بداية.. كيف يحدد فريق العمل الموضوعات التي يتم تناولها يومياً، وما الأسلوب المتبع عادة في التحضير للحلقة؟ هناك اجتماع أسبوعي لفريق العمل كله نضع فيه الخطة الأسبوعية للحلقات وأهم الموضوعات التي سيتم تناولها والضيوف المقترحين، كما نجتمع يومياً عقب انتهاء الحلقة لمتابعة كل جديد أو تغيير شيء ما كنا قد اتفقنا عليه للتجهيز بشكل نهائي لحلقة الغد، كما نبقي علي تواصل دائم علي التليفون علي مدار اليوم. وبالمناسبة فأنا واحدة من فريق الإعداد، فلا أكتفي بمجرد التقديم لكنني أشارك في اختيار الفقرات والضيوف. هناك اتجاه متزايد بالتوقف عن متابعة برامج التوك شو بسبب إصرار معظمها علي عرض الجوانب السلبية في المجتمع والتركيز علي المشكلات بما يقدم صورة سوداوية تشعر المشاهد بالكآبة والإحباط، ما رأيك في هذا النقد؟ أنا شخصياً لا أشعر بذلك رغم أنني أعرف الكثيرين ممن يرون هذا، وعموماً إذا تحدثنا عن برنامج الحياة والناس فيمكنني التأكيد علي تنوع فقراته وعدم التركيز علي عرض الحوادث والمشكلات بل علي العكس، فنحن منذ البداية نحرص علي انتقاء الموضوعات المخلتفة والمميزة والتركيز علي الجوانب المشرقة، كما نحرص أيضاً علي تقديم أخبار وموضوعات عربية لأننا علي وعي بأننا في قناة فضائية تصل للمشاهدين في جميع أنحاء الوطن العربي وليس مصر فقط، لذا نحاول الوصول لكل الفئات وإرضاء مختلف الأذواق. بصراحة.. هل تصطدمون بتدخلات وتوجيهات صاحب المحطة د. السيد البدوي أو مدير القناة محمد عبدالمتعال حول مناقشة بعض القضايا أو الالتزام بخطوط حمراء؟ بالتأكيد هناك بعض المحاذير والضوابط لدي كل قناة ، لكن أهم ما يركز عليه الدكتور السيد البدوي هو منع الدعاية له أو لحزب الوفد حتي لا يتهم باستغلال قنواته في الترويج له وهو شيء يحسب له، وفي بعض الأحيان تكون هناك موانع من التعرض لبعض القضايا، لكن في الكثير من الأحيان نتناقش في هذه الأمور التي قد نختلف عليها. هل لديكم سياسة تحريرية واضحة ومكتوبة لكل فريق العمل، أم أن هذه السياسة معروفة ضمناً لدي كل منكم؟ قبل بدء البرنامج عقدنا اجتماعات علي مدار أشهر لوضع الخطوط الرئيسية لسياسة البرنامج، وحتي الآن مازلنا نعدل ونغير فيها وان كان هناك قواعد أساسية متفقين عليها. كيف يحاول «الحياة والناس» التميز عن برامج التوك شو الأخري وإيجاد خط مميز له وسط هذا الكم من البرامج التي تعرض تقريباً في نفس الوقت؟ أعتقد أننا نسعي للتميز من خلال الحوارات التي نحاول الابتعاد بها عن السياسة والتركيز علي القضايا التي تهم المواطنين بمختلف شرائحهم، فمثلاً كنا أول برنامج يدخل بيت الفنان فاروق حسني ويأخذ فيه جولة بكاميرا تليفزيونية، كما عقدنالقاء مع الدكتورة فرخندة حسن داخل حديقة الأزهر للابتعاد عن تقليدية الاستديو، ونقوم بإحضار فرق فنية بشكل مستمر للتنويع في شكل ومضمون البرنامج. ما مقياسكم لنجاح البرنامج ونسبة مشاهدته؟ في مصر لا توجد استطلاعات رأي مهنية حقيقية مثل أوروبا، حيث يتم توصيل أجهزة التليفزيون بجهاز يقوم بتحديد معدل مشاهدة البرامج والقنوات ويبعث بها إلي جهة تقيس نسب المشاهدة ، أما في مصر فنعرف شعبية البرنامج من خلال رد فعل المواطنين الذين نلتقيهم في الشارع ويخبروننا برأيهم في بعض القنوات أو يقترحون علينا موضوعات لمناقشتها. ما رأيك في دور مقدم البرنامج الذي يتعدي طرح الأسئلة إلي التحليل والتعليق علي الموضوعات بل والتحدث باسم المشاهدين في بعض الأحيان؟ أنا مقتنعة أن المذيع ليس ببغاء مهمته فقط قراءة السؤال المكتوب، لكنه يتفاعل مع الموضوع ويجري حوارا متبادلا قد يحمل وجهة نظره، لكن المهم هو عدم التجاوز ضد أي شخص أو ضد سياسة القناة التي يعمل بها. هل سبق وتلقيتم أي انذارات أو تهديدات من جانب أي جهة بسبب قضية أو رأي طرحتموه في البرنامج؟ لم يحدث إطلاقاً، وأعتقد أن عملي لفترة طويلة في البي بي سي علمني أن أفكر جيداً فيما يقال وأستطيع معرفة ما قد يعتبر سباً أو قذفاً أو يتسبب في مشكلة مع جهة أو شخص ما. أليس من الغريب ان تقدم شبكة تليفزيون الحياة برنامجي توك شو علي قناتيها الرئيسيتين في نفس التوقيت تقريباً، فالحياة اليوم يبدأ في التاسعة ويليه الحياة والناس في التاسعة والنصف ثم يستمران سوياً؟ في الحقيقة كان ذلك مقصوداً، وهو ذكاء من القائمين علي شبكة الحياة الذين رأوا تقديم برنامجين متميزين في نفس الوقت ليكون للمشاهد حرية الاختيار بينهما بدلاً من اختيار قنوات منافسة، كما ان لكل منهما خطاً يختلف كثيراً عن الآخر. هل هناك تواصل بينكم وبين المسئولين حول بعض القضايا والمشكلات التي يتم طرحها في البرنامج؟ وهل تجدون استجابة منهم لبعض المطالب التي تعرضونها؟ في الحقيقة نجد استجابة فورية من د. أحمد زكي بدر وزير التعليم وأيضاً من وزارة الصحة، وهذه الوزارات هي التي يتم الاحتكاك معها بشكل شبه يومي بسبب ارتباطها بالقضايا اليومية للناس، وهناك تواصل أيضاً مع بعض المحافظين الذين يهتمون بما نعرضه ويمس عملهم. ما أصعب المواقف التي قد تواجهك علي الهواء؟ كثيراً ما أقول ان التقرير الذي سيعرض جاهز ثم يفاجئونني بغير ذلك فأضطر لاستكمال الحديث حتي يعرض، وفي بعض الأحيان نكون في انتظار الضيف لكنه لا يأتي ويعتذر في آخر لحظة، كما يتأخر بعض الضيوف عندما يظهرون في برامج أخري علي الهواء في نفس التوقيت تقريباً، لكن أصعب موقف حدث عندما لم يحضر الضيف وكان هو الضيف الوحيد في الحلقة فاضطررنا إلي إنهائها.