قام الثوار الليبيون بإصدار أول صحيفة ليبية صادرة متحدثة باسم 17 فبراير، حيث صدر صباح الخميس 24/2/2011 أول عدد لجريده الثورة الليبية تحت اسم "ليبيا ثوره 17 فبراير"، وعليها صورة المجاهد الليبي الكبير عمر المختار.. حيث خاطبت الصحيفة في أول عدد لها أهالي مدينة بنغازي والقطاع الشرقي والذي يضم "طبرق ودرنة ومساعد البيضاء والمرج وايجدابيا". كان هدف الجريدة في عددها الأول رفع الروح المعنوية لمواطني القطاع الشرقي بليبيا، وطمأنة الأهالي، وبث روح الانتماء حيث تناولت العناوين الرئيسية للجريدة "لنتحل بروح الغيرة علي الوطن"، كما تضمنت دعوة للمواطنين والشباب لتأمين وحماية المرافق والمنشآت، كما شددت الجريدة علي دعوة لتجار الجملة والقطاعي حتي لا يرفعوا أسعار السلع الرئيسية والبضائع الضرورية. وتضمنت الجريدة رسالة خاصة إلي الأهل في طرابلس لإعلامهم أنهم بخير في بنغازي والمدن الشرقية، كما تضمنت أيضا آخر تطورات الوضع في طرابلس التي وصلت للثوار، وتضمنت الجريدة في صفحتها الخامسة صورا ملونة لدعم شباب الثورة المرابطين لحماية المؤسسات، وتأمين المرافق الحيوية وتأمين احتياجات المتظاهرين من المواد الأساسية. تضمنت نفس الصفحة صوره لتجميع السلاح من المواطنين بواسطة رجال الجيش والصاعقة المنضمين للثورة، وتضمنت الصفحة الثانية لجريدة الثورة كاريكاتير كبير الحجم للعقيد القذافي يتعرض لصفعة علي وجهه من احد رجال الجيش الذي انضم للثورة الليبية. إلي جانب المواضيع الخاصة بالقتال الدائر ومحاولات الثوار والمنتفضين التصدي لقوات القذافي والقصص والصور التي تصل عن القتلي والجرحي وقصص بطولات الشهداء والثوار، والدمار الكبير في مدن مجاورة لطرابلس، مثل الزاوية ومصراتة، تشتمل الصحيفة أيضا علي مواضيع طريفة ، ومواضيع خفيفة مصورة، منها موضوع يقول إن القذافي حكم ليبيا 1200 أسبوع، وإن عدد ضحايا المذبحة الجماعية في سجن أبو سليم 1200 قتيل، وإن آخر مبني صحي "مستشفي أو مستوصف".. بناه القذافي في البلاد يعود لعام 1979، وكان يحوي 1200 سرير. نحن لا نستسلم تعد صحيفة «ليبيا» الصحيفة الورقية الأولي للمعارضة داخل البلاد منذ وصول العقيد معمر القذافي إلي حكم البلاد، مقر الجريدة تم تجهيزه علي عجل في غرفة ضيقة، وتوجد في الغرفة مائدتان و4 أجهزة كمبيوتر، وتجري في هذا المكان البسيط كل عمليات التحرير وتلقي الاتصالات وتوجيه المندوبين والمراسلين في الكثير من المناطق الليبية الملتهبة. وعن المقر الذي توجد به جريدة «ليبيا»، وهو مبني ضخم يطل علي البحر المتوسط ويضم قطاعات أخري تعمل لصالح الثورة، يقول محمد عبد السلام مسئول تحرير الجريدة: «هذا المبني كان مقرا يحتجز فيه القذافي جميع المعارضين لحكمه من جميع الطبقات، حيث تجري عليهم عمليات تعذيب. كل من كان يدخل إلي هذا المكان كان لا يخرج منه ولا يري الشمس مرة أخري». وفي الفترة التي سبقت ثورة 17 فبراير حاول بعض الإصلاحيين في ليبيا طمس معالم التاريخ السيئ لحكم القذافي، وتمكنوا من تحويل المبني إلي مقر للمحكمة العليا في بنغازي. الصحيفة الورقية اليومية تشير إلي نفسها بعلم دولة الاستقلال، بألوانه الأحمر والأسود والأخضر، وتحمل شعارا تحته صورة للمجاهد الليبي التاريخي عمر المختار، يقول «نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت»، وهي جملة شهيرة للمختار رد بها في مطلع القرن الماضي علي طلب الاحتلال الإيطالي من المقاومة الاستسلام. ويجلس محمد عبد السلام علي طاولة مع زملائه من العاملين بالجريدة، وهو يتابع مجريات الأمور، ويعمل مع فريق التحرير كواحد منهم، أحيانا يملي عليه أحد المراسلين نص بيان لقبيلة من القبائل وهي تبايع ثورة 17 فبراير، وأحيانا أخري يراجع تقريرا صحفيا وصل حالا من الجبهة. ويقول عبد السلام: «ليبيا» تعتبر أول جريدة يومية للثورة الجديدة، عدد العاملين لدينا في مقرها 12 صحفيا، وهم متبرعون بوقتهم وعملهم للثورة. وعن المكان الذي تطبع فيه الجريدة، قال عبد السلام إنها تطبع كلها في مدينة بنغازي عن طريق مطابع يملكها القطاع الخاص الليبي بالمدينة، من دون مقابل كنوع من التبرع للثورة. يتحدد عدد صفحات الجريدة بالإمكانات المتاحة، سواء من حيث توافر المواضيع والصور ورسوم الكاريكاتير، أو من خلال ما هو متاح من ورق الصحف في المطابع والتجهيزات الفنية الأخري مثل عملية فصل الألوان وغيرها، وتصدر الجريدة أحيانا في 8 صفحات، وأحيانا تصل إلي 12 صفحة. وتعمل جريدة «ليبيا» من خلال مواضيعها لهدف واحد في المرحلة الحالية هو «إسقاط نظام القذافي»، كما يقول عبد السلام الذي أضاف: «هدفنا إسقاط النظام في باقي المدن الليبية التي ما زالت في حوزة القذافي. إنه ما زال يسيطر علي جزء من طرابلس وجزء من سرت وجزء من سبها». قطع الاتصالات يواجه الإعلاميون الليبيون مشكلات كثيرة تعترض في صميم عملهم، علي رأسها قيام نظام حكم العقيد القذافي الذي مازال يهيمن علي منابع خدمات الاتصال الرئيسية بالعاصمة طرابلس، بقطع شبكة الإنترنت، وعدم انتظام الاتصالات الهاتفية، ومراقبتها. يقول حمدالله وهو مراسل صحفي لصحيفة الثوار، الذي يعمل في الخطوط الأمامية للقتال، إن متطوعين من أنصار ثورة 17 فبراير يسهمون بسياراتهم الخاصة في نقل الرسائل العاجلة، من أوراق بها تقارير، وأقراص كمبيوترية عليها صور للمعارك، إلي مقر الصحيفة في بنغازي، خاصة في الأيام التي شهدت انقطاعا في الاتصالات والإنترنت، ويفعل المتطوعون ذلك كنوع من أنواع المساهمة في مساعي الإطاحة بحكم القذافي.