استعاد الحكام السابقون للمكسيك السلطة بعد 12 عاما من الوقوف في صفوف المعارضة لكنهم في الاغلب سيحاولون تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى للمضي في الإصلاحات بعد فوزهم بانتخابات الرئاسة بفارق ضئيل عما جاء في استطلاعات الرأى. وأعلن انريك بينا نيتو مرشح الحزب الثوري التأسيسي فوزه في انتخابات الرئاسة التي اجريت امس "الأحد" بعد أن منحه فرزا سريعا للأصوات قامت به سلطات الانتخابات المكسيكية تقدما واضحا. وسيتسلم بينا نيتو (45 عاما) - الذي وعد بتنشيط الاقتصاد ومكافحة العنف المرتبط بتجارة المخدرات - السلطة في ديسمبر ليبدأ ولاية رئاسية مدتها ست سنوات ويعيد الحزب الذي هيمن على الساحة السياسية بالمكسيك معظم القرن العشرين. وحصل بينا نيتو على 37.6 بالمئة من الاصوات مقارنة مع 32.2 بالمئة للوبيز اوبرادور و25.4 بالمئة لمرشحة الحزب الحاكم جوزفينا فاسكويز موتا. وقال بينا نيتو الذي ظهر عليه التأثر الشديد لمؤيديه المحتشدين داخل مقر الحزب في مكسيكو سيتي "المكسيكيون اعطوا حزبنا فرصة أخرى. سنكلل هذا بالنتائج ". وسيتولى بينا نيتو السلطة في وقت بدت فيه الاوضاع المالية بالمكسيك جيدة وبدأ الاقتصاد في التحسن رغم انه لا يزال غير قادر على توفير فرص عمل كافية للعدد المتزايد من السكان. ورغم ان الحزب الثوري التأسيسي اكتسب سمعة انعدام الضمير وأحيانا اتباع سياسات فاسدة عندما كان في السلطة بين عامي 1929 و2000 فإن إحكام قبضته على السلطة طيلة 71 عاما أتاحت له الترويج لنفسه في الحملة الانتخابية على انه الحزب الأفضل دراية بالحكم واقنع مرشحه - المعروف بحسن هندامه ومهاراته السياسية الكثير من الناخبين بان حزبه تعلم دروس الماضى. ولا يزال من غير الواضح كيفية تخصيص نسب الاحزاب في الكونجرس لكن النتائج غير الكاملة ترجح أن الحزب الثوري التأسيسي قد يصارع من أجل تحقيق اغلبية فاعلة ليعتمد على الاحزاب الاخرى في تحقيق برنامجه الاصلاحي. وبعد أن حكم المكسيك على أنها دولة ذات حزب واحد معظم القرن العشرين أطيح بالحزب الثوري التأسيسي في انتخابات اجريت قبل 12 عاما ونظر إليه كثيرون على انه اقترب من الزوال بعد ان جاء في المركز الثالث وبفارق كبير عن منافسيه في انتخابات الرئاسة 2006 ولا يزال الاحتمال قائما بان يختار لوبيز اوبرادور رفض النتائج كما فعل قبل ست سنوات عندما خسر بفارق بسيط أمام فيليبي كالديرون ونظم احتجاجات استمرت شهورا قائلا إن الانتخابات زورت. وقال في الاسابيع الاخيرة إن الحملة الانتخابية شابتها مخالفات مما أثار مخاوف من احتمال ان يدعو أنصاره مجددا الى النزول للشوارع.. وقال مساء امس إنه ينتظر فقط لحين إعلان جميع النتائج.