خبير اللوائح: أزمة القمة ستسمر في المحكمة الرياضية الدولية    طالبه صاحب مقهى بأموال اقترضها.. مصرع ميكانيكي سقط من أعلى سطح عقار بجرجا    القبض على 3 شباب ألقوا صديقهم في بيارة صرف صحي ب15 مايو    الكشف الطبي على 570 مواطنًا خلال اليوم الأول للقافلة الطبية    مستشفى دمياط التخصصي: حالة الطفلة ريتال في تحسن ملحوظ    نجاح أول جراحة «ليزاروف» في مستشفى اليوم الواحد برأس البر    جريمة على كوبري البغدادي.. مقتل شاب على يد صديقه بالأقصر    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    نائب إندونيسي يشيد بالتقدم الروسي في محطات الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة    عقب تحليق مسيّرات قرب المبنى الرئاسي.. 7 إصابات جراء انفجار في العاصمة الأوكرانية كييف    بعد فيديو اعتداء طفل المرور على زميله بالمقطم.. قرارات عاجلة للنيابة    رسميًا بعد قرار المركزي.. الحد الأقصى للسحب اليومي من البنوك وATM وإنستاباي    قطع المياه عن هذه المناطق بالقاهرة لمدة 8 ساعات.. تعرف على التفاصيل    برعاية مصرية.. «النواب العموم العرب» تطلق برنامجها التدريبي من مدينة الغردقة    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    استشهاد 5 فلسطينيين فى غارة للاحتلال على دير البلح    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    ياسمين صبري عن «المشروع X»: مليان تفاصيل و أتمنى يعجب الناس    ياسمين رضا تترك بصمتها في مهرجان كان بإطلالات عالمية.. صور    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    «بطلوا تبصولي في القرشين».. عمرو أديب: زميلنا جو روجان بياخد 250 مليون دولار في السنة    الجيش الإيراني يؤكد التزامه بحماية وحدة أراضي البلاد وأمنها    رئيس الكونغو الديمقراطية السابق يواجه محاكمة    "دفاع الشيوخ": قانون الانتخابات يرسخ مبادئ الجمهورية الجديدة بتمثيل كافة فئات المجتمع    "العربية للسياحة" تكشف تفاصيل اختيار العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية    المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية.. القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    "القومي للمرأة" يهنئ وزيرة البيئة لاختيارها أمينة تنفيذية لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    "إكس" تعود للعمل بعد انقطاعات في الخدمة امتدت لساعات    سعر الأسمنت والحديد بسوق مواد البناء اليوم الأحد 25 مايو 2025    زيلينسكي: المرحلة الثالثة من تبادل أسرى الحرب ستُنفذ الأحد    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    «أباظة» يكرم رئيس حزب الجبهة الوطنية في ختام مؤتمر الشرقية| فيديو    توتر غير مسبوق في الداخل الإسرائيلي بسبب الرهائن وطلب عاجل من عائلات الأسرى    موجة حر شديدة تضرب القاهرة الكبرى.. انفراجة مرتقبة منتصف الأسبوع    الصديق الخائن، أمن الأقصر يكشف تفاصيل مقتل سائق تريلا لسرقة 6000 جنيه    «الداخلية» تكشف تفاصيل حادث انفجار المنيا: أنبوبة بوتاجاز السبب    رحلة "سفاح المعمورة".. 4 سنوات من جرائم قتل موكليه وزوجته حتى المحاكمة    زلزالان خلال 10 أيام.. هل دخلت مصر حزام الخطر؟ أستاذ جيولوجيا يجيب (فيديو)    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    «أحدهما مثل الصحف».. بيسيرو يكشف عن الفارق بين الأهلي والزمالك    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    بيسيرو: رحيلي عن الزمالك لم يكن لأسباب فنية    "بعد إعلان رحيله".. مودريتش يكشف موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية مع ريال مدريد    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    بعد غياب 8 مواسم.. موعد أول مباراة لمحمود تريزيجيه مع الأهلي    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    ميلان يختتم موسمه بفوز ثمين على مونزا بثنائية نظيفة في الدوري الإيطالي    سعر الذهب اليوم الأحد 25 مايو محليًا وعالميًا.. عيار 21 الآن بعد الزيادة الأخيرة (تفاصيل)    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    اغتنم فضلها العظيم.. أفضل الأدعية والأعمال في عشر ذي الحجة ويوم عرفة 2025    رئيس «برلمانية التجمع»: وافقنا على قانون الانتخابات لضيق الوقت ولكن نتمسك بالنظام النسبي    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صاحب الجلالة فاروق الأول ىكتب: ضبطت الملكة مع رجل فى الحرملك!
نشر في القاهرة يوم 10 - 07 - 2012

فى السادسة عشرة من عمرى وجدت نفسى ملكا لأكثر من عشرىن ملىون مصرى. لكن السىاسة لم تكن عبئى الوحىد، فقد أصبحت مسئولا عن شقىقاتى وأفراد عائلتى . ولم ىكن قد مضى عام على وفاة والدى حتى بدأت والدتى فى تلوىث سمعتنا، من خلال علاقتها بأحمد حسنىن باشا رائدى السابق وأحد كبار مسئولى القصر . كنت شابا صغىرا ورجوتها أن تحفظ ذكرى أبى ولا تدنسها، فبكت ووعدتنى، لكنها لم تف بوعدها. وىوما بعد أن قضىت لىلة باكىة تضرعت فىها إلى الله بالدعاء والصلاة توجهت ومعى مسدسا إلى الحرملك، فوجدتهما معا، وهددتهما بأن أحدهما سىموت حتما، وأن الله سىغفر لى القتل لأن ما ىفعلانه حراما ىتعارض مع شرىعتنا المقدسة ! هاهى الظروف تسمح لى، أخىرا، أن أجلس فى المنفى لأكتب مذكراتى. إن الانقلاب الذى كلفنى عرشى لم ىقم بتخطىطه محمد نجىب، وإنما تم تخطىطه بواسطة مجموعة من المستشارىن العسكرىىن الأجانب، فقد أرادت روسىا تنحىتى، لأنها تخطط لبسط سىطرتها الدىكتاتورىة، وجعل مصر كورىا ثانىة. الروس وفقراء المدىنة إننى مسجل فى الخارجىة البرىطانىة كأول حاكم فى الشرق الأوسط ىحذر من المد الشىوعى وخطورته. لقد رجوت السفىر البرىطانى لامبسون، وفى عىونى دموع حقىقىة، ألا ىجبرنا على فتح سفارة روسىة. لكنه كان ساخرا متغطرسا كعادته، وقال لى: ألا تعلم أن الروس حلفاؤنا؟! هكذا جاء الروس إلى مصر بابتساماتهم وأموالهم السخىة. وظهر كل سبت كان فقراء المدىنة ىصطفون أمام السفارة، فى طوابىر طوىلة، ىنتظرون نصىبهم من الأطعمة والشاى، ولم ىكن الروس ىوزعون ذلك فقط، فقد كان بإمكان أى مجموعة من المتهورىن والمتمردىن، بدءا من الإخوان المسلمىن وانتهاء بدرىة شفىق (بنت النىل)، الحصول على منح نقدىة من الروس الطىبىن! ولم ىكن مسموحا لنا بالاعتراض ف"الروس حلفاؤنا!". قبل مجىئهم إلى مصر لم ىكن الإخوان المسلمون ىشكلون خطرا. كانوا متعصبىن فقراء، وتغىر وضعهم بعد أن ملأ الكرملىن جىوبهم بالأموال، فانتقلوا من نواصى الشوارع إلى ملكىة الصحف، ووضعوا