زوجته تنتظر مولودها الأول.. الطبيب محمود الشربينى البالغ من العمر "25" عامًا من قرية بلجاى - مركز شربين، التابعة لمحافظة الدقهلية، رحل وترك زوجة تنتظر وليدها الأول، فى حادث تسرب غاز أول أكسيد الكربون من مولد الكهرباء بالمستشفى الخاص الذى التحق بالعمل به مؤخرًا، أثناء نوبتجيته فى ذلك اليوم. "المشهد" التقت بأصدقاء الطبيب المتوفى المقربين، واستمعت لتفاصيل آخر يوم قضاه الطبيب مع زوجته التى تستعد لاستقبال أول مولود لها، فهي حامل في شهرها السادس. يقول الدكتور "أحمد" صديقه المقرب: إن الشربينى أنهى دراستة وجاءه أمر التكليف للعمل بمستشفى شربين العام، ونظرًا لتقاضيه راتبًا لا يكفى مستلزمات أسرة تنتظر مولودً، قرر أن يعمل بمستشفى خاص. وبحرقة شديدة على صديقه الذى مات بعد شهور قليلة من زواجه، وكان بانتظار ولى عهده، يكمل: صباح اليوم الذى ذهب فيه إلى المستشفى ليقضى نوبتجيته، طلب من زوجته أن تحافظ على نفسها وعلى جنينهما، ولم يدر أنه سيكون آخر لقاء يجمع بينهما. يشير الطبيب أحمد إلى أن الشربينى عندما دخل المستشفى استقبله الطبيب المناوب وسلمة النوبتجية ليشرف على مركز الحضانات الخاص بأطفال حديثى الولادة بالمستشفى. وعلى الفور قام الطبيب الراحل بتفقد الأطفال بمركز الحضانات، وفور الانتهاء من ذلك ذهب ليستريح بالقرب من الغرفة، نظرًا لشدة برودة الطقس فى ذلك اليوم، إلا أن انقطاع التيار الكهربائى منعه من الراحة، فقام مسرعًا ليبحث عن مهندس الصيانة خوفًا على أرواح الأطفال بالحضانات، وعندما هاتفه على رقمه الخاص أخبره أنه لن يأتى إلى المستشفى نظرًا لانخفاض درجة الحرارة، وأنه فضل المكوث بمنزله بسبب تهالك الطرق من شدة الأمطار، وبدأ بشرح كيفية إدارة إصلاح المولد الكهربائى، وبالفعل تمكن محمود من تشغيله وأنهى الاتصال الهاتفى، بعدها جلس على الكرسى المجاور للمولد، بالقرب من غرفة الحضانات، ومن شدة الإرهاق استغرق فى النوم، إلا أنه لم يكن قد أتم عملية إصلاح المولد وتشغيله على الوجه الأكمل، حيث كان يتسرب منه غاز أول أكسيد الكربون، فظل يستنشقه هو وممرضتين كانتا بمؤخرة الغرفة المتواجد بها الشربينى إلى أن انتشر الغاز بالمستشفى بشدة. وفور إحساس العاملين بكثافة رائحة الغاز انطلقوا لتفقد الأمر، ورأوا الطبيب والممرضتين ممددين على الأرض، وعلى الفور تم نقلهم إلى مستشفى شربين العام، ليلقى مصيره بها، متأثرًا بالاختناق، وتظل الممرضتان بحالة حرجة محتجزتين بالمستشفى إحداهما تعانى من فقدان الذاكرة. من المشهد الأسبوعى...