الكاتبة نوال السعداوي الجريدة – عبرت د. نوال السعداوي عن وجهة نظرها بشأن المشهد السياسي الراهن في مصر، على صعيد العديد من النقاط التي أثارت ومازالت تثير جدلاً واسعًا على الساحة السياسية في مصر. وحذرت "السعداوي" من إن نتائج الانتخابات البرلمانية في مصر ستؤدي إلى خضوعها الكامل تحت سيطرة الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وأن ما يحدث حاليًا من صعود التيار الإسلامي هو مخطط مرسوم بدقة مشابه لما حدث في إيران. وأشارت "السعداوي" في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" إن الإسلاميين والسلفيين يقفزون على الثورة في مصر بدعم من رجال الرئيس المصري السابق حسني مبارك والقوى الخارجية، كما تساءلت عن الصعود المفاجئ للسلفيين في المشهد السياسي في مصر، وعن مصادر تمويلهم والأحزاب السياسية التي تمثلهم، وما هذه الأحزاب التي خرجت من صفوفهم، وما هذا التمويل، ومن الذي ينفق؟ السلفيون. وأضافت :" السلفيون في مصر ظاهرة غريبة، ولا أحد يريد أن يتكلم، والنخبة التي قسمت الكعكة لا تريد أن تفضح سرها، الليبراليون يقولون الآن أهلا بالإسلاميين والدوائر مقسمة سلفا. وعن هجوم بعض رموز الدعوة السلفية في مصر على أدب نجيب محفوظ، قالت السعداوي إن ما كتبه نجيب محفوظ ليس عيبا، ولكن "العيب" الحقيقي هو التجارة بالدين، وإنما الكذب هو العيب، والعيب أن أعتبر صورة المرأة عورة وفى الوقت نفسه أسعى لدخولها البرلمان. واعتبرت السعداوي حكومة الجنزوري غير شرعية، كما قالت إن "الجنزوري نفسه غير شرعي"، وأضافت أنها لا تؤمن سوى بالشرعية الثورية وبالحرية والكرامة و"النظافة" والعدالة الاجتماعية. وأوضحت أنها لا ولن تؤمن بأي شرعية ضد الشرعية الثورية. وقالت السعداوي هذه الحكومة جاءت على جثث الشهداء وعلى حساب عيونهم، وكمال الجنزوري نفسه التزم الصمت في عهد مبارك حين كان الكلام واجبًا. ونبهت إلى وجود مخططًا لإجهاض الثورة. نظرا لوجود العديد من القوى المضادة للثورة منذ لحظة تنحي مبارك، وأضافت :"نحن كنا ندرك ذلك ونعرف أن لكل ثورة، ثوره أخرى مضادة". وكل ما حدث كان مجرد التضحية برأس النظام ليظل الجسد. وترى "السعداوي" أن هذه الصيغة كانت باتفاق مع الولاياتالمتحدة خاصة وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وفى عز إراقة الدماء في ميدان التحرير وفي شارع محمد محمود خرجوا ليطالبوا بسرعة إجراء انتخابات في مصر. وأرجعت ذلك إلى أنه :"ببساطة، لأن الانتخابات قادرة على تفريق المجتمع، صراعات الانتخابات واستخدام الدين، وما لاحظناه من تشجيع الإسلاميين، قادر على تفريق الناس، الصراع أصبح داخل البيت الواحد والعائلة الواحدة – على حد قولها-" وأضافت :"الديمقراطية ليست الانتخابات، وفي اعتقادي أن الدوائر مقسمة ما بين الإسلاميين والليبراليين وباتفاق مع المجلس العسكري، ولا أستبعد دخول أميركا وإسرائيل في اللعبة، فكلهم يلعبون، المعارضة، والنخبة والإعلام".