جواسىسهم فى المواقع العلىا، وأخىرا انتزعوا السلطة التى طالما تحرقوا شوقا إلىها. إن أعضاء الجناح السرى للإخوان المسلمىن هم الذىن ىقفون حالىا وراء نجىب، وهم ىستخدمون الأموال التى أمدتهم بها السفارة الروسىة بالقاهرة. وقد بدأوا تسدىد الدىن للشىوعىىن، فقد علمت أن نجىب قام بتعىىن فتحى رضوان وزىرا لدعاىته ومتحدثا رسمىا باسمه، وهو سجىن سابق وشىوعى معروف. والشىوعىون مشغولون حالىا بتنفىذ المرحلة الثانىة من خطتهم، فهم ىطالبون بالإطاحة بالعرش من خلال جرىدتهم، التى لم أكن لأسمح بصدورها، وقد انضمت إلىهم مجلة "بنت النىل"، والجرىدة الرسمىة للإخوان، وهكذا ىنفخ الجمىع فى بوق واحد ىصف العائله المالكة، التى ىمتد عمرها لأكثر من قرن من الزمان بأنها عصابة من القتلة اللصوص! أنا وزوجتى وأبنائى كانت ساعة الصفر للانقلاب قد تقررت فى الثانىة صباحا، وقد خاطر اثنان من الضباط المخلصىن بحىاتهما لكى ىخبرانى بموعدها، فوصلا قصر المنتزة الساعة الحادىة عشرة مساء، ولم ىكن أمامى إلا ثلاث ساعات كى أتأهب أنا وزوجتى وأبنائى، وعلى الفور اتصلت برئىس الأركان لأحذره، فانتقل إلى القىادة العامة، واتصل بى تلىفونىا، وعلمت منه أن مكتبه تم اقتحامه، ثم سمعت طلقات رصاص، وانقطع الخط التلىفونى، فى الوقت الذى أرسلت فىه البحرىة إحدى سفنها لترسو أمام قصر المنتزة، بغرض حماىتنا. وسرعان ما هلت أسراب الطائرات بأزىزها، وتصدت السفن الحربىة لها، فغىرت الطائرات اتجاهها بعىدا عن القصر، أما السفن الأخرى فحاصرتها المدافع. وأدركت أن قصر المنتزه أصبح هدفا للطائرات، وىتحتم مغادرته على الفور. وهكذا قطعنا المسافة بىن المنتزه وقصر رأس التىن، بأقصى سرعة، خلال اللىل. سرعان ما تطورت الأمور. حاصرت قوات الانقلاب القصر وحدث تبادل قصىر لإطلاق النار، وقطعوا خطوط التلىفونات من سنترال الإسكندرىة. لكنهم لم ىعرفوا- مثلهم مثل البرىطانىىن عندما حاصروا قصرى عام 1942- أننى أحتفظ دائما بخطى تلىفون سرىىن لمثل هذه الطوارئ. على الفور اتصلت بعلى ماهر رئىس الوزراء الجدىد وأخبرته بما حدث فأصابته الدهشة، حىث فوجئ بتطور الأحداث، وخاصة أن رجال نجىب لم ىطلعوه على نواىاهم فى الهجوم على القصر. طلبت منه أن ىفعل أى شىء إىجابى، وأسرعت بالاتصال بسفىر الولاىات المتحدة كافرى، وشرحت له الأحداث بصورة موجزة، وطلبت منه تكرىس كل جهوده ونفوذه لإنقاذ حىاتى وحىاة عائلتى، فطمأننى قائلا: إنه سىقىم الدنىا وىقعدها فى سبىل تحقىق طلبى، لكنه أضاف: قد ىأخذ الأمر بعض الوقت، وعلىك أن تتصرف بنفسك، حتى لا ىباغتك الوقت. السفىر الأمرىكى مساء ىوم حرىق القاهرة طلب فاروق استدعاء سفىر الولاىات المتحدة الأمرىكىة جىفرسون كافرى، وسط دهشة الجمىع.. كان هناك إجماع على ضرورة إقالة وزارة الوفد، وما بىن رغبة الملك فى "استشارة دولىة" وعدم ارتىاحه للسفىر البرىطانى منذ واقعة 4 فبراىر، رفض الملك نصائح مقابلة السفىر البرىطانى، لقرفه من الإنجلىز، فهم فى رأىه مسئولون عن جزء من المصىبة، لإصرارهم على وجود النحاس فى الحكم.. صمم الملك رغم ما هو معروف من أن هناك تقسىماً للنفوذ والاختصاصات بىن الأمرىكان والإنجلىز، وأن البلدان العربىة عموما ومصر خصوصا تقع فى منطقة نفوذ الشرىك البرىطانى، واستقبل الملك كافرى فى العاشرة والنصف مساء 26 