تصدر فيلمك الأخير للإيرادات يؤكد أن ذوق الجمهور السينمائي لم يتغير بعد الثورة ،فكيف تري هذا الأمر ؟! نحن لم ندع أننا صنعنا فيلما لنشارك به في مهرجان «كان» ولا ذهبنا لتأجير قاعة لعرض الفيلم هناك لنقول انه شارك في المهرجان ! نحن قدمنا فيلما كوميديا خفيفا،أهم شيء أنه بعيد عن الإسفاف ولا يوجد به مايوهات وأغنيات مسفة حتي الأغنيات التي قدمناها بالفيلم كانت مناسبة وموظفة دراميا بشكل صحيح سواء أغنية "الديب من ديله" أو الأغنية التي تم غناءها بعد وفاة الأم ،وليس من المعقول أن تطلب من الجمهور أن يغير ذوقه فجأة، لكنني أري أن الجمهور فعل شيئا جيدا جدا وهو أنه أوفي بعهده وقاطع فيلم "الفيل في المنديل" حتي ان السبكي اضطر لرفع إعلانات الفيلم من الفضائيات وأعتقد أن إسعاد يونس قد قامت أيضا برفع الفيلم من عدد كبير من دور العرض لأنه لم يكن يحقق إيرادات فالناس نفذت تعهدها بمقاطعة الفيلم بسبب تصريحات طلعت زكريا المسيئة للثوار وإصراره علي عدم الاعتذار وهذا درس لكل من أخطأ في حق شباب الثورة ليعتذروا عن كلامهم الذي قالوه أثناء الثورة. ما ردك علي اعتراض أحد النقاد علي مهنة البطل وقوله أنه لا يوجد من يعمل طيارا ويتميز بهذه السذاجة وعدم المعرفة ؟! ومن أين سيأتي الإضحاك ، فلننظر مثلا إلي جيم كاري كما أن كل الطيارين ليسوا عباقرة وبالتأكيد نحن صادفنا في حياتنا طيارين يمزحون ويتصرفون بتلقائية ويجب أن نتفق علي أن الدراما مختلفة عما نراه في الواقع فلو أخذنا الأمر بهذه الطريقة فلن نصدق أن يلتحق صعيدي بالجامعة الأمريكية ويتصرف بمثل هذه السذاجة أو أن يسافر شاب ساذج إلي هولندا ويواجه العديد من المشاكل ليصبح في النهاية من أكبر رجال الأعمال هناك ،لذا يجب أن نعترف أن السذاجة هي وسيلة من الوسائل التي نستخدمها لإضحاك الجمهور. رأي البعض أن الطفلة جنا كانت عامل جذب لجمهور الأطفال بسبب تلقائيتها في الأداء بينما تحفظ أصحاب هذا الرأي علي أن الافيهات والمواقف التي تناولها الفيلم غير مناسبة للأطفال ،فما تعليقك ؟! لا يوجد شيء اسمه غير مناسب للأطفال في السينما ففي السينما الأمريكية مثلا عندما نشاهد فيلم "وحدي في المنزل" فسنجد أن كل ما به غير مناسب للأطفال مثل استعانة الطفل بالسكاكين والكهرباء والقفز من فوق أسطح المنازل وكذلك فيلم baby day aut عندما يزحف الطفل بين السيارات المسرعة أو يصعد أعلي ناطحة سحاب ،فمن المؤكد أن كل ما حدث في هذين الفيلمين غير مناسب للأطفال لكن الفيلمين أضحكونا كثيرا وكذلك في فيلم "سامي أكسيد الكربون" فنحن نضحك لأن الطفلة تتكلم كلاما أكبر من سنها ،ولكن المهم أن كلامها ليس مشينا أو به إسفاف . الاستعانة بالأطفال هو العامل المشترك في أغلب أفلامك،فما وجهة نظرك في ذلك ؟! هذا الأمر جاء بالصدفة البحتة ولم يكن متعمدا من جانبي فعندما يأتيني سيناريو فيلم به أطفال أجد نفسي مغرما به وقد اكتسبت خبرة كبيرة من فيلمي الأول "فرح" الذي كان مليئا بالأطفال وأرهقوني جدا في معاملتهم لكنني خرجت من هذا الفيلم وأنا لدي المعادلة السحرية للتعامل مع الأطفال وهي أن تعرف كيف تجعلهم يحبونك وفي الوقت نفسه يخافون منك ويسمعون كلامك ،وفي أفلامي الأخيرة أصبحت أعمل بطريقة ورش العمل حيث ان لدي تخصصات في كل شيء فعلي سبيل المثال يقوم الدكتور فريد النقراشي بتدريب الأطفال والوجوه الجديدة علي تمثيل أدوارهم . اقتباس الأفكار من أفلام أجنبية اتهام وجه لأكثر من فيلم من إخراجك؟! لا أري عيبا في ذلك ،إذا قيل ان فيلم "الحب كده" مأخوذ عن فيلم أجنبي أو فيلم euc مأخوذ عن فيلم accepted لكنك عندما تشاهد الفيلم المصري تجده مختلفا تماما عن الفيلم