كشفت برقية دبلوماسية أمريكية مسربة نشرها موقع ويكيليكس عن أن مسئولا سودانيا رفيع المستوى أكد للولايات المتحدة أن الخرطوم ترغب فيإقامة علاقات مع إسرائيل. وذكرت البرقية التي أرسلها دبلوماسي أمريكي إلى خارجية بلاده في يوليو 2008 أن مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السودانيعمر البشير قال لمحدثه الأمريكي أن أوجه التعاون التي تقترحها الحكومة على الولاياتالمتحدة تشمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. واتهمت إسرائيل لفترة طويلة السودان بتسهيل تهريب السلاح إلى حركة حماس التي يتردد قادتها كثيرا على الخرطوم. واتهم السودان إسرائيل في ابريل الماضي بتنفيذ هجوم جوي على شرق السودان قتل فيه شخصان ودمرت سيارتهما. وتقول الحكومة السودانية إن الهدف من الهجوم إيقاف خطوات إزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وبحسب البرقية التي أرسلت في 29 يوليو 2008 قال مصطفى إسماعيل لدى لقائه البرتو فرنانديز مسئول الشؤون الإفريقية بالخارجية الأمريكية "إذا مضت الأمور بصورة جيدة مع الولاياتالمتحدة، قد تساعدوننا في تسهيل الأمور مع إسرائيل الحليف الأقرب لكم في المنطقة"، غير أن فشل المفاوضات الثنائية قضى على احتمال المضي في هذا التوجه. وأرسلت البرقية بعدة أسابيع من تعليق الولاياتالمتحدة مباحثات لتطبيع العلاقات مع السودان جزئيا بسبب الفشل في التوصل إلى حل مع جنوب السودان حول منطقة ابيي. وأبدى إسماعيل في حديثه مع المسئول الأمريكي تخوفه من أن عدم تقدم المفاوضات الثنائية بين السودان والولاياتالمتحدةالأمريكية على الرغم من أن السودان أبدى تعاونا ومرونة. وأشار إلى انه قبل تلك المفاوضات كان من الصعب إقناع الجناح المتصلب في الحكومة السودانية مثل نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية بجدوى العمل مع الأمريكيين. وكانت الولاياتالمتحدة وعدت السودان بإزالة اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب بعد استفتاء جنوب السودان الذي اجري في التاسع من يناير 2011 وأفضى إلى إعلان الجنوب دولة مستقلة في التاسع منيوليو 2011. وقال مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان برنتسون ليمان أمس الأربعاء إن القتال الدائر في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق يقف حجر عثرة في سبيل تطبيع علاقة الولاياتالمتحدة مع السودان.