أعرب الكاتب الصحفي الإسرائيلي تسيفي برئيل في مقال له بجريدة هآرتس عن اندهاشه من ردة فعلا الحكومة الإسرائيلية ومبالغة وصف شعورها بالضياع بسبب قرار محمد مرسي الرئيس المصريبتنحي الجنرال حسين طنطاوي الأحد الماضي، وأوضح" لو ان حسني مبارك هو الذي نحى وزير دفاعه لانشغلت العناوين الصحفية الرئيسة في إسرائيل بأمر هامشي كالتهديد الايراني أو ربما بأسعار الشقق لكن حينما نفذ محمد مرسي "الأخ المسلم" ما هو من حق كل رئيس مصري ان يفعله، انفجر الرعب الى الخارج"، موضحأ أن أبرز التساؤلات كانت "ومن يحارب عنا في سيناء؟ ومن نستطيع ان ندير السياسة معه منذ الآن؟". وقال برئيل أن "هذا هو نفس الشعور بالذعر الذي نشأ حينما تبين ان رئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان، دفع أكثر فأكثر قيادة الجيش التركي الى خارج السياسة واعتقل في نهاية الامر جنرالات وأدميرالات كانوا ذات مرة شركاء سر لاسرائيل"، مؤكداً على أنه "يصعب على اسرائيل ان تقبل حقيقة ان تركيا ومصر انتقلتا من نظام حكم عسكري أو شبه عسكري الى نظام حكم مدني". وكشف أن "إسرائيل ظنت ان سياسة الغمز التي أدارتها مع قيادات الجيش في مصر وتركيا أبدية وان نظم الجنرالات محتاجة اليها إما لصلاتها بالولايات المتحدة وإما بسبب المصالح الامنية. أما الجمهور بالنسبة لاسرائيل فليس ذا شأن". وقارن برئيل بين الحالتين في مصر وتركيا قائلاً "كان حال اسرائيل في تركيا مريحا أكثر من حالها في مصر، لأنه حتى حينما تولت الحكم فيها حكومة دينية في 1996 وبعد ذلك، حينما فاز حزب العدالة والتنمية بأكثرية كبيرة في 2002، كانت اسرائيل تستطيع ان تشجع نفسها لأن الجيش التركي بقي له الحق في الحسم، ورأت أن الجيش التركي سيكون معادلا للاسلام السياسي كما قدّرت اسرائيل بصلفها، وفي مصر في المقابل لم تكن هناك حاجة الى اجراء حوار مع الجيش لأن مبارك كان قائد الجيش بالفعل". موضحاً أنه وعلى الرغم من أن "السلام مع مصر إلا أنه حينما يكون الجانب الامني للسلام عند اسرائيل هو سبب ونتيجة علاقاتها بمصر، فمن في إسرائيل يفكر في الجمهور المصري أو كم من السياح المصريين يأتون الى اسرائيل، مبارك وجيشه معنا وهذا يكفي". وأوضح أن "مجتمعا عسكريا كاسرائيل يصعب عليه ان يحادث مجتمعات مدنية، فهذا المجتمع العسكري يحتاج إلى شركاء على صورته لا يتأثرون بالمس بحقوق الانسان، ويسخرون من "حسان النفوس"، والخدمة العسكرية عندهم مفتاح للتقدم في المجتمع المدني وفي السياسة، وكانت الديمقراطية في الثلاثة اسرائيل ومصر وتركيا خطرا شديدا. وختم برئيل قائلا :بقيت الآن واحدة من الثلاث، فقد تحولت تركيا الى دولة مدنية مع قيادة عسكرية منهكة جرى عليها "تطهير سياسي"، وفي مصر أُعيد الجيش من القصر الرئاسي الى معسكراته، وفي اسرائيل وحدها ما يزال الجيش يقرر صبغة الدولة وصورة حياة مواطنيها، فلا عجب ان يصعب على اسرائيل في البيئة الجديدة التي نشأت في تركيا ومصر ان تجد مكانها".. وختم برئيل متهكما سياسة اسرائيل قائلا "ان اسرائيل التي بقيت يتيمة تنطوي على مخاوفها من نظم الحكم "الاسلامية" وتقنع نفسها بأنه لم يعد من تُحادثه في المنطقة، رغم ان العودة الى تركيا ممكنة وقد يتطور الحوار مع مصر الى اتجاهات جديدة، ولكن شرط ذلك ان تدرك اسرائيل ان ليس ميل اردوغان ومرسي الديني هو الذي يقف في طريقها بل سياستها هي نفسها".