رُغم استبعاد نشوب حرب بينها أزمة روسياوتركيا تدخل مرحلة حرب الاستخبارات - زكى: الرد سيكون باستهداف الطائرات التركية فى المجال الجوى السورى حالة من الترقب الدولى تسود حالياً انتظاراً لرد الدب الروسى، على إقدام تركيا على إسقاط طائرة (سوخاي-24) الحربية الروسية التى أكدت أنقرة أنها اخترقت أجواءها، وقالت إنها أرسلت تحذيرات لقائد الطائرة الروسية قبل إسقاطها من قبل طائرتين حربيتين من طراز (إف 16). ودخلت القاهرة على خط الأزمة، حيث قالت الخارجية إن مصر تعرب عن أسفها لحادث إسقاط الطائرة الروسية ووصفته ب"المزعج"، وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، "إن مصر تتقدم بخالص التعازى لدولة روسيا الصديقة لفقدان أرواح بريئة نتيجة الحادث، وتقدر الآثار المترتبة عن الحادث لدى الجانب الروسى". وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن الحادث يؤكد على أهمية التنسيق بين جميع الدول المنخرطة فى محاربة الإرهاب فى سوريا، وأن مصر تأمل ألا يؤثر الحادث على استمرار استهداف الإرهاب فى سوريا بشكل منتظم وقوى دون تقاطع فى المصالح. واختتم أبو زيد تصريحاته معرباً عن ثقة مصر فى أن روسيا وهى تتطلع بمهمة محاربة الإرهاب فى سوريا فهى تقوم بذلك بمسئولية كاملة. ويبدو أن أجواء التصعيد بين البلدين بدأت تتكشف وبوتيرة سريعة، بدأتها موسكو حينما، وقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قرار نشر منظومة الدفاع الجوى الأحداق فى العالم، (ٍS400) فى قاعدة "حميم" المُطلة على البحر المتوسط فى سوريا، فضلاً عن إعلان الناطق باسم الدفاع الروسية، اللواءإيجور كوناشينكوف، أن بلاده والقوات التركية قطعا جميع الاتصالات بينهما، وتم سحب ممثل الأسطول الحربى الروسى من تركيا، الذى كان ينسق عمل أسطول البحر الأسود والبحرية التركية، إلى جانب فرض موسكو حظر على المنتجات الزراعية التركية. وفى تصعيد آخر لروسيا، قال نائب رئيس الوزراء الروسى، دميترى روجوزين، إن إيرادات تصدير النفط من المناطق التى يسيطر عليها تنظيم "داعش" تصب فى جيوب المسئولين عن إسقاط الطائرة "سو–24"، وتابع: "تعلمون ردة فعل قيادتنا وشعبنا على العمل الإرهابى ضد قواتنا التى تقوم بعملية عسكرية فى سوريا ضد الإرهاب، إنها طعنة جبانة فى الظهر بالمعنى الحرفى والمجازى، الطائرة كانت تشارك فى عملية على الأراضى السورية، وتشن ضربات ضدَّ مجموعات الإرهابيين على أسس قانونية". وأكد روجوزين، أن روسيا لا تصدق الصدف، وأضاف قائلاً: "نرى أن لدى تركيا مصلحة مباشرة فى الحفاظ على الوضع الحالى، فى إشارة إلى سيطرة تنظيم "داعش" على أقاليم ومناطق واسعة فى سوريا، وخاصة حقول النفط". ووصف ردود فعل بعض الدول على التصرف التركى، بعد إسقاط أنقرة للطائرة الروسية فى سوريا، "بالتصرفات الجبانة"، وأشار إلى أن إمدادات النفط من سوريا إلى تركيا أخذت حجما صناعياً، لأن هذه الإمدادات تقدر بمليارات الدولارات. تركيا التى حاولت إظهار أنها تقف على أرض صلبة تجاه قرارات واتهامات الدب الروسى، قال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إن أنقرة لن تعتذر عن إسقاطها طائرة (سو-24 الروسية)، وتابع: "إن كان هناك من عليه الاعتذار فهو ليس نحن. من انتهك مجالنا الجوى هم من عليهم الاعتذار"، وطالب كل من يمتلك دليلا على تسهيل تركيا بيع المواد النفطية السورية لتنظيم "داعش" فليتقدم بدليل. اللافت وبحسب خبراء أن العلاقة بين البلدين لن تصل إلى درجة إعلان الحرب بينهما، لكن الفترة المقبلة سوف تشهد استفزازات روسية لأنقرة، فضلاً عن حرب الاستخبارات بين البلدين، وبرر خبراء الأمر أنها بسبب حجم التبادلات التجارية بين البلدين يصل لنحو 44 مليار دولار وهو الأمر الذى يصعب على الدولتين التفريط فيه، إلى جانب استقواء تركيا بوجودها فى حلف شمال الأطلسى، وهو الأمر الذى يجعل من روسيا تتحسب لأى إجراء عسكرى ضد تركيا. كانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن ردود فعل حلف الناتو على خطوة تركيا إسقاط الطائرة الروسية، مرفوضة رفضا تاما من قبل موسكو، وأكدت: "هذا الموقف، الذى سمعناه، مرفوض بالكامل. عموما، لقد خضع الحلف للضغوط، على الأغلب من الجانب التركى، فتحت غطاء التضامن التحالفى، عمليا، أعطى صك غفران لأنقرة وغيرها من أعضاء الحلف لارتكاب أى أعمال غير قانونية". الخارجية التركية، قامت باستدعاء السفير الروسى فى أنقرة، الخميس الماضى، لإدانة أعمال العنف التى استهدفت سفارتها فى موسكو، وقالت الوزارة فى بيان "فى الأيام الأخيرة نشعر بالاستياء من رؤية ممثلياتنا فى روسيا والمؤسسات التركية فى هذا البلد تقع ضحية هجمات مادية تحت غطاء تظاهرات"، ودانت الوزارة الوضع ووصفته ب"غير المقبول". الناطق باسم حزب "التجمع" – أقدم الأحزاب اليسارية – نبيل زكى، استبعد الصدام بين البلدين بشكل مباشر كون ذلك الصدام سيضع روسيا فى مواجهة حلف "شمال الأطلنطى"، إلا أنه أوضح ل"المشهد" أن الروس أكدوا أن الرد سيكون مماثلا لما حدث مع طائرتهم "سو-24"، الأمر الذى يعنى أن طائرات تركيا سواء المدنية أو العسكرية، ستكون هدفاً لروسيا حال مرورها فى أجواء دول الاتحاد الروسى. وأوضح زكى، أن تركيا لن تقوم بأى طلعات جوية فى سوريا خلال الفترة المقبلة، مخافة إسقاطها من قبل الدفاع الجوى الروسى "S400" الذى تم نشره أخيراً، وهى منظومة دفاع جوى عالية التطور، تصيب أهدافها بدقة عالية، وقال إن أول الخسائر بين البلدين هى العلاقات الاقتصادية، حيث ستعمل روسيا على سحب استثماراتها فى تركيا، فضلاً عن منع السياحة الروسية إلى تركيا، وقال المتحدث باسم الحزب، إن البيان المصرى بشأن الأزمة جاء متوازن وأن مصر استخدمت بدقة العبارات فى البيان.