الأجنبي من حيث المعالجة والتناول فهناك فرق بين أن تأخذ الفيلم كما هو بالضبط عن فيلم أجنبي وتنقله باللقطة مثلما كان يحدث منذ عشر سنوات في بعض الأفلام التي لا أجد داعيا لذكر أسمائها وبين ما فعلناه نحن بهذه الأفلام حيث قمنا بتمصيرها لتتناسب من ذوق الجمهور المصري والعربي . وأغلب الأفلام التي كانت موجودة في الستينات والسبعينات مأخوذة عن أفلام أجنبية ومازلنا نحبها ونتابعها بشغف . من وجهة نظرك كأحد صناع السينما ما رؤيتك لمواجهة ظاهرة سرقة الأفلام وعرضها علي شبكة الإنترنت ؟! المسألة سهلة جدا وسبق أن طرحناها أكثر من مرة فهذه الأفلام يتم طرحها علي مواقع معروفة ومعروف أيضا من يديرونها ويعملون بها ومن السهل الوصول إليهم لكنني أري حالة من التراخي وربما التواطؤ لكي يظل هؤلاء فيما هم فيه وحتي لو وصلوا إليهم فلا يوجد قانون يغلظ العقوبة وسيستمرون فيما هم فيه طالما لا يوجد قانون صارم ،ظاهرة سرقة الأفلام من دور العرض سهل جدا مواجهتها عن طريق تركيب جهاز حول الشاشة أثناء عرض الفيلم وسعره ليس غاليا يعيق تصوير الفيلم من صالة العرض ،سرقة الأفلام من دور العرض هي جريمة يتم ارتكابها في حق العديد من الأسر التي تعمل في السينما ومن يفعل ذلك فهو إرهابي يجب مواجهته لأنه يدمر صناعة والمسألة أصبحت علنية وكأنها شيء مشروع فقد فوجئت بفيلم "سامي أكسيد الكربون" يباع بإحدي محطات البنزين فهل يعقل هذا . لمن أعطيت صوتك في انتخابات نقابة السينمائيين ؟! علي بدرخان طبعا ،فأنا لا أري أحدا أنسب منه فهو أولا سينمائي وأنا لست ضد من هو تليفزيوني لكنني ضد حشو كل من ليس له علاقة بالنقابة فلا يصح أن يكون كل السعاة في مبني التليفزيون أعضاء بنقابة السينمائيين ولا يصح أن أركب تاكسي لأكتشف أن السائق عضو بنقابة السينمائيين وعندما استفسر منه يقول لي ان الأستاذ ممدوح الليثي أعطاها لي ! لا يصح أن يكون سائق أحمد السبكي عضوا بالنقابة ،وليس معقولا أن يتم رصد مليون ومائتي ألف جنيه لمصيف الأعضاء بمارينا بينما لم تتجاوز المعاشات طوال العام سبعمائة ألف جنيه أيهما أولي بالزيادة . لذا فيجب أن يكون النقيب سينمائي حتي يتفهم ما يحتاجه أعضاء النقابة ،مع اعترافي الكامل بحقوق التلفزيونيين المنضمين للنقابة والتي يجب حفظها ومن حقهم أن يشعروا بأنهم أعضاء في النقابة ولا أجد ضررا في أن نطلق عليها نقابة السينمائيين والتليفزيونيين . ولمن سيعطي أكرم فريد صوته في انتخابات الرئاسة ؟! أعتقد أن الرئيس الذي أحلم به لم يظهر علي الساحة بعد. هل الفنان لابد أن يكون له موقف سياسي ؟! بالتأكيد ،حتي ولو كان موقفا سلبيا لذلك فأنا لست مع القوائم السوداء التي وضعها الثوار ،فلا يجب أن ندمر كل من أيد الرئيس السابق فهذا رأيه وهو حر فيه ،أنا أوافق علي وضع قائمة سوداء لمن سبوا الثوار وقالوا عنها كلاما كاذبا فهؤلاء يستحقون العقاب ولكن مثلا عمرو دياب فضل الصمت لم يؤيد الثورة كما لم يؤيد الرئيس السابق ،الفنان عموما يجب أن يكون له موقف فهو دائما مثل أعلي وله العديد من الشباب الذين يؤيدونه في أفكاره . أغلب الفنانين الذين تواجدوا مع الثوار في ميدان التحرير اعتبروا من لم ينضم إليهم عدوا لهم ،فما تعليقك ؟! هذا أمر خاطئ تماما ،فهذه ليست الديمقراطية التي ننشدها ،فكل واحد حر في رأيه ومن أراد أن يقف في ميدان التحرير فليقف ومن أراد أن يقف في ميدان مصطفي محمود فليقف ولكنك لست حرا في اتهام المتظاهرين بممارسة الجنس الجماعي أو تعاطي المخدرات في التحرير أو أن تطالب بحرقهم في هذه الحالة أنت لست حرا ،وحتي هذه اللحظة كل شخص حر في رأيه فقد آن الأوان لوجود الرأي والرأي الآخر بعد أن