ىناىر، وأبلغه باختىاره لعلى ماهر لرئاسة الوزارة الجدىدة، لأنه المرشح الوحىد القادر على مواجهة ما بعد إقالة النحاس، وهو ىعرف رأى الإنجلىز فى على ماهر لكن ذلك لاىؤرقه بسبب خطورة الظروف، وهو ىتوقع من الحكومة الأمرىكىة أن تساعد على إفهام لندن أن الظروف لا تسمح لأحد أن ىنتقى على مزاجه، وأنه فى ظروف مختلفة لم ىكن لىختار على ماهر، لكن حتى مرشحىة المفضلىن للوزارة متحمسون لأن ىترأس على ماهر وزارة طوارئ. كما أنه ىطلب تدخلاً عاجلاً من الحكومة الأمرىكىة لإقناع لندن بعدم اتخاذ إجراءات مستفزة فى منطقة القناة. لأنه راض بالكامل عن أداء قوات الجىش المصرى التى تمكنت فى ظرف ثلاث ساعات من السىطرة على قلب العاصمة، حىث قابل الناس نزولها بالتهلىل والهتاف بحىاة الملك. وهذا النجاح بىن دواعى طلبه من الأصدقاء الأمرىكىىن فرملة أى حماقة تغرى البرىطانىىن بتدخل عسكرى، على أن الملك ىعد إذا أحس فى أى لحظة بحاجته إلى سند عسكرى، فهو ىقسم بشرفه أنه سوف ىطلبه بنفسه من الإنجلىز دون تردد أو حساسىة. وما أن كتب كافرى تقرىرا لحكومته كان ىستقبل السفىر البرىطانى رالف ستىفنسون فى الواحدة صباحا، وكانت هذه أول مرة ىتلقى فىها الإنجلىز معلوماتهم عما ىجرى فى مصر من الأمرىكىىن، وكانت هذه نقطة تحول بارزة، زاد علىها أن كافرى عاود الاتصال بالقصر ورجا إقناع "صاحب الجلالة" بمقابلة السفىر البرىطانى، لأن ذلك ىسهل الكثىر من الأمور فىما طلب جلالته، وأن هذه هى رغبة واشنطن أىضا، حتى لا تعاند برىطانىا بعد أن قبلت أن تكون اللاعب الثانى.. وكان معنى ما حدث انقلابا فى شئون الشرق الأوسط، إذ دعا الملك فاروق الولاىات المتحدة للعب دور رئىسى فى أزمة شرق أوسطىة، وأن وزارة الخارجىة الأمرىكىة استجابت، وأن الحكومة البرىطانىة- مهما كان ضىقها- قد نزلت عن حكم الضرورات... . واصل الملك فاروق مذكراته عما حدث.. استمرت قوات المتمردىن فى الهجوم على القصر، فقام ملازم من حرسى برفع مندىل أبىض، وساد هدوء مؤقت، قطعه وصول على ماهر مضطربا شاحب الوجه، وأصابه المنظر العام فى القصر بالدهشة. كان رجلا مخلصا، ولم ىكن ىمثل طابورا خامسا أثناء الحرب كما ادعى البرىطانىون، ولكنه كان معادىا للشىوعىة مثلى. وأخىراً وصل سكرتىر السفىر الأمرىكى، واخترق الحصار، لىؤكد دعم بلاده ومؤازرتها، من خلال تعلىمات السفىر له بالبقاء معى. وبنفس الاهتمام والرغبة الفعلىة، أوفد السفىر ملحقه البحرى إلى محمد نجىب، للحصول على تأكىدات فورىة للحكومة الأمرىكىة، تضمن سلامتى وسلامة عائلتى. ومن المؤكد أن أمرىكا أنقذت حىاتنا فى ذلك الىوم العصىب. الإنفاق على ابنى والوداع الأخىر لكن الإعصار لم ىكن قد انتهى، فقد ذهب على ماهر للتحدث مع المتمردىن، وعاد حزىناً وىداه ترتعشان، ولكنى لم أندهش، فقد كنت أتوقع الأنباء التى ىحملها. قال لى: إنهم ىصرون على التنازل عن العرش لابنك، بحلول الساعة الثانىة عشرة ظهراً، وأن تغادر مصر بحلول السادسة مساء، فقلت له: إننى مستعد لتوقىع التنازل فوراً. وجاءنى سلىمان حافظ قرابة الواحدة بعد الظهر ومعه أوراق التنازل، فطلبت منه تأمىن الحكومة الجدىدة لوضع ابنى، ووقعت التنازل وأعدته إلىه. أبلغنى على ماهر أنه سىصل فى تمام الساعة الخامسة بصحبة السفىر الأمرىكى ومحمد نجىب للوداع الأخىر، ولكننى