أسهبت الصحف العبرية الصادرة الأحد في تناول الثورات العربية المتتالية، واستشراف المستقبل بعدها، لكنها لم ترصد مواقف معتبرة للقيادة الإسرائيلية من الأحداث الجارية، وهو ما أغضب بعض الكتاب. الإسلام الراديكالي نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين وصفتهم بالكبار قولهم إن الإسلام المتطرف يساعد الثورة من خلف الكواليس، فيما تتابع إسرائيل بقلق محاولات إيران، وحزب الله والإخوان المسلمين التأثير على الأحداث. وأضافت أن أثر الدومينو الذي يجتاح العالم العربي لن يتوقف في ليبيا بل سيستمر وسيصل إلى كل دول المنطقة، بما في ذلك الأردن ولبنان. مشيرة إلى أن "الإسلام الراديكالي نشيط جدا خلف الكواليس". ورأى المحاضر في دراسات اللقب الثاني في الدبلوماسية في جامعة تل أبيب، آفي بكار، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة عاجز عن تحديد سياسة صارمة حازمة في مواجهة الأحداث الجارية في الشرق الأوسط. وكتب تحت عنوان "القذافي يذبح.. أنهاية طاغية؟" يقول: إن الشبكات الاجتماعية على الإنترنت تشهد تنظيم عاصفة الإخوان المسلمين والجهاد العالمي الذين يدعون إلى إنشاء الخلافة الإسلامية من جديد فوق ثلاث قارات. بدوره اعتبر الباحث في معهد الأمن القومي، ومحاضر في دراسات اللقب الثاني في الدبلوماسية في جامعة تل أبيب، يوئيل جