رغم الكشف عن قراره في منتصف الموسم ، ينتظر ألا يشكل قرار الإسباني بيب جوارديولا بالرحيل عن تدريب بايرن ميونيخ الألماني نهاية هذا الموسم تأثيرا سلبيا على مسيرة الفريق في النصف الثاني من الموسم بل إنه قد يصبح مصدر تفاؤل للنادي البافاري. ويتطلع بايرن إلى مواصلة انطلاقته الرائعة في الموسم الحالي ليتوج في نهاية الموسم بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) للموسم الرابع على التوالي. ومع إعلان جوارديولا عن قرار رحيله عن تدريب الفريق في نهاية الموسم ، أصبح أمل النادي وجماهيره أن يكرر التاريخ نفسه ويتوج الفريق بثلاثية أخرى في الموسم الحالي مثلما حدث عام 2013 في أجواء مماثلة. ووضع قرار جوارديولا النادي البافاري في ظروف ممثلة مر بها النادي قبل ثلاثة أعوام وتوج فيها بثلاثيته التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) تحت قيادة مدربه السابق المخضرم يوب هاينكس في موسم 2012 / 2013 قبل أن يرحل هاينكس عن تدريب الفريق تاركا المهمة لجوارديولا. وكان بايرن أعلن أيضا في كانون ثان/يناير 2013 عن رحيل هاينكس عن تدريب الفريق بعد نهاية الموسم وتولي جوارديولا المسؤولية بداية من موسم 2013 / 2014 وذلك بعد قرار هاينكس باعتزال التدريب. والآن ، يتكرر نفس الشيء ولكن ليس من أجل اعتزال جوارديولا وإنما لرغبته في خوض تجربة تدريب أخرى كما أن الإعلان عن رحيل المدرب هذه المرة جاء مبكرا عدة أيام عما كان في موسم 2012 / 2013 . وأعلن بايرن أمس أن جوارديولا سيرحل عن تدريب الفريق بنهاية عقده في حزيران/يونيو المقبل على أن يتولى الإيطالي كارلو أنشيلوتي المسؤولية خلفا له. ويأمل بايرن وجماهيره الآن في تكرار ما حدث عام 2013 ويفوز الفريق بثلاثية أخرى في 2016 . وضمن بايرن قضاء العطلة الشتوية في صدارة البوندسليجا مثلما اعتاد مرارا علما بأنه الموسم الخامس على التوالي الذي يتوج فيه “بطلا للشتاء” وهو رقم قياسي جديد في تاريخ البوندسليجا. ومثلما حدث في 2013 عندما توج بايرن بلقب البوندسليجا بفارق 25 نقطة أمام بوروسيا دورتموند قبل رحيل هاينكس ، يبدو بايرن في وضعية رائعة لإحراز لقبه السادس والعشرين في تاريخ البوندسليجا وتحقيق رقم قياسي جديد بإحراز اللقب للموسم الرابع على التوالي. ورغم شعور لاعبي الفريق ببعض الإجهاد ورغم الإصابات التي يعاني منها الفريق ، لا تبدو هناك مؤشرات حقيقية على أن قرار رحيل جوارديولا سيفسد تركيز أو طموحات الفريق هذا الموسم. وقدم بايرن أداء رائعا آخر في النصف الأول من الموسم الحالي حيث مني بهزيمة واحدة فقط في 17 مباراة خاضها بالبوندسليجا حتى الآن وحقق الفوز في جميع المباريات التسع التي خاضها على ملعبه. وشهدت مباراة الفريق أمام فولفسبورج في أيلول/سبتمبر الماضي رقما قياسيا جديدا حيث سجل البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم الفريق خمسة أهداف في غضون تسع دقائق وذلك بعد مشاركته بديلا في الشوط الثاني. وقال جوارديولا بعد الفوز 1 / صفر أمس الأول السبت في ختام مباريات الفريق بالدور الأول “كل التقدير لفريقي. أدينا بشكل رائع على مدار العام سواء في البوندسليجا أو كأس ألمانيا أو دوري أبطال أوروبا”. ومدد بايرن مؤخرا عقود بعض لاعبيه مثل توماس مولر وجيروم بواتينج وخافي مارتينيز كما مدد عاما للاعبيه الأسباني المخضرم تشابي ألونسو ليؤكد بايرن بهذا أنه يستقر على قاعدة صلبة قبل قدوم أنشيلوتي المدير الفني السابق لريال مدريد الأسباني وميلان الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي ليخلف جوارديولا في تدريب الفريق. وفي المقابل ، قدم بوروسيا دورتموند أيضا أداء رائعا في النصف الأول من الموسم وهو الموسم الأول له بقيادة مديره الفني الجديد توماس توشيل الذي تولى تدريب الفريق خلفا