العطور جزء أساسي من تجربة التسوق في أي مركز تجاري في دبي, حيث تنتشر في أرجائها متاجر البيع بالتجزئة ومندوبو المبيعات الذين يعرضون عينات من منتجات شركاتهم في جو تفوح فيه روائح زكية بين نسمات الهواء المكيف, واعتمدت شركات صنع العطور في المنطقة في تحقيق النجاح لمنتجاتها على معرفة عادات وأذواق المستهلكين. قال عبد الله أجمل- نائب المدير العام لشركة أجمل لصنع العطور- "الكثير من زبائننا يستخدمون من العطور 5 أمثال ما يستخدمه زبائن نظرائنا الغربيين. الزبون العادي لا يشتري (عبوة) واحدة بل 2 أو 3 من نفس المنتج في كل مرة, واحدة في المنزل وواحدة في السيارة وواحدة في المكتب، "وتنتج شركة أجمل الاف من زجاجات العطور سنويا بمصنعها في منطقة المستودعات في دبي. تعد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية أكبر سوقين للعطور في المنطقة حيث تشير بيانات يورومونيتور انترناشونال لإبحاث التسويق الى أن حجم المبيعات فيهما عام 2010 بلغ 827.5 مليون دولار و205.8 مليون دولار على التوالي, ويتوقع أن تحقق مبيعات العطور نموا بنسبة 14.4% في السعودية و16.5% في الامارات بحلول عام 2014. يتنبأ بعض رجال الأعمال في مجال العطور بنسب أكبر للنمو مع تزايد اهتمام الشركات العالمية بسوق الشرق الاوسط واحتدام المنافسة. قال شاهزاد حيدر- رئيس مؤسسة العطور العربية الذراع الاقليمية لمؤسسة العطور العالمية- "نستطيع الآن أن نرى العطور العالمية تكيف نفسها وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح لتستغل كل امكاناتها بعد فيما يختص بالذوق." جاءت تلك التصريحات على هامش مؤتمر صحفي عقد في دبي في الاونة الاخيرة للاعلان عن أول مؤتمر للعطور في الشرق الاوسط من المقرر عقده في شهر سبتمبر. ويشهد قطاع العطور في الخليج العربي أيضا اهتماما متزايدا من الشركات الفرنسية والعالمية التي تسعى للحصول على حصة من سوق العطور العربية المطردة النمو. يرى محمد الفهيم الرئيس التنفيذي لمتاجر باريس جاليري أن المنافسة تشتد, وأن ارتفاع مقاييس الجودة والخبرة ستكون عنصرا حاسما في تلك المنافسة..ويضم متجر باريس جاليري في دبي زجاجات ذات تصاميم عربية تحمل أسماء شركات عالمية مثل جيرلان وكلايف كريستيان الذي ينتج أغلى نوع من العطور في العالم. كما أنتج أرماني بريفيه وتوم فورد واخرون مجموعات من العطور خصيصا لمنطقة الخليج العربية.