مرت فضيحة امتحان الفقه المالكي للصف الثاني الثانوي دون أن يشعر بها أحد مع التعتيم الكبير عليها، والذي نجح فيه القائمون على الامتحان، للتستر على فضيحة مستشار المادة الذي وضع امتحان المادة بالكامل من خارج المنهج... إلا أن أحد أولياء الأمور تقدم بشكوى عاجلة لمدير عام النيابة الإدارية شرح فيها الموقف. وما لبثت هذه القصة أن مرت بسلام حتى فوجئنا بتكرار الموقف في امتحانات أخرى كان آخرها امتحان الأحياء للصف الأول الثانوي العلمي. كانت بداية الواقعة الأولى يوم 30 /12 /2012 حين فوجىء طلاب الصف الثاني الثانوي الأزهري مع استلام ورقة امتحان الفقه المالكي في التاسعة صباحًا بأسئلة الامتحان كلها من خارج المنهج المقرر، فغضب الطلاب وأبدوا اعتراضهم على الامتحان، مما جعل رؤساء اللجان يقومون بمراجعة توزيعة المنهج التي أكدت صدق كلام الطلاب. قال عبد الرحيم عبد العاطي - مدرس شاهد على الواقعة، تم حل الأمر بشكل ودي والاتصال بمنطقة سوهاج الأزهرية التي قامت بإلغاء الامتحان وتملية امتحان جديد بالتليفون في نفس الوقت، وتقرر إعادة الامتحان بالأسئلة الجديدة مع المادة التالية وهي الإنشاء. وقام المدرسون بكتابة الامتحان على السبورة وتمليته للطلاب مشافهة، وذلك كله غير قانوني، مما سبب حالة من الاضطراب للطلاب، وتسريب الامتحان للجان أخرى وحدوث غش جماعي نتيجة السرعة والإلحاح من رؤساء اللجان على سرعة الانتهاء وإخفاء آثار الجريمة. وفي ذات الإطار، وبعد أن أنهى طلاب الصف الأول الثانوي علمي آخر امتحاناتهم أول أمس الخميس 17 / 1 / 2013 بامتحان الأحياء فوجئوا بالمدرسين يستدعونهم مرة أخرى بعد وقت يسير من مغادرتهم إلى بيوتهم ليستكملوا الامتحان، حيث إن ورقة الأسئلة التي سلمت لهم وتحتوى علي 4 أسئلة أولهم اجباري وعلى الطالب أن يختار اثنين من أ ، ب ، ج لا تحوي إلا سؤالين من الأربعة المنوه عنهم أعلى الصفحه وأن أ ، ب ، ج هي نقاط في سؤال واحد. وفي محاولة لعلاج الخطأ قامت المنطقة بخطأ أكبر منه فاستدعت الطلاب من المنازل بعد انتهاء المدة المقررة للامتحان. وأضاف عبد الله حمدي - مدرس وأحد شهود العيان على الواقعة: قمنا باستدعاء الطالبات من منازلهن وتم تسيير الموضوع وديًا وتمت تملية الطلاب سؤالين آخرين بالتليفون وترتب على ذلك إخراج الكتب والغش الجماعي ترضية للطلاب. وأكد إبراهيم محمود - مدرس بالأزهر: يحدث غالبًا في الأزهر في معظم الامتحانات أن يأتي سؤال من خارج المنهج لكن بهذه الصورة الكبيرة التي تصل إلى الظاهرة لم تحدث إلا هذا العام، حيث فوجىء الطلاب بأسئلة في أغلب المواد من خارج المنهج وأسئلة من الترم الثاني وأخرى بها خلل فني يصل إلى كون السؤال غير مفهوم المطلوب منه . يقول زين يحيي - أمين اتحاد طلاب الأزهر بسوهاج والأمين المساعد لأمانة طلاب الأزهر بالجمهورية: رصدنا مثل هذا الأمر في محافظات متعددة غير سوهاج، مما يعد ظاهرة تدل على كم الإهمال والسلبية واللامبالاة، وهذا الأمر يترتب عليه غش جماعي رشوة الطلاب لتكميم أفواههم عن هذه السلبيات، ناهيك عن الغش الذي يجري بشكل ممنهج في الأزهر لا يهدف إلا لتدمير المؤسسة العريقة. يذكر أحمد خالد - أحد المعلمين بالأزهر أن اللامركزية والتسيب الذي يعاني منه قطاع التعليم الأزهري هو السبب الرئيسي لحدوث مثل هذه الأمور، حيث يتم وضع الامتحان في كل محافظة على حدة، كما يدل هذا الامتحان على استهتار وتسيب وغياب الموجه التام عن العملية التعليمية طيلة العام، حيث إن الامتحان جاء بالكامل من خارج المنهج، وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة عليه، ثم هل يظل التستر على المخطئين مستمرًا؟ وما مصلحة المراقبين والعاملين بالمنطقة الأزهرية الذين تستروا على هذا الموجه وقاموا بإصلاح فساده وعالجوه بخطيئة هي أكبر منه.