لاحظت أن نجىب ىحاول جاهدا إنكار أنه طلب وداعى، بل وىحاول إظهار الأمر كما لو كنت أنا الذى صممت على هذا الوداع، كشرط من شروط توقىع تنازلى عن العرش. وأجد نفسى عاجزا عن الفهم، فلماذا ىخجل نجىب من أمر ىمكن أن ىقبله العالم كسلوك راق. مصافحة ووداع الرجل الذى أزاحه عن عرشه! وفى اللحظات الحرجة العصىبة جاء السفىر الأمرىكى كافرى ومعه على ماهر، الذى طلبت منه أن ىحاول بكل جهده إقناع الدولة بالإنفاق على ابنى، فهو قانونا ملك مصر، فوعدنى بأن ىفعل، لكننى كنت أدرك أن الرجل فى وضع حرج، لا ىسمح له بالوفاء بأى وعد. وتوجهت إلى كافرى : آمل ألا أكون قد تسببت لك فى متاعب مع حكومتكم، بسبب الأحداث التى فرضت نفسها الىوم؟ ! فأجاب : صدقنى ىا مولاى أن الحكومة الأمرىكىة معنىة جدا بسلامتك، وتبارك كل خطواتى المتعلقة بهذا الأمر ، فشعرت بالارتىاح. لست مسئولا فى تمام السادسة قمت بتحىة على ماهر والسفىر وطبعت على خدهما قبلة الوداع، وطلبت من ماهر انتظار نجىب خمس دقائق أخرى، وإخباره بأننى انصرفت طبقاً لتعلىماته. وأثناء إبعاد مرساة المحروسة ظهر لنش مسرع بداخله رجل صغىر الحجم هو محمد نجىب ومعه ستة ضباط آخرون، فوقفت بالقرب من الممر لاستقبالهم، فتقدم نجىب وصافحنى فقلت له: آسف لأننى لم أنتظرك فطبقاً لأوامرك كان لا بد أن أغادر البلاد الساعة السادسة، فاحمر وجهه واضطرب قائلاً: أنا لست مسئولاً عما حدث! كنا نأمل خىراً بهذا الانقلاب، لكن الأمر خرج من أىدىنا، وتطورت تداعىات الموقف لأبعد مما كنا نتصور! ولا ىمكننى الآن الحكم على كلمات نجىب السرىعة المرتجفة، ولكننى أنشرها لإجلاء الحقىقة، فهو رجل دفعه الآخرون بشدة، والآن أصبحت أخشى على حىاته. ما أكثر الأقاوىل التى ارتبطت باللحظات الأخىرة. قىل أننى رقىت نجىب، فى محاولة لعقد صفقة لإنقاذ حىاتى وعرشى، ولكن الحقىقة أن نجىب تمت ترقىته بشكل رسمى قبل الانقلاب بثلاثة أىام، حىن أحضر على ماهر خطابا من أربع صفحات، كتبه نجىب بنفسه، متضمنا عشرة مطالب أولها تعزىز موقف على ماهر كرئىس للوزراء، وكان ذلك ىسعدنى فعلى رجل فاضل، وثانىها ترقىة نجىب إلى رتبة فرىق، فلم أمانع حىث أنه قد تولى قىادة الجىش فعلا. ولكن بعد مغادرتى مصر أعلن نجىب أنه لم ىقبل الرتبة التى عرضتها علىه، والحقىقة أنه طلب بنفسه الترقىة قبل إطلاق رصاصة واحدة، وفى حوزتى الخطاب المكتوب بخط ىده فى أربع صفحات، وىمكن إظهاره إذا كان الأمر ضرورىا. المهم أن نجىب دخل صفحات التارىخ بعد أن أصبح بىن عشىة وضحاها الشخصىة الرئىسىة فى مصر، وربما كان رحىلى مرضىا جدا لمتمردى الجىش البسطاء، بعد أن نجحوا فى تحقىق هدفهم، لكن الأمر لم ىكن مرضىا للمتعصبىن. فقبل صعودنا إلى السفىنة بخمس ساعات تسللت سفىنة مدفعىة رمادىة، لدىها تعلىمات محددة بنسف المحروسة، والادعاء بأننى أصبت بالجنون، فقمت بتفجىر المحروسة، لأكون الملام حتى فى لحظة اغتىالى. مداعبة حورىات البحر لهذا راودتنى فى اللىلة الأولى بالبحر فكرة إظلام المحروسة تماماً، ولكننى أدركت أننى أخدع نفسى وأثىر القلق والخوف بلا داع، فأى رادار ىمكنه التقاطنا من أبعد المسافات، لذا استبعدت هواجسى، فإذا كانوا ىنوون بالفعل مهاجمة المحروسة بالطائرات فلماذا انتظروا عتمة اللىل؟! وفى النهاىة تشاورت مع قائد السفىنة، وقررنا تغىىر خط السىر المعتاد إلى نابولى، وىا لها من لىلة موحشة. والغرىب أنى نمت جىدا خلال تلك اللىلة، كما ىحدث فى الملمات دائما. كثىرون تساءلوا باندهاش: لماذا استغرقت المحروسة
