وقفات واعتصامات يقوم بها الثوار احتجاجا علي تردي الأوضاع السياسية خصوصا بعد قرب مرور عام علي ثورة يناير والثوار وصفوا ما يحدث بالتراجع والتخاذل عن تحقيق مطالب الثورة الأساسية. تلك الوقفات تبعتها مجموعة من الأحداث، والمصادمات، بين رجال الشرطة، وعناصر من الشرطة العسكرية، والجيش، من جانب، وبين الثوار من جانب آخر، استخدمت فيها وسائل عديدة، بداية من الحجارة إلي الرصاص الحي، مرورًا بالقنابل المسيلة للدموع، وكرات النار، وطلقات الخرطوش. وراح ضحيتها العديد من الشهداء. موقعة "الحواوشي" كما سماها الثوار، والتي تسمم فيها أكثر من ستين حالة، أخذت حيزا كبيرا من اهتمام الصحافة الورقية والإليكترونية، وكذلك ما حدث في شارع قصر العيني، أثناء فض اعتصام مجلس الوزراء بالقوة، وما استتبعه من سحل وتعرية لفتيات متظاهرات، واستشهاد 17 شهيدا حتي الآن. وفي إطار خدمة التواصل التي تقدمها أغلب المواقع الإليكترونية، الإخبارية منها خصوصا، يتم تخصيص حيز لتعليقات القراء. بمرورنا علي الأخبار التي تناولت هذه الموضوعات، اكتشفنا كما كبيرا من الشماتة ضد الثوار. موقع "بوابة الأهرام", جاءت التعليقات علي خبر حادثة الحواوشي. والذي كان عنوانه "اصابة 36 من معتصمي مجلس الوزراء بحالة تسمم بعد تناولهم وجبة الحواوشي", ومن التعليقات التي وردت علي هذا التحقيق والتي تميزت جميعها بالهجوم علي معتصمي التحرير: «هذه هي النتيجة الاخيرة لهؤلاء المتسولين فهم دعاة للتسول ومد اليد»، و«ياجماعة دول مش ثوار ولا بلطجية دول عوطلية ولا وراهم شغلة ولا مشغلة عشان كدة بيشحتوا اللقمة من اي حد»، و«اللي بيحصلهم ده انتقام من السما لأنهم عايزين إيه بس ماالمجلس حيرجع لاهالي الشهدا حقهم»، و«الثوار دول بلطجية وصيع». لم يكن هذا هو الخبر الوحيد الذي نشره موقع "بوابة الاهرام" فيما يتعلق بحادثة الحواوشي المسمم, فقد نشر الموقع ايضا تحقيقا تحت عنوان "غضب علي مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الحواوشي المسمم". ومما كتب من تعليقات علي هذا التحقيق والتي لم تختلف كثيرا عما سبقه: «غضب ايه الستم انتم من تحبون اكل السحت والعيش عالة علي المجتمع»، و«بدل الوقفة دي وكلامكم الفارغ روحوا اشتغلوا احسن». في موقع جريدة «الدستور» الأصلي، خبرا بعنوان "بعد موقعة الحواوشي شخصيات عامة يشاركون بمظاهرات ضخمة الجمعة أمام مجلس الوزراء" وقد كان لهذا التحقيق أيضا نصيب من التعليقات التي وردت عليه ولكن هذه المرة لم تعرب التعليقات عن رؤية نابعة من زواية واحدة وإنما أعربت عن آراء من زوايا ووجهات مختلفة فنجد منها علي سبيل المثال: «مازال المجلس العسكري يمارس أساليبه القززة ضد اشرف ما انجبت مصر»، و«الحل هو عمل حائط بشري للوقوف أمام المعتصمين دول الدكتور الجنزوري يدخل يشوف شغله»، و«المجرم هو المستفيد من الجريمة اللي عايز يزيح الانتخابات يعني الداعين للمظاهرة»، و«اتقوا الله في مصر وفي العطله اللي عملتوها». شهدت تعليقات القراء، علي أخبار أحداث مجلس الوزراء، تضاربا كبيرا، خصوصا علي مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلي مواقع الأخبار. فقد نشر احد المواقع الاخبارية والمعروفة علي شبكة الانترنت باسم "يامزاج" تحقيقا تحت عنوان "الجيش المصري يعري محجبة ويضربها بالفيديو والصور" مزودا بصور تتعلق بالفتاة التي تم سحلها وتعريتها في الميدان، وكان لهذا التحقيق كما ضخما من التعليقات والآراء المختلفة المتعلقة عن تلك الواقعة ونجد منها: «حتي ولو كانت مخطئة مكنش لازم يتم التعامل معها بالطريقة البشعة دي»، و«ياشباب الفلول وايه بقي اللي يجيب فتاة محجبة وسط الشباب»، و«كفاية افتري علي الجيش لان الصور والفيديوهات دي مفبركة»، و«واضح انك لا بتشوف ولا بتفهم لانها مفبركة ازاي ماهي سليمة قدام عينك اهو»، و«تستاهل اللي يجري ليها عشان تبقي موجودة وسط الرجالة كويس وتعمل حسابها انها تلبس عباية بكباسين»، و«دول ناس عايزين يعملوا فتنة بين الجيش والشعب»، و«ماتت قلوب الحكام واصبحوا مصاصي دماء ودماء من؟ المواطن الغلبان». ومن جانب آخر نشر الموقع الاليكتروني التابع لجريدة "الشعب" تحقيقا تحت عنوان "صحف العالم تنتقد همجية الجيش تجاه تعرية فتاه وضربها بالبياد", ومما نشر من تعليقات علي هذا التحقيق: «الصحف دي مش عايزة من نشرها لاخبار مصر الا نشر الفتنة خصوصا أن الاسلامين اصبح من المتوقع أنهم يتولون شئون مصر في المرحلة اللي جاية»، و«من الضروري رحيل المجلس العسكري وكل واحد ضرب الفتاه مش"راجل"». من الصعب أن تخلو مواقع التواصل الاجتماعي التي اندلعت من جعبتها شرارة الثورة من الآراء والتعليقات المختلفة من قبل مختلف الشباب تجاه ماحدث للفتيات في قلب الميدان فنجد مما قيل علي تويتر: «لابد من رحيل المجلس العسكري لانه تجاوز كل الخطوط الحمرا»، و«مسمين نفسكوا ثوار اديكوا اخدتوا اللي تستاهلوه»، و«مش لازم نسكت علي اللي حصل دي طعنة لكل رجالة مصر». وعلي صعيد آخر نشر أحد أعضاء صفحة علي الفيس بوك معروفة باسم "حزب نبض مصر" خبرا عن احدي ناشطات حركة"6 ابريل" وهي "غادة كمال" علي موقع "مصراوي" تروي فيه ما حدث لها من اعتداء وضرب وصفته خلال حديثها بالمبرح والذي يخلو من الرحمة وكيف تم احتجازها باحدي الغرف بمجلس الشعب هي وآخرين مشيرة في كلامها إلي اسم الضابط الذي هددها علي حد قولها إنه لن يتركها تخرج وأن خرجت سيضربها بالنار علي مرءا ومسمع الجميع في الميدان. فكان مما قيل من تعليقات علي هذه الصفحة ردا علي هذا الخبر: «ولما هي خايفة علي نفسها بتروح وسط الشباب والرجالة ليه». ومن جانب اخر نشر علي صفحة الشيخ "محمد عبد المقصود" رأيه في انه ينتقد تلك الفتاة لأنه علي حد وصفه كانت ترتدي عباءة بكباسين وكأنها تقصد أن يحدث لها ذلك واصفا أنه "هان عليها جسدها لتظهر هكذا وتساعد علي من طلب منها اشعال الفتنة بين الجيش والشعب. وعلي الرغم من أن مشتركي هذه الصفحة هم من محبي الشيخ "محمد عبد المقصود" إلا أن بيانه هذا لم يجد سوي تعليق واحد ينتقد فيه هذا البيان مستشهدا بما قام به الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بطرد اليهود كافة من المدينةالمنورة حينما قام احدا منهم بطلب الجلوس من احدي السيدات المسلمات قاصدا نظرا إلي أن الكرسي الذي طلب منها الجلوس كان عليه مسمار واراد أن يتم قطع ما ترتديه هذه السيدة المسلمة بغرض الاسائة إلي النساء المسلمات أشار التعليق إلي أنه لابد وأن نسير كما أمرنا الرسول الكريم سواء تمثلت هذه الأوامر في اقوال او افعال.