حذرت إيران من التدخل الأجنبي في سوريا وقالت إن الصراع هناك قد يمتد لإسرائيل، وناشدت تركيا التوسط للإفراج عن 48 إيرانيا اختطفوا في سوريا، في حين استبعدت ألمانيا تدخلا عسكريا في سوريا حتى بعد استقالة المبعوث الأممي والعربي كوفى أنان من مهمته. ذكرت ذلك شبكة الجزيرة نت وأضافت على لسان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اتهامه للولايات المتحدة ودول بالمنطقة -لم يسمها- بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوريبشار الأسد. وتتهم دمشق تركيا وقطر والسعودية ب"دعم المعارضين في سوريا وإذكاء العنف" هناك، وتدعم إيران جهود الأسد لسحق الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية عن لاريجاني قوله "النار التي أُشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين"، وتساءل: "ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشئون الداخلية لسوريا؟". كما نقلت الوكالة عن غلام علي حداد عادل -وهو حليف رئيسي للمرشد الأعلى علي خامنئي- قوله إن الشعب السوري يجب ألا يسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بكسر "جبهة المقاومة"، وأضاف "بما أن الأميريكيين والإسرائيليين لا يريدون حل المشكلة السورية فإنهم يواصلون العمل على تقويض أمن المنطقة". وتدعم إيران وروسيا خطة النقاط الست لحل الأزمة التي قدمها المبعوث الأممي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان، والذي استقال من المهمة الأسبوع الماضي، وأنحى باللائمة في ذلك على تبادل الاتهامات والسباب داخل مجلس الأمن، فيما ألقت إيران باللائمة في فشل خطة أنان على الولاياتالمتحدة ودول بالمنطقة. من ناحية أخرى، طالب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنقرة بالتدخل لتأمين إطلاق سراح 48 إيرانيا اختطفوا في سوريا. وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن صالحي طالب أنقرة خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أحمد داود أوجلو، ببذل كل ما بوسعها من جهود لإطلاق سراح الإيرانيين "الذين ذهبوا بشكل منفرد بغية زيارة مقام السيدة زينب"، على حد قوله. من جانبه، وعد وزير الخارجية التركي بدراسة الموضوع في أسرع وقت ممكن وأكد أنه سيبذل كل ما بوسعه "كما في المرات السابقة" لإطلاق سراحهم. كان الجيش السوري الحر قد أعلن في وقت سابق اليوم الأحد مسئوليته عن خطف المجموعة، وأشار إلى أن من بينهم "ضباط بالحرس الثوري الإيراني كان هدفهم استطلاع الأوضاع في دمشق". ومن المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى تركيا السبت المقبل لبحث الأزمة السورية، حسبما أعلنته متحدثة باسمها اليوم الأحد. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان اتفقا في نهاية يوليو على تسريع التغيير السياسي في سوريا بما في ذلك رحيل الأسد عن السلطة. في سياق متصل، استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير أن يحدث تدخل عسكري في سوريا حتى بعد استقالة مبعوثالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان من مهمته. وفي مقابلة مع صحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية الصادرة اليوم الأحد قال دي ميزير إن "فشل الدبلوماسية لا يجب أن يؤدي تلقائيا إلى الشروع في العمل العسكري". وكان أنان دعا يوم الخميس الماضي إلى عدم تجديد تفويضه الذي ينتهي في 31 أغسطس الجاري معترفا بفشل مهمته الخاصة بوقف إطلاق النار بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة. وأضاف الوزير الألماني: "بلا شك فإن من الأمور المريرة والمحبطة أن تضطر لمشاهدة هذا القتل دون أن تتمكن من القيام بشيء مباشر ضده". ودعا دي ميزير حكومة بلاده إلى الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم اللوجيستي لفصائل المعارضة "لكن ليس بأكثر من ذلك".. مشيرا إلى المخاطر التي ينطوي عليها التدخل العسكري الخارجي في سوريا.