ليورجن كلوب. وأنهى دورتموند الدور الأول من البوندسليجا في المركز الثاني خلف بايرن برصيد ثماني نقاط رغم الهزيمة أمام كولون 1 / 2 أمس الأول علما بأن الفريق حقق الفوز في 12 من 17 مباراة خاضها هذا الموسم. ويبدو تركيز دورتموند منصبا بشكل كبير على التأهل لدوري الأبطال مجددا في الموسم المقبل خاصة وأنه يحتل المركز الثاني في البوندسليجا حاليا بفارق ست نقاط أمام هيرتا برلين صاحب المركز الثالث. وقدم دورتموند هذا الموسم أفضل نصف أول في أي موسم له منذ خمس سنوات كما أن الفريق لا يزال منافسا بقوة في مسابقتي كأس ألمانيا والدوري الأوروبي. ولا يبدو دورتموند بلا أنياب حقيقية في الموسم الحالي حيث يمتلك قدرات هجومية عالية وسجل الفريق 47 هدفا في الدور الأول مقابل 46 هدفا لبايرن. ويدين دورتموند بفضل كبير في هذا إلى مهاجمه الجابوني الخطير بيير إيمريك أوباميانج الذي سجل للفريق حتى الآن 13 هدفا يتصدر بها قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم. وقال توشيل “أشعر بالسعادة للتطور اليومي في مستوى الفريق”. ويبدو بوروسيا مونشنجلادباخ أيضا قادرا على تحقيق النجاح بقيادة مديره الفني أندري شوبرت الذي تولى المسؤولية بعدما خسر الفريق أول خمس مباريات له في البوندسليجا هذا الموسم تحت قيادة مدربه السويسري لوسيان فافر. ومنذ تولي شوبرت المسؤولية ، تقدم الفريق من المركز الأخير في جدول المسابقة حتى أصبح في المركز الرابع بفضل تسعة انتصارات في آخر 12 مباراة خاضها بالمسابقة. وكان شوبرت استهل عمله مع الفريق بشكل مؤقت ولكن مسيرته الرائعة مع الفريق ضمنت له عقدا مع مونشنجلادباخ حتى 2017 . كما يمر هيرتا برلين في الموسم الحالي بفترة ولادة جديدة ونهضة حقيقية حيث يحتل الآن المركز الثالث في جدول المسابقة كما تأهل لدور الثمانية في كأس ألمانيا. وحصد هيرتا حتى الآن 32 نقطة علما بأنه حصد 35 نقطة على مدار الموسم الماضي بأكمله. وقدم هيرتا في الدور الأول هذا الموسم أفضل نصف أول لأي موسم منذ موسم 2008 / 2009 . ويعود جزء كبير من نجاح هيرتا في الموسم الحالي إلى مديره الفني المجري بال دارداي الذي شكل فريقا منظما قادرا على تنفيذ أساليب خططية مختلفة كما يتمتع الفريق بوجود مهاجمين متألقين هما سالومون كالو والوافد الجديد فيداد إيبيسفيتش. وقال دارداي “الفريق كله يستحق هذه النتائج. الفريق تطور بكامله بشكل رائع”. ولم يستطع باير ليفركوزن وشالكه اجتياز الصعوبات التي تواجههما في هذا التحدي الخاص بالمنافسة على لقب البوندسليجا ولكنهما ما زالا في السباق على مراكز التأهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل. وفي المقابل ، ظهر فولفسبورج صاحب المركز الثاني في البوندسليجا بالموسم الماضي في وضع صعب هذا الموسم على المستوى المحلي حيث يحتل الآن المركز السابع في جدول البوندسليجا ولكنه تألق أوروبيا وصعد للمرة الأولى إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) لدوري الأبطال. ونجح إنجولشتات ودارمشتاد الصاعدان لدوري الدرجة الأولى هذا الموسم في الابتعاد حتى الآن عن منطقة المهددين بالهبوط في مؤخرة جدول المسابقة فيما يحتل هوفنهايم المركز الأخير بفارق نقطة واحدة فقط خلف هانوفر. واستعان هوفنهايم بالمدرب الهولندي هوب ستيفنز خلفا للمدرب ماركوس جيسدول علما بأنه ضمن أربعة أندية لجأت لتغيير مدربها هذا الموسم حتى الآن حيث حل شوبرت مكان فافر في تدريب مونشنجلادباخ كما حل يورجن كامني مكان ألكسندر زورنيجر في تدريب شتوجارت وكان أحدث هذه التغييرات على مستوى المدرب من نصيب هانوفر الذي استقال مدربه مايكل فرونتشيك اليوم الاثنين انتظارا تعيين مدرب جديد قبل استئناف الفريق تدريباته في الرابع من كانون ثان/يناير المقبل استعدادا للنصف الثاني من الموسم.