفاجأة الثالثة عندما قالت: أتحدى من أقالوا ابني الكشف عن الأسباب الحقيقية. كل ذلك حصل دراماتيكيا صباح الثلاثاء وبعد ساعات فقط من سهرة ليلية كشف فيها المعارض المقرب من عائلة شرف أصلا ليث الشبيلات امام الجماهير السبب الكامن، كما قال، حول إقالة المحافظ السابق للبنك المركزي، حيث قال شبيلات امام نحو 2000 من أنصاره في حي الطفيلة في عمان العاصمة: الشاب شرف أقيل لانه شريف ولانه أصر على إدخال المنحة السعودية إلى الخزينة العامة. وما كشفه شبيلات شكل بؤرة الإثارة في موضوع البنك المركزي الأردني الذي أصبح اليوم وخلال ساعات فقط مسألة الساعة وقضية رأي عام وفي التفاصيل كشفت ليلى شرف خلال مناقشاتها مع طاهر المصري الشعرة التي قصمت ظهر البعير ودفعتها لمغادرة مساحة الصمت عندما قالت: عائلتنا الصغيرة لا تسمح بوجود قوة أمنية على بوابة البنك المركزي تخطط لمنع ابني من الدخول إلى مكتبه. وأضافت: هذه الإهانة لا يقبلها ابني ولا زوجي الراحل عبد الحميد شرف ولا أنا. وكان الناطق الرسمي عبد الله أبو رمان قد نفى منع المحافظ السابق للبنك المركزي فارس شرف من دخول مكتبه بالقوة الأمنية في تصريح علني، لكن النفي لم يبدد المسألة فقد ثبت بالوجه القاطع أن حكومة الرئيس معروف البخيت ارتكبت 'خطيئة بيروقراطية' ستكون لها آثار كبيرة لسنوات عندما قررت إجبار شرف على الاستقالة ومنعته بالقوة من دخول مكتبه، كما شهدت نائبته خلود السقاف وهي ابنة محمد السقاف الوزير والمستشار الأسبق والشهير للأمير حسن بن طلال التي منعت هي الأخرى. ومقابل كل ذلك تصمت الحكومة تماما ولا تقدم للرأي العام الذي نهشته الشائعات أي رواية او معلومة رسمية حول مبررات وأسباب الإطاحة بشرف، خصوصا ان منصب محافظ البنك المركزي بقي دوما أكثر المناصب العليا استقلالية وانعزالا عن التجاذبات بين مراكز القوى بسبب حساسيته، فيما تبين ان عقد العمل مع المحافظ المقال بالقوة الجبرية مدته خمس سنوات فقد عين الرجل في موقعه قبل عشرة أشهر فقط، وهذا يعني ان الحكومة ستدفع من الخزينة بدل العقد. والتداعيات كهربت الأجواء مجددا وسط شارع تتمحور كل جهوده حاليا حول فكرة محاربة الفساد وبعد الاطاحة بالمحافظ الشاب المعروف بنزاهته وبقائه في ظل الأحداث أصبح بين يدي الحراك الشعبي الآن قصة جديدة يتحدث عنها حيث تكاثرت التداعيات فلوحت كتلة التغيير البرلمانية بحجب الثقة عن الحكومة إذا لم تشرح أسباب التغيير في البنك المركزي. وحمل رئيس اللجنة المالية الأسبق للبرلمان خليل عطية الحكومة مسؤولية الفوضى والشائعات وقال ل'القدس العربي': لا تستطيع إقالة رجل بمنصب محافظ البنك المركزي بدون شفافية ومصارحة.. هذا يضر بالإصلاح والاستثمار ولابد للرأي العام أن يعرف الأسباب وإلا ستحصد الشائعات مصداقية الدولة. وفي الأثناء وجهت لجنة المتقاعدين العسكريين وهي قوة أساسية في الحراك رسالة تحية للمحافظ الشاب المقال وأشادت بدوره في حماية مصالح الشعب والمال العام فيما غرق الشارع بالتكهنات عن الإطاحة بالمحافظ بسبب إصراره على تحويل قضية قيمتها 100 مليون دولار إلى النيابة بتهمة غسيل الأموال لكن يبقى رغم كل ذلك الحدث الأهم هو حالة التفسخ والانسلاخ للمرأة القوية في الحكم الأردني ليلى شرف بعد ما حصل مع نجلها. الحكومة الكويتية فاسدة مفسدة قالت صحيفة "الوطن" الكويتية انه على خلفية قضية الأرصدة المليونية لنواب مجلس الأمة الكويتية التي تشغل حيزا كبيرا على الساحة في الوقت الراهن، وتداعياتها حيث تشهد ساحة الصفاة تجمعاً مناوئاً للفساد، بدأت دوريات الشرطة الكويتية في أخذ مواقعها بجوار ساحة الإرادة ومداخل الطرق المؤدية إليها استعدادا لتجمع رفض الفساد. وقد بدأ المتجمعون في أخذ مواقعهم في ساحة الإرادة حيث لوحظ تنوع الحاضرين من رجال ونساء، كما لوحظ بشكل لافت التجمع النيابي حيث وصل النواب عادل الصرعاوي ومبارك الوعلان ومحمد الرومي وشعيب المويزري إلى موقع ساحة الإرادة حيث التجمع المناوئ للفساد، في حين وصل عباس الشعبي إلى موقع تجمع ساحة الإرادة، متعمداً إخفاء لافتته الخاصة بظرف كي لايقرؤها أحد قبل بدء التجمع، وفي غضون ذلك كان هناك استنفار أمني بمناطق في محافظة الجهراء. الاستعداد للتجمع هذه اليوم بدأ مبكراً بدعوة النائب فلاح الصواغ جميع طوائف وقبائل وعوائل الكويت إلى الحضور اليوم في ساحة الإرادة لإسقاط الراشي والمرتشي وتوجيه رسالة مدوية بعدم قبول الفاسدين بيننا. من جانبه أكد النائب مسلم البراك أنَّ "الراشي والمرتشون يحولون الكويت إلى سلعة تباع وتشترى في سوق ضمائرهم الخاوية"، حسب قوله، مضيفاً "فلنفزع جميعاً للكويت ونسقط المرتشين والمرتشيات والراشي". كما دعت الحركة الدستورية الإسلامية أعضاءها ومحبيها للمشاركة الفاعلة في مهرجان اليوم لإسقاط الراشين والمرتشين. ومن ناحيته رأى النائب د. وليد الطبطبائي أنَّ "النظام بالكويت محل تقدير الجميع.. أما الحكومة فهي فاسدة مفسدة يجب أن ترحل". ودعا النائب ضيف الله أبورمية الشعب الكويتي بجميع أطيافه للدفاع عن كرامة الوطن ومحاسبة الراشي والمرتشي والدفاع عن حقوقهم التي سلبها الفاسدون فهذا اليوم هو مفترق طرق للمواطنين، على حد قوله. ومن جهته قال النائب ناجي العبدالهادي أن مشاركتنا في اعتصام الإرادة الليلة للتأكيد بأن الشعب الكويتي يرفض الفساد. من ناحيته دعا النائب شعيب المويزري أبناء دائرته وجميع أهل الكويت للحضور إلي ساحة الإرادة الآن، مؤكداً "ففزعتكم مطلوبة ضد الفساد والعبث بمقدرات وطنكم". كما حث التجمع السلفي على محاربة الفساد وكشف كل أركان فضيحة الإيداعات المليونية وتقديمهم للعدالة وتطهير البلاد منهم كي يكونوا عبرة لغيرهم. ومن خارج البلاد قال النائب عبد الرحمن العنجري إنَّ "قلبي وروحي سيكونان حاضرين في ساحة الإرادة الليلة وأدعو أبناء الشعب الكويتي للحضور والمساهمة في إنقاذ الكويت من حقبة الفساد المظلمة التي تعيشها". الدولة الفلسطينية تقترب اشارت صحيفة "الحياة" الى ان القيادات الأوروبية سعت وراء مزيج من المد والجزر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعدما استنتجت أنه لن يتراجع عن تسليم طلب منح فلسطين عضوية كاملة في الأممالمتحدة الى مجلس الأمن، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في ظل تكثيف الضغوط على الرئيس الفلسطيني لثنيه عن طلبه. وأخذت الجهود، من جهة، طابع ترغيب عباس