يكتب : رحم الله امرءا أهدى إليّ عيوبي ودارت الأيام وجاء الوقت الذي يتلقى فيه المصريون دروسا في الوطنية وقد كانوا إلى وقت قريب روادا في تعليم الوطنية ، وبعيدا عن الحساسية المفرطة التي تضرب دعوات الإصلاح العابرة للحدود بقواذف الشك والخيانة فقد آن الأوان لننصت باهتمام وندرس تلك الدعوات لاسيما إن كان دوافع أصحابها في ذلك الحب والخوف على مصر .. منذ أيام وتحت عنوان " مصر أكبر " نشرت السياسة الكويتية مقالا مطولا لرئيس تحريرها احمد الجار الله منتقدا تعامل البعض لاسيما الإعلام مع الأحداث التي تشهدها مصر وقال : أن العالم يشهد مئات الحوادث اليومية ولا تحجز ساعات بث طويلة لكل حادث عابر للتحليل واستطلاع الرأي كما يحدث في مصر ، بل أن الحياة تعود سريعا لطبيعتها ، تحويل قضية فردية عابرة إلى جنازة يشبع فيها المتشائمون لطما ونواحا وتُستغل في قصف الدولة ومؤسساتها أمر يحتاج إلى مراجعة فكرة الانتماء الوطني .. " الجار الله " وآخرون وان لم يحملوا الجنسية المصرية ربما كانوا أكثر مصرية من كثير من المصريين ، واهتمامهم بالشأن المصري اهتمام العاشق ، ودعواتهم للإصلاح يجب أن تكون محل اهتمام ودراسة ،، ليس عيبا أن نتعلم ونتلقى دروسا في الوطنية من الآخرين وإنما العيب كل العيب أن نستأثر بالحكمة و نتمترس من فوق أطلال الماضي خلف أراء ساهمت بشكل كبير في ما تشهده البلاد من فوضى ، الاستمرار في هذا الطريق الذي يعج بضجيج متنافر سيفضي حتما إلى الهاوية ، خلق أجيال جديدة تهزأ بالأوطان كارثة ، صناعة الشك و تهويل الحوادث الفردية والعارضة وتقزيم الانجازات وإحاطة المشهد المصري بستائر سوداء أمر لا يمت إلى الشفافية والمهنية بصلة ، المعارضة جزء من النظام والنقد هام للتقويم والاختلاف يثري والتدافع بين المحافظين والمجددين أمر منطقي مادام في إطار الثوابت الوطنية التي ارتضاها وساهم في إرسائها أغلبية المصريين ، أما محاولة هدم المعبد على من فيه بحجة الإصلاح فهو جهل يستوجب إعادة التعلم حتى ولو على يد الآخرين ، ورحم الله امرءا أهدى إليّ عيوبي.. المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية