إذا أردت أن تغوص فى أعماق المعارضة الموريتانية لتعرف ما يدور بأذهانها من ترتيبات وتكتيكات لإحداث التغيير المنشود فى موريتانيا، فإن عليك الاستماع أولاً إلى زعيم المعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه، الذى أبدى استياءه وضجره من النظام الموريتانى الحاكم فى البلاد بقيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. ولمعرفة ما تصبو المعارضة الموريتانية إلى تحقيقه الفترة المقبلة، أجرت فضائية "الجزيرة" حواراً مع ولد داداه، وفيما يلى نص الحوار. * بعد عامين من تنصيب ولد عبد العزيز رئيساً لموريتانيا، هل هناك نقاط مضيئة بفترة رئاسة ولد عبد العزيز، أم أن الصورة مظلمة؟ ** من دور المعارضة اقتفاء الأخطاء ونقدها، ليحدث تعادل بين السلطة والباقى من الناس، فالسلطة طبيعتها أنها تتجه لنوع من الهيمنة، خاصة مع عدم وجود نقد أو توازن من ناحية المجتمع وهذا دور المعارضة أساساً، يضاف إلى ذلك أن السلطة القائمة فى موريتانيا "سلطوية" وأتت عن طريق انقلاب اعتبرته هى وحدها "انتخابات"، أما المعارضة فرأت أن الانتخابات صورية ولا تعكس اختيار مجتمع، وبالتالى قضت بإجراءاتها الأحادية وتصرفاتها التى لا تأخذ بعين الاعتبار لا الرأى العام عموماً ولا المعارضة خصوصاً، ويضاف إلى هذا أن سلطة محمد ولد العزيز تصف الناس بأوصاف غير لائقة، مما يجعله خصماً ليس الأفضل. * ماذا عن الخلافات بصفوف المعارضة فيما يخص الدخول فى حوار مع السلطة، ألا تضعفكم هذه الخلافات؟ ** المعارضة أحزاب ومعناها أن كل حزب له رؤيته وخصوصياته، ولا غرابة فى أن هناك عدم اتفاق بكثير من القضايا، وجهود الأحزاب الموريتانية كانت من أجل العمل على جمع شمل موريتانيا. * إذن الخلافات بين الأحزاب لا تؤثر على التنسيق بين المعارضة؟ ** لا أتكلم باسم قوى التكتل الديمقراطى "من أكبر الأحزاب الموريتانية وعريق الشأن السياسى فى عالم المعارضة" إنما مواقفنا نأخذها عن تحاليلنا المعمقة وشاملة وما يهمنا فيها أنها تكون حقيقة تعبر عما نحسه، إلى حد بعيد ما يعانى منه الشعب الموريتانى، وكثيراً ما يعانى الشعب الموريتانى. * ولكن إذا قاد هذا الاختلاف إلى تفكك الأحزاب خاصة مع وضع حزبكم شروطا للتفاوض مع النظام ، فهل يؤثر ذلك على أدائكم السياسى مستقبلاً؟ ** نغتنم الفرصة لنقول إننا دوما مع الحوار، الذى يعد أسلوبنا وسلاحنا، ولكننا لسنا مع الفولكلور ولا مع "الكرمسات"، ولذلك وضعنا شروطاً ليكون الحوار مجدياً ويقود إلى نتائج إيجابية. شروطنا نعتبرها تمهيداً للحوار وتساعد على إنجاحه وهى أولاً: فتح وسائل الإعلام أمام الشركاء السياسيين، وثانياً يسبق كافة الانتخابات تشاور، وتكون أرضيتها ومسارها متفقا عليها، أما المطلب الأخير فهو عدم قمع التظاهرات السلمية. * وما موقفكم إذا لم يتم الاتفاق على هذه الشروط؟ ** نحن نعتبر أنه لا حوار بدون تجاوب مع هذه الشروط التى نعتبرها تمهيدية لحوار جاد ومسئول ويقود إلى نتائج إيجابية، والنظام الموريتانى لم يتجاوب حتى الآن ولم يستمع لنا. * هل تعد مساندة حزبكم لحراك الشباب الموريتانى، دعوة صريحة لثورة للإطاحة بنظام ولد عبد العزيز؟ * ما أضعف هذا النظام الذى يخشى أى حراك، حتى ولو كان سلمياً، ونطالب المناضلين بالنظام فى نطاق الحزب وأن يخوضوا كل النضالات السلمية الديمقراطية، فأياً كان الحكم فى حالة من الضعف وعدم الثقة بالنفس يخشى حتى النضالات السلمية فيعتبر ضعيفا، والظالم دائما ضعيف. * ترى أنه حكم ضعيف؟ ** أرى أنه حكم ضعيف وظالم للديمقراطية وللشعب الموريتانى، والتسيير السلمى فى موريتانيا. * ولكن سبق وأن اعترفتم به؟ ** اعترفنا به لأننا دائماً نحاول جاهدين أن تتجاوز موريتانيا الأزمات والمواجهات التى قد تكون دامية وفتاكة، ولكن لا يعنى الاعتراف به أننا نسلم لجميع أخطائه وتجاوزاته وغطرسته.