بعناصر صفقة شاملة جديدة تنطوي على أسس لتفعيل المفاوضات وعلى التوجه الى الجمعية العامة لرفع مستوى تمثيل فلسطين الى «دولة مراقبة» بدل تفعيل طلب العضوية الكاملة عبر مجلس الأمن. كما أخذت الاستراتيجية الأوروبية من جهة أخرى طابع سحب البساط من تحت الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن وذلك من خلال حجب الأصوات التسعة اللازمة لتبني القرار، ما يجنب الولاياتالمتحدة استخدام حق النقض. هذا في الوقت الذي بدأت أوساط أميركية الإيحاء بأن استخدام الرئيس باراك أوباما الفيتو في مجلس الأمن قد يكون لمصلحته في ساحة الانتخابات الأميركية المحلية. واستمر الارتباك والتبعثر بين الأوساط الأوروبية والعربية، سيما إزاء ازدياد احتمال عدم حصول مشروع قرار العضوية الكاملة في مجلس الأمن على تسعة أصوات، ما يشكل إحراجاً ونكسة ديبلوماسية للفلسطينيين على الصعيد الدولي، رغم ما يمكن أن تسفر عنه من غضب على الدول التي تستسلم للضغوط ولاستراتيجية الامتناع عن التصويت. ورفض الديبلوماسيون الأوروبيون الأعضاء في مجلس الأمن كشف أوراقهم لجهة كيفية التصويت على مشروع القرار بحجة ضرورة الانتظار حتى الاطلاع على صياغة نصه لكن الأوساط الأوروبية عبرت عن اعتقادها بأنه من المفيد تجنب المواجهة الفلسطينية - الأميركية، وأن إبعاد المواجهة هو في المصلحة الفلسطينية في نهاية المطاف. وفيما يحق لفلسطين أن تتوجه الى كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن، سعياً وراء العضوية أو تعزيز موقعها الى «دولة مراقبة»، قالت مصادر فلسطينية رفيعة إن الإدارة القانونية للأمم المتحدة أوضحت أنه لن يجوز لفلسطين أن تطلب الأمرين معاً في آن واحد، أي العضوية الكاملة في مجلس الأمن و«الدولة المراقبة» في الجمعية العامة. وبالتالي إذا أصر الرئيس الفلسطيني على خيار مجلس الأمن فلن يتمكن من التوجه الى الجمعية العامة إلا بعد انتهاء المسألة في المجلس بفيتو أميركي أو بعدم مرور مشروع القرار. وقالت مصادر فلسطينية إن استراتيجية حجب الأصوات التسعة لم تدفع بالرئيس الفلسطيني الى التراجع عن التوجه الى مجلس الأمن. وبحسب مصادر أخرى فإن الرئيس الفلسطيني قد اتخذ قراراً نوعياً واستراتيجياً وهو تغيير «أصول اللعبة» في العلاقة مع المفاوضات وأطراف «اللجنة الرباعية». وقالت مصادر إن بعض الأوروبيين سعوا وراء تقديم صفقة أفضل من تلك التي عرضها كل من مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير، وبلغة غير تلك التي تحدث بها الموفد الاميركي دنيس روس. وسيسلم الرئيس الفلسطيني الأمين العام للأمم المتحدة طلبه ظهر الجمعة بتوقيت نيويورك. وقالت المصادر إن بان يريد أن يحيل الطلب على مجلس الأمن، لأنه لا يريد أن يودع لديه ويتحمل مسؤولية الإيداع. واضافت المصادر أن سرعة أو بطء العملية الإجرائية، ما بين وصول الطلب الى الأمين العام وتسليمه الطلب الى مجلس الأمن، قد تستغرق وقتاً يمكن الاستفادة منه لتجنب المواجهة، أو يمكن لها أن تسير بأسرع، خصوصا إذا استنتج أوباما أن الفيتو أفضل له سياسياً في مواجهة الجمهوريين الذين يشنون عليه حملة شعواء لتعاطفه مع الفلسطينيين، بحسب رأيهم.