عانينا طويلا من وجود رأي واحد فقط . ما رؤيتك لشكل السينما بعد 25 يناير ؟! علي المدي الطويل سيتحسن الوضع السينمائي كثيرا وليس علي المدي القصير فلا يصلح أن أحضر شخصا لا يعرف القيادة وأعطيه سيارة وأجعله ينطلق بها يجب أن يتعلم أولا ،فلا يجب أن يكون حال السينما متعثرا لمدة ثلاثين أو أربعين عاما ونتصور أنه سيتحسن خلال أشهر قليلة فنحن نحتاج لخمسة أعوام حتي نلمس ذلك التغيير ،وخلال تلك الفترة يجب أن نغير القوانين حتي يتحسن الوضع ،يجب أن نقضي علي الاحتكار ويجب أن نهتم بصناعة السينما المستقلة بصورة جيدة ونهتم بمشاركتها في المهرجانات ونتيح لها العرض في السينما بصورة أكبر مما هو متاح . لماذا لم تلتحق بمعهد السينما مباشرة بعد الثانوية العامة والتحقت بكلية الطب البيطري ؟! والدي رحمه الله ،استنكر تماما أن التحق بمعهد بينما كنت حاصلا علي مجموع كبير وكان مجموعي مناسبا للالتحاق بكلية الطب البيطري فالتحقت بها وبعد تخرجي فيها التحقت بمعهد السينما . أعربت عن سعادتك بعرض فيلم euc بعد الثورة ،فلماذا ؟! سعدت لأنه كان أول فيلم يتم عرضه ليحرك المياه الساكنة فكل أصحاب الأفلام كانوا متخوفين من طرح أفلامهم ،ورغم أنه لم يحقق الإيرادات التي يأملها الناس إلا أنه حقق ما كانت تأمله شركة الإنتاج والجميل أنه شجع الآخرون علي طرح أفلامهم فطرح بعده فيلم «سفاري» ثم «الفاجومي» و«صرخة نملة» ودارت العجلة من جديد . لماذا توقف فيلم "صنع في أمريكا" الذي كنت تحضر له في العام الماضي؟! الفيلم لم يتوقف ولكن تم تأجيله لأن ميزانيته كبيره حيث انه يضم ممثلين من جنسيات مختلفة وسيتم تصويره بالكامل في أمريكا فنحن لا نريد أن نقدم فيلما مثل الأفلام التي تم تصويرها في أمريكا من قبل وإنما نريد صناعة فيلم يشبه فيلم "اسمي خان" حيث نتناول من خلال الفيلم الفجوة والهوة الفظيعة بين الثقافة الأمريكية والأوروبية من جهة وبين الثقافة العربية من جهة أخري خاصة مع زيادة تلك الهوة بعد أحداث 11 سبتمبر لذلك فالفيلم سيتكلف كثيرا لذا فضل المنتج تأجيله حتي يخرج بالصورة التي نأملها . ما سر تراجعك عن إخراج مسلسل "يطولوك يا ليل" ؟! هذا موضوع قديم ،لكنني أحب أن أقول انني أكن كل حب وتقدير للمنتج إسماعيل كتكت فهو له علامات مضيئة في الدراما التليفزيونية مثل مسلسل "أسمهان" و"ملكة في المنفي" وغيرهما ولكن بالنسبة لي فقد كنت متفقا معهم علي أن يكون دخولي للدراما التليفزيونية بشكل معين وبأسماء أبطال محددة ،لكنني فوجئت بالاعتماد علي أسماء من نجوم الصف الثاني مما دعا كل النجوم الكبار الذين رشحتهم للاعتذار فاضطررت للانسحاب من العمل . عاني المخرج محمد فاضل كثيرا بسبب المقولات التي واجهها بأنه يفرض زوجته في أعماله الفنية ،ألا تخشي أن يواجهك نفس الاتهام مع زوجتك الممثلة الشابة تاتيانا ؟! يجب أن نعترف أن فردوس عبد الحميد قامة فنية كبيرة ومثلما أضاف لها محمد فاضل كمخرج كبير ومتميز فقد أضافت هي أيضا الكثير للمسلسلات التي شاركت فيها فلا يمكن أن ننسي دورها الرائع في "عصفور النار" أو في "أنا وأنت وبابا في المشمش" وبالنسبة لي فأنا أري أن تاتيانا ممثلة قوية ولم تحصل بعد علي فرصة مناسبة لإمكانياتها وأنا أري أنها هي التي ستضيف لي بعملها معي وليس العكس ،وأدعو الله أن يبعد عنا العين ومروجي الشائعات الذين أقول لهم لو أنني أجامل زوجتي لمنحتها دور البطولة الأولي في أفلامي لكنني لا أريد ذلك ولا أريد أن افرضها علي أحد ولكنني أريد أن تصعد السلم درجة درجة والحمد لله أنها خرجت من حصار المخرجين لها في أدوار الإغراء والمايوهات وأصبح الكثيرون يرونها كممثلة جيدة وليست مجرد وجه جميل .