(أ ش أ) أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هشام قنديل وزير الري الثلاثاء أن تشكيل لجنة الخبراء الفنيين المشتركة من مصر وأثيوبيا والسودان لبحث آثار سد النهضة "الألفية" الأثيوبي على دولتي المصب "مصر والسودان" سوف يسهم بشكل كبير في بناء الثقة بين الدول الثلاث وإتاحة بيئة تفاهم مشتركة تسمح للدول الثلاث بالمضي قدما نحو تحقيق أهدافها الإنمائية وتعزيز المزايا لصالح الدول الثلاث. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزراي الثلاثي والذي ضم كذلك وزير المياه والطاقة الأثيوبي المايهو تيجنو ووزير الري والموارد المائية السوداني كمال على أحمد. وشدد الوزير على أهمية أن تتعامل شعوب الدول المتشاطئة على نهر النيل مع تحديات استغلال الموارد المشتركة والتي تتمثل في الحصول على الطاقة ومياه الشرب وتحقيق الأمن الغذائي والتعامل مع التأثيرات السلبية لتغير المناخ. وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي إلى مصر في سبتمبر الماضي على تشكيل لجنة فنية مستقلة من الخبراء من مصر والسودان وأثيوبيا إلى جانب خبراء دوليين للنظر في الأمور الفنية وفي أثار إنشاء سد النهضة الأثيوبي. وأعرب عن ترحيبه بمبادرة الحكومة الأثيوبية بإنشاء هذه اللجنة بهدف تبديد أي سوء فهم يتعلق بسد النهضة ولبناء الثقة بين الدول الثلاث المعنية .. معبرا عن قناعته بأن اللجنة ستكون مفوضة بتبادل المعلومات الشفافة والعمل كآلية تقييم بهدف السعي إلى تفاهم حول المزايا التي سوف تتحقق للدول الثلاث وتحديد آثار سد النهضة على دولتي المصب. وقال "إن مصر ستقدم عددا من الملاحظات حول البنود المرجعية لعمل اللجنة الفنية الثلاثية لتوفير وضوح أكبر لمساعينا الجارية للتوصل إلى تفاهم حول سد النهضة، وذلك لتعزيز عمل اللجنة وإنجاز أهدافها وتفويضها بشكل أفضل". وأكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هشام قنديل على "قناعة مصر بأن ضمان مزايا سد النهضة للدول المعنية والتخفيف من أثاره على دولتي المصب سيضمن تأييد مصر لهذا السد". وقال "إن نهر النيل يحظى بأهمية كبيرة لأثيوبيا والسودان ومصر لا يمكن المبالغة فيها ، وأن مصر ربما تكون أكثر دولة في العالم اعتمادا على المياه التي تأتي من خارج حدودها". وأشار إلى أن مصر تؤمن بشكل حقيقي بأن روح التعاون والنية الحسنة يتعين دائما أن تكون القوة الدافعة وراء أي جهد يهدف إلى تحقيق تنمية مستقبلية وحشد للموارد في المنطقة. وأضاف "أننا نتحمل مسئولية تاريخية لتحقيق تفاهم توافقي حول سد النهضة والذي من شأنه أن يسهم في تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث إلى مستوى جديد من التفاهم والتعاون" .. مشيرا إلى وجود روابط متعددة الأوجه وإرث تاريخي مشترك بين شعوب الدول الثلاث. ومن جانبه ، قال وزير المياه والطاقة الاثيوبي اليمايهو تيجنو "إن الاجتماع الوزاري الثلاثي يحظى بأهمية رمزية كبيرة" ، مشيرا إلى أن الاجتماع سوف يدشن لجنة خبراء مشتركة وهو ما يؤذن بفصل جديد في التعاون لتنمية الموارد المائية بين الدول الثلاث من حيث تعزيز الشفافية وتبادل المعلومات وبناء الثقة. وقال "إن دراسات سابقة أجريت برعاية مبادرة حوض النيل و"برنامج العمل الفرعي للنيل الشرقي" أظهرت أن هناك مجالات للتنمية في حوض النيل من أجل تعزيز التعاون بين الدول الثلاث". وأضاف أن حكومته لديها اعتقاد راسخ بأن جهود إثيوبيا للوفاء باحتياجاتها الكبيرة من الطاقة من خلال توليد الطاقة الكهرومائية من مشرعات على نهر النيل سيفيد كل من الدول الثلاث بطرق متعددة. وتابع أن المزايا التي سيحققها سد النهضة سوف تؤدي إلى فتح المجال أمام تكامل اقليمي كبير وتوفير سوق مشترك يضم 200 مليون نسمة في الدول الثلاث. وعبر عن الأمل في أن يجري الاتفاق خلال هذا الاجتماع على المؤشرات التي ترشد عمل لجنة الخبراء الثلاثية والتي ستسهم بلا شك في بناء تعاون وثقة أكبر بين الدول الثلاث وتحقيق الازدهار لشعوبها. حضر الاجتماع وفد من الخبراء المصريين من وزارة الموارد المائية والري ووزارات آخرى ومساعد وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل المنسق العام للمياه السفير مجدي عامر، والسفير مروان بدر المشرف العام على وزارة التعاون الدولي للمشاركة ووفد خبراء من السودان ووفد مماثل من إثيوبيا ومن المقرر أن يستمر الاجتماع يومين.