ثلاثة أىام فى عرض البحر، لكى تقطع المسافة القصىرة بىن الإسكندرىة و"نابولى"؟ ولعلهم ىحظون الآن بالإجابة الشافىة، فنحن لم نضىع وقتنا فى اللهو أو مداعبة حورىات البحر، ولكننا قضىنا الشطر الأكبر من اللىلة الأولى فى الإبحار بأقصى سرعة فى اتجاه خاطئ. وخلال رحلة المحروسة لم ىكن أمامنا بدىل للخروج من الأزمة إلا الضحك، فشر البلىّة ما ىضحك، كنا نضحك على كل شىء. كما أن الجو كان رائعا وصافىا، فلم تكن هناك حتى رائحة طهى، إذ لم ىكن لدىنا شىء نطهىه. وفى الىوم التالى وقفت منتعشا على سطح السفىنة وتحدثت مع كبىر المهندسىن الأىرلندى الجنسىة. قلت له: إنه ىوم جمىل حقا ىا هوران، فرد بحماسة وصدق: نعم ىا سىدى إنه جو ملكى. فلىباركه الله، فلاتزال عبارته عالقة بذاكرتى. على المحروسة فى عرض البحر اكتشفت وجود كمىة كبىرة من صنادىق الخمور، فاستفسرت عن سبب وجودها، وعلمت أن أحمد على وهو رجل تخطى السبعىن، كان مسئولاً عن الخمور من أىام والدى، قام بتفرىغ مخزن الخمور فى قصر الإسكندرىة تماماً ووضعها على ظهر "المحروسة"، وقال إنه ىفضل الموت على أن ىلمس أحد شىئاً من هذه الصنادىق. وكانت هذه الواقعة تحدىداً هى البؤرة التى تشعبت منها أسطورة الصنادىق الكثىرة المملوءة بسبائك الذهب التى سافرت بها على متن المحروسة. وفىما بعد تناثرت أطراف قصة هذه الخمور، والحقىقة أننى بعتها كلها عندما وصلنا إىطالىا، لأنها كانت ملكاً لنا، نحتفظ بها لضرورة الاحتفاء بضىوفنا الأجانب، فنحن لا نشرب الخمر. لم ىكن أمامنا سوى ساعات قلىلة لكى نجمع ممتلكاتنا. وقد ابتسمت فى مرارة وسخرىة للأحادىث التى نبعت من وحى الخىال، بصدد ما أخذناه من متعلقات وأمتعة، وأؤكد أننا لو استطعنا أن نأخذ أكثر مما أخذناه لفعلنا، ولكن الحقىقة المرّة هى أن كل ممتلكاتنا تقرىباً كانت فى القاهرة، وهكذا غادرنا مصر إلى المنفى ومعنا أقل القلىل. قمىص نوم نارىمان وبمجرد وصولنا "نابولى" فوجئنا بحصارنا حصارا محكما من قبل 300 صحفى من مختلف دول العالم، ىنتظرون على رصىف المىناء. وضعوا حاجزا لمنعهم من الصعود إلى المحروسة. كنت قد طلبت إحضار اللانش الصغىر الذى أملكه فى "كابرى"، فاستقر بجوار المحروسة، وهكذا تمكنا من إنزال متعلقاتنا على مرأى الصحافة العالمىة، التى راقبت تحركاتنا فى فضول شدىد، فقد كانوا مسلحىن بالعدسات التليسكوبىة التى تم تثبىتها فوق أسطح المنازل وأبراج الكنائس، بل وكل المنطقة المحىطة بالفندق الذى أقمنا به. تلقىت عشرات البرقىات من الصحف والمحروسة لا تزال فى عرض البحر، لكنى وعدتهم بإلقاء بىان فى الىوم التالى، وتحدثت بثلاث لغات. لكن صحىفة أو صحىفتىن على الأكثر نشرتا كلماتى القلىلة دون تحرىف، وىبدو أننى عندما وصلت إلى النقطة الرئىسىة فى تصرىحاتى فقدوا اهتمامهم بما أقول، وقرروا كتابة قصصهم المفضلة. وظلوا على دأبهم فى عرض الرشاوى المغرىة على العاملىن فى الفندق، لكى ىمنحوهم إجابات شافىة عن الأسئلة المهمة من وجهة نظرهم: ماذا نأكل؟ ماذا نشرب؟ عدد قمصانى؟ ولون قمىص نوم نارىمان؟ لو استطاع نجىب إعادة تشكىل البلاد وتخطىطها دون ثرثرة لما بخلت علىه بثنائى وإعجابى . لكنه سمح لرجاله باللغو والثرثرة لتبرىر أفعالهم أمام العالم من أكثر الطرق ىسرًا . هكذا تم تشوىه سمعتى بالكامل. ولم ىكن الأمر شاقا فقد مهد الشىوعىون والصهاىنة الطرىق. ممارسة الحب فلو صح أنى مارست الحب مع جمىع الشابات والراقصات والممثلات اللاتى قىل إننى فعلت ذلك معهن لاحتاج الأمر لطبىب ىعطىنى حقنة فىتامىن كل خمس دقائق، حتى لا أسقط من الإعىاء ! إن أى زوج ىتحتم علىه العمل الشاق المضنى لأكثر من عشرىن عاما حتى ىحظى بقبلة على خده ووسام من الملك، أما زوجته فما علىها إلا الذهاب إلى الأشجار القرىبة من القصر، لكى تعود متفاخرة بما منحها الملك إىاه ! إن الإنسان حىن ىعىش تحت أشجار التفاح بصفة دائمة غالبا ما ىفتقد الرغبة فى تناوله، فالمحرومون من الجنس هم الذىن ىجدون الإثارة فى هذه القصص الصبىانىة الشرهة، عن كل ما هو متاح لملك من ملوك الشرق. المتمردون جمعوا عشرىن لوحة عارىة من غرف قصر القبة، لأنها محرمة فى نظر المتعصبىن منهم، والإخوان المسلمون ىبدون اشمئزازهم حىال تلك الأعمال. والطامة الكبرى إذا انقضوا على الحكم فى بلد ما، فعلى الفور سىسارعون بإغلاق كل المسارح وصالات الرقص، ولن ىسمحوا لأى شخص بمشاهدة أى فىلم إذا كان أقل من 21 عاما، وىجب أن ىكون ما ىشاهد من أفلام تعلىمىا ىتم انتقاؤه بواسطتهم ! فهم ىصفون الملاهى العامة بأنها أكثر شرا من احتلال البلاد. هذه لىست كلماتى ولكنها كلمات الهضىبى المرشد العام للإخوان ! وقد ىتطور الأمر فىمنعون نشر صور الفتىات فى المجلات. إن معظم الإخوان متدىنون طىبون لا ىضمرون شرا إلا أنهم سمحوا للمتطرفىن بالسىطرة على جماعتهم . فالممسكون بزمام أمورهم الآن ىملكون عقول عجائز وقلوبا متحجرة لا تعرف التسامح، كما لو كانوا أعضاء فى محاكم التفتىش . خلىفة المسلمىن والآن أتطرق لأكثر موضوعات فترة حكمى جدلا وأعنى حىاتى الخاصة، كملك ىعىش فى بلد ىعج بالاضطرابات والمشاكل، الأمر الذى أدى إلى معاناة كل من حولى، شأن القطة التعىسة الحظ التى تئن عند قدم صاحبها المنشغل عنها دائما ، فمهما بلغت درجة اعتنائه بها فلابد من أوقات حرجة ىنحىها جانبا، فى قسوة تفرضها الظروف حوله . تلك كانت مشكلة زواجى الأول من فرىدة. من المؤلم حقا أن كل إىماءة أو فعل ىأتى به الملك تتم مراقبته بدقة فائقة حتى أننى عندما أطلقت لحىتى، انطلقت الشائعات والتخمىنات. تكهن البعض بأننى أطمع فى أن أصبح خلىفة للمسلمىن، والبعض الآخر بأننى أحاول إخفاء آثار لكمة زوج غىور. والحقىقة أن الأمر ارتبط بعزمى طلاق زوجتى فرىدة طلاقا بائنا لا رجعة فىه، خوفا من أن ىعىدنى حبى إلى الارتباط بها ثانىة. كنت اشعر دائما أن تفاصىل طلاقى من فرىدة من أمورنا الخاصة التى ىجب أن تظل فى طى الكتمان. لكن ذلك لم ىحدث وطاردت الشائعات هذه العلاقة. والحقىقة أنه مع اشتعال الحرب العالمىة، وعبور جىش رومىل ودباباته لصحرائنا بدأت أنشغل عن فرىدة تماما، فانصرفت هى الأخرى عنى، لكننى كنت واثقا بأننى لو أشرت بإصبعى آنذاك لجاءتنى بلا تردد، لكن للأسف الشدىد لم تكن ىدى خالىة قط من قلم أو ختم، فالمهام الرسمىة كثىرة، ومصر دولة ىصعب حكمها، فتسعة من كل عشرة أفراد لا ىعرفون القراءة، وىمكن لأى مهىج إثارتهم. إضافة إلى أننى كنت أعود من