قبل أيام أصدرت الشركة المصرية العامة للأقمار الاصطناعية قرارا بإغلاق مجموعة من القنوات الدينية أبرزها قناة «الناس» رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية نايل سات أحمد أنيس قال إن أسباب وقف البث المؤقت للقنوات هي الحض علي كراهية الأديان والفتنة الطائفية ونشر الخرافات والترويج لمستحضرات طبية وأساليب علاج غير مرخص بها من وزارة الصحة، لكن أنس ترك الباب مواربا وأشار إلي إمكان عودة البث في حال تصويب مسار تلك القنوات. القنوات الدينية تمارس رهبانية إعلامية ليست في مصلحة الإسلام والمسلمين وهي تمهد للحروب الدينية في المنطقة لكن بعض الدول العربية مازال خائفا ومترددا في الوقوف أمام هذه الظاهرة ومناقشة مضارها وفوائدها واتخاذ قرار جريء وشجاع في شأنها خشية اتهامه بمحاربة الإسلام.. علي الرغم من أن تلك القنوات باتت وسيلة لتحريض مضاد علي الدين والمنطقة وفرقت بين المسلمين وكرست المذهبية وخلقت «إسلاما تليفزيونيا» مغشوشا يحض علي الرهبانية ويكرس تسييس الدين وتديين السياسة. لا شك في أن خلط الدعوة الإسلامية بالمصالح قضية خطيرة هذا لا يعني أن تلك القنوات تخلو من برامج مفيدة ودعاة صادقين يؤدون عملا عظيما لكن المشكلة ليست مع داعية نذر نفسه للدفاع عن الإسلام والمسلمين، بل مع أصحاب مصالح جعلوا الدعوة الإسلامية صناعة ومهنة ووسيلة للنجومية والتكسب والقريب من واقع المحطات الدينية وما يسمي «صناعة الدين» يدرك أن معالجة هذه الظاهرة بحاجة إلي خطة طويلة المدي تستند إلي رؤية بحجم الظاهرة وخطورتها، والحل لن يكون بإغلاق هذه المحطات ومصادرتها، فهذا الحل فضلا عن أنه يتنافي مع حرية التعبير سيجعل أصحاب تلك القنوات شهداء، وربما وجدوا في هذه المواجهة وسيلة لتكريس شرعيتهم ودورهم. الأكيد أن القنوات الدينية صارت واقعا، يصعب الفكاك منه بالقوة، والحل هو إيجاد بديل موضوعي منها والاعتناء بالإسلام وقضايا المسلمين في القنوات العامة بداية صحيحة لوقف هذا المد من القنوات الدينية فضلا عن أن التركيز يجب ألا ينصب علي القنوات الإسلامية ولابد أن يتعداها إلي كل القنوات الدينية. هذه القضية بحاجة إلي قادة رأي في شجاعة أحمد بن حنبل في مواجهة فتنة خلق القرآن.