كتب عمرو حسين تفاقمت المشاكل الإدارية بنادى الزمالك و زادت ضغوط الجماهير على الإدارة لسرعة التعاقد مع لاعبين جدد قادرين على إعادة أمجاد النادى و الحفاظ على المركز الثانى حتى لا يفقد النادى الميداليات و الكئوس الفضية التى ربحها عبر تاريخه الطويل. و تقدم عمرو زكى و حازم إمام و غيرهم بشكاوى لفسخ التعاقد. أصبح مجلس الإدارة فى ورطة حقيقية. كل ذلك و مازالت المحاولات مستمرة لعودة مجلس ممدوح عباس القديم الذى يرفض حل أى مشكلة دون أن يلتصق بكرسى الرئاسة أولًا. و أصبح جلال إبراهيم بين ضغط الجماهير و هروب اللاعبين و هنا تفتق ذهنه عن حل عبقرى خطير و وحيد.. إجتمع جلال إبراهيم بحسن شحاتة و طلب منه العودة للفريق مرة أخرى. المعلم تعجب من الطلب و رد بأنه بالفعل مع الفريق، و لكن جلال إبراهيم طلب منه العودة للملعب. حاول حسن شحاتة أن يوضح لجلال إبراهيم أن السن لم يعد يسمح و أنه لم يمارس كرة القدم منذ عقود، إلا أن جلال إبراهيم كان يرى فى فكرته العجيبة السبيل الوحيد لعودة البطولات... -هى شغلانة المدرب دى بتجيب فلوس؟ -بس أنا كبرت... -مش مهم السن، إنت عارف أنت لما كنت بتلعب كنت بتأخد كام و اللاعيبة بياخدوا كام دلوقتى؟ -أه بس أنا مقدرش.. -و هو أنت حتلعب لوحدك، إنت بس حتكون قائد الفريق بس جوة الملعب مش بره، و حتجيب أحسن لاعيبة فى تاريخ الزمالك معاك ! -بس الجماهير مش حتصبر علينا... -يا كابتن، نادى الزمالك بيناديك فى الفترة العصيبة دى و أنا عارف إنك لا يمكن تخذل النادى اللى ليه أفضال عليك، ده تكليف مش تشريف، إتفضل عايز فريق كامل آخر الأسبوع... -و أنا لا يمكن أتأخر عن الزمالك يا أفندم... و بدأت مشاورات المعلم بصديقه و رفيق عمره فى الملاعب، فاروق جعفر الذى تعجب من طلب عودته للملاعب و لكن بعد أن عرف قيمة العقد قال "و أنا متأخرش عن الزمالك أبدًا". ثم إتجهوا معًا لحسام و إبراهيم حسن الذان رحبا بالعرض فورًا... -بس لسة بدرى على رمضان يا كابتن، هى الدورة دى رمضانية ولا شاطئية؟ -ده الدورى العام يا كباتن ! و بعد إلحاح وافق التوأم من أجل مصلحة الزمالك. و بدأ المعلم فى مشاورات مع طارق يحيى و بديله خالد الغندور. و طبعًا للهجوم وافق جمال عبد الحميد على قيادة هجوم فريق الإنقاذ الأبيض. إلا أن الأخبار بدأت تتسرب للصحافة بتكليف المعلم بقيادة الفريق الجديد، فزحفت جماهير الالتراس للنادى و إعتصمت هناك حتى لا يدخل الفريق للتدريب بالنادى. و لكن المعلم إستمر فى مشاوراته ضاربًا عرض الحائط بالجماهير التى تكن كل الإحترام لرموز النادى و لكنها ترى أن الحل كان فى الإتجاه للأشبال و ليس للأجداد... إجتمع جلال إبراهيم مع المعلم و طلب منه أن يجتمع مع الفريق كله ليحلفوا بروح الفانلة البيضاء على مواصلة الإنتصارات. و لكن المعلم طلب مهلة أسبوع آخر حتى يوافق بعض اللاعبين لأن بعضهم رفض لأسباب صحية و بعضهم ما زال خائفًا من ضغط الجماهير. و فى هذه الأثناء و نظرًا لفسخ لاعبى الفريق لعقودهم وافق إتحاد الكرة على تأجيل مباراة الأهلى مع الزمالك للأسبوع المقبل... بدأت أدرك أننا مقبلون على فضيحة مدوية ستجعل كل زملكاوى يحلم و يحن ليوم الستة. المصيبة أن الدورى كان مازال فى دوره الأول و بات الفريق مرشح للهبوط للدرجة الرابعة مباشرةً و ما زال جلال إبراهيم متمسك بفكرته الجهنمية رافضًا ضغط الجماهير. كان وحده الذى يرى الفكرة عبقرية و كان يراها سبيلًا لأنقاذ النادى بينما بدا للجميع أن النادى مقبل على كارثة... إستيقظت من نومى فجأة... الحمد لله، الحمد لله إنه طلع كابوس. هم و إنزاح، مكنتش حأقدر أورى وشى تانى لأى أهلاوى. بجد هم و إنزاح. حمدت الله كثيرًا على عمرو زكى و شيكابالا و حتى ميدو اللى بيعمل ريجيم على حساب النادى. ده أنا حتى إترحمت على أيام منصف و الصفطى و غانم سلطان. أهه برضه أهون من اللى كان حيحصل فينا فى الحلم... فتحت التليفزيون لأتابع الأخبار فوجدت خبر عن طلب الجنزورى مهلة إضافية لمزيد من المشاورات لتكوين وزارة الإنقاذ ... يالا الحمد لله، كويس إنها مجاتش فى الزمالك...