قال الاعلام المحلي في هونغ كونغ إن مسلمين يقدر عددهم بالمئات اصطدموا برجال الشرطة في منطقة نينغشيا الواقعة شمال غربي الصين قرب الحدود مع اقليم مونغوليا الداخلية، وذلك في محاولة لمنع السلطات من هدم مسجد عائد لهم، مما ادى الى سقوط قتلى وجرحى. وقالت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينغ بوست) الصادرة في هونغ كونغ إن الصدام بين الشرطة وافراد قومية هوي التي يدين معظمهم بالاسلام وقع يوم الجمعة الماضي في بلدة تاوشان بالاقليم، وذلك بعد ان اصدرت السلطات البلدية المحلية قرارا اعتبر المسجد المذكور قد شيد بشكل غير قانوني. يذكر ان في الصين اكثر من ثلاثين الف مسجد. وقالت الصحيفة إن ذلك حدا بالمئات من سكان البلدة من المسلمين الى مهاجمة رجال الشرطة التي ردت عليهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات. ونقلت الصحيفة الصادرة في هونغ كونغ الواقعة جنوبي الصين عن احد سكان تاوشان قوله إنه سمع بأن الصدامات اسفرت عن سقوط خمسة قتلى، رغم عدم وجوده في المدينة اثناء وقوعها. واضاف الشاهد، ويدعى جين هايتاو، ان سكان البلدة يعتقدون بأن قائمة القتلى تتضمن عجائز وشابا واحدا وشخصين من مناطق اخرى. وقال سكان مناطق قريبة من تاوشان إن الاتصالات مع البلدة قطعت مما منعهم من التحقق مما جرى. وقال الشاهد جين: "كانوا يحاولون اقامة حفل ديني، ولكن السلطات منعتهم من ذلك، وقامت بهدم المسجد وتسوية الارض التي كان مشيدا عليها لاخفاء آثار الدماء." على صعيد آخر، نقلت الصحيفة عن تاجر من بلدة تونغشين التي تبعد بثلاثة كيلومترات عن موقع المسجد المذكور، قوله "انها مهزلة، فانا مسلم، والمسلمون يحتاجون المسجد. انهم اناس عاديون كانوا يتجمعون لاحياء مناسبة دينية وليس للاطاحة بالحزب الشيوعي." يذكر ان الصين شهدت في السنوات الاخيرة صدامات وقعت بشكل متفرق ومتباعد بين الاقليات المسلمة – ولاسيما اقلية الويغور في اقليم زينجيانغ الغربي – وقوات الامن. ويبلغ تعداد افراد قومية هوي زهاء العشرة ملايين، مما يجعلهم اكبر الاقليات المسلمة في الصين، وقد انصهروا في غالبية الاقاليم الصينية بالمجتمع الصيني ولم يحتفظوا الى بالقليل من التقاليد الاسلامية كالختان والامتناع عن تناول لحم الخنزير. ويقول الحزب الشيوعي الصيني الحاكم إنه يحمي حرية العبادة، ولكنه لا يسمح الا للمؤسسات الدينية التي يعترف بها بالعمل ويفرض رقابة مشددة على الطقوس الدينية.