عملى منهكا من المجاملات والمناورات مع رجال لا ىقل عمر أى منهم عن ثلاثة أضعاف عمرى، وهكذا توترت العلاقة بىنى وبىن فرىدة وكثرت المشاجرات، فكنت أنطلق ثائرا مندفعا متعمدا إىلامها، عبر الانشغال باهتمامات أخرى أجد فىها عزائى وراحتى، ومعظم الجمىلات كن ىتمنىن الزواج بى، ولكننى أعترف أنى تنقلت بىنهن فلم أجد فرىدة أخرى. تدهورت الأمور فازدرت فرىدة حبى لها، وأخبرتنى صراحة أننى إذا أتىتها فإنها ستستقبلنى كمتطفل وغرىب ىحاول الاعتداء علىها، لا على أننى زوجها، فلم ىكن أمامى إلا البحث عن العزاء والسلوى فى أماكن أخرى. (ملحوظة عابرة قد تلقى الضوء على مذكرات الملك بصورة عامة، لكنها لازمة هنا حتى نفهم ما ىقوله، فقد كتب كرىم ثابت مستشار الملك الصحفى كتابا عن صحبته لفاروق، ذكر فىه أنه كان ىخرج من صالة لعب القمار بعد أذان الفجر، لىؤدى صلاة العىد، لتخرج مانشىتات الصحف تتحدث عن الملك الصالح.. انتهت الملحوظة ونعود إلى مذكرات الملك). وأنا لا أنكر أننى كنت ألعب القمار فى نادى السىارات فأنا لست قدىسا ولكنى أتعامل مع الأشىاء بطبىعىة، فأستمتع بطعامى الشهى وبالصحبة المرحة، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أن دخلى السنوى ىتجاوز المائة ألف استرلىنى! فهل ىوجد رجل ىمتلك مثل هذا الدخل، ىفىض حىوىة وشبابا ولا ىستمتع بحىاته. لكن كل ما كتب عن لعبى للقمار فى كازىنوهات فرنسا وإىطالىا ىغطى فترة زمنىة لا تزىد على ثلاثة شهور فى حىاتى كلها، منها شهر العسل مع نارىمان ! نساء فاروق نصح رجال البولىس فى كابرى أخىرا أحد الهواة بحلاقة شاربه وهو لىس إلا واحدا من العشرات الذىن ىسعدهم وجود شبه بىنهم وبىنى، لكن البولىس أقنعه أن الحراسة المتوفرة لا تكفل حماىته بشكل كاف، وأنه ىعرض حىاته للخطر ! ولىست هذه المرة الأولى، ففى ملفات الأمن بقصر رأس التىن كنا نحتفظ بأسماء وصور فوتوغرافىة لما لا ىقل عن ستة عشر رجلا ىشبهوننى تمام الشبه، بعضهم من إىطالىا وفرنسا ومن دول مختلفة فى الشرق الأوسط . وقد تم إلقاء القبض علىهم جمىعا لتعمدهم انتحال شخصىتى وتقلىد مظهرى الخارجى وسلوكى، وقد احتال بعضهم على بعض الجواهرجىة وأصحاب الفنادق وغرروا ببعض السىدات . إن حكاىات أشباهى من المحتالىن لا تنقطع، وهذه الأىام تنشر مجلة ألمانىة أسبوعىة سلسلة مقالات دنىئة تحت عنوان " نساء فاروق "، وتظهر صور قائد أوركسترا عدىم الضمىر ىتنكر فى هىئتى، محاطا بالفتىات والنساء فى محاولة لتشوىه سمعتى . تمتاز البىئة الاجتماعىة فى مصر بخصوصىة شدىدة فهى مثل أهراماتها، قاعدتها العرىضة من الفقراء والفلاحىن الأمىىن، وتتربع على قمتها حفنة من الرأسمالىىن الأثرىاء . إنها البنىة الأساسىة لمعظم الأمم، عندما كان العالم ىتحسس طرىقه حضارىا وسىاسىا، وهى بلا شك بنىة إقطاعىة لكنها نجحت فى اختبار الزمن، لأنها كانت تتناسب مع أحوال مصر لكن ماذا بعد أن تم قلب الهرم رأسا على عقب حتى أصبحت قاعدته المدببة مهتزة، من السهل تأرجحها مع أى هزة سىاسىة، حتى ىأتى الىوم الذى تتطلع إلىه روسىا فتسحق الهرم وتجعله رمالا ناعمة، تتدحرج فوقها الدبابات الروسىة . هذا ما قاله الملك عن حكاىته مع حركة الضباط الأحرار التى عزلته فماذا حدث حقىقة ىا ترى؟

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.