نسوة يمنيات يتظاهرن ضد الرئيس صالح في صنعاء عادت مظاهر التوتر العسكري والسياسي الى العاصمة اليمنية صنعاء بعد يومين من سقوط عدة قذائف هاون في معسكر الفرقة المدرعة الأولى التابع للقوات المنضمة للمحتجين وسقوط قذيفة ثالثة في جامعة صنعاء الواقعة جوار المعسكر وساحة التغيير التي يعتصم فيها عشرات الآلآف من المنتفضين ضد النظام. ويقول مراسل بي بي سي في صنعاء إن قوات مواليه لعلي عبد الله صالح وأخرى للقوات المنضمة للمحتجين انتشرت في عدد من شوارع العاصمة صنعاء بعد ايام من سحبها من قبل لجنة الشؤون العسكرية وسط أنباء عن اعتزام صالح إلقاء كلمة أمام مؤيديه الجمعة المقبلة في ميدان السبعين بصنعاء. كما تزايدت الهجمات على المحتجين من موظفي الجهاز الحكومي المطالبين بإقالة من يسمونها بالقيادات الفاسدة. وعادت لغة التهديد والتصعيد السياسي الى تصريحات علي عبد الله صالح وكبار معاونيه، فبعد يومين من تهديد صالح بحشد اثني عشر ألف مسلح لقمع ما باتت تعرف "بثورة طرد الفاسدين" من المؤسسات الحكومية، هدد القيادي في حزب الرئيس المؤتمر الشعبي سلطان البركاني بالعودة لحشد المؤيدين لصالح مطالبا بإقرار قانون الحصانة من الملاحقة القضائية لصالح وكبار معاونيه قبل مغادرته البلاد وهي تطورات تهدد بعرقلة التقدم في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية. يأتي ذلك بعد اعلان مصدر مقرب من حزب الرئيس عن منح الولاياتالمتحدة تأشيرة دخول مؤقتة ل صالح بغرض العلاج تجنبا لعودة التوتر الى اليمن شريطة تعهد صالح بمغادرة الولاياتالمتحدة بعد استكمال برنامجه العلاجي. ويرفض أهالي المئات من قتلى وجرحى التظاهرات منح صالح اي حصانة مهددين بتصنيف اي عضو في مجلس النواب سيصوت لمنح الحصانة لصالح وكبار معاونيه بأنه "عدو للضحايا ومشارك في اباحة دمائهم". وكان أهالي قتلى "جمعة الكرامة" نظموا يوم أمس اعتصاما أمام وزارة العدل للمطالبة بإعادة التحقيق في ما سموها "بمجزرة جمعة الكرامة" لتشكيكهم في استقلالية التحقيق السابق الذي لم يقدم بحسب وصفهم القتلة للعدالة حتى الآن. قضية الهجوم على صالح وقال مصدر قضائي يمني لوكالة الأنباء الرسمية سبأ في وقت لاحق إن النيابة الجزائية المتخصصة تسلمت اليوم الأربعاء ملف الاستدلالات التي أجرتها الأجهزة الأمنية الموالية لعلي عبد الله صالح في حادث الهجوم على المجمع الرئاسي وأن 30 موقوفا على ذمة القضية أحيلوا الى النيابة. وكان رئيس جهاز الأمن القومي علي الآنسي ونائب وزير الاعلام عبده الجندي أعلنا قبل عودة صالح من السعودية أن نتائج التحقيقات حول الحادث ستعلن بكل تفاصيلها نهاية سبتمبر من العام الماضي إلا أن شئيا من هذا لم يحدث حتى اليوم في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول التكتم الشديد الذي يحيط بنتائج التحقيقات ومن المتسبب الحقيقي في الهجوم. ويتهم صالح وكبار معاونيه اللواء علي محسن الأحمر قائد القوات المنضمة للمحتجين والمعارض الأبرز للرئيس حميد الاحمر بالوقوف وراء الهجوم الذي أسفر في الثالث من يونيو الماضي عن اصابة علي عبد الله صالح ورؤساء مجالس النواب والشورى والوزراء وكبار قيادات الحزب الحاكم بإصابات بالغة وقتل فيه العشرات وقضى صالح 112 يوما خارج البلاد تلقى خلالها العلاج في العاصمة السعودية الرياض جراء الإصابات التي لحقت به في الحادث حتى عاد الى بلاده وقد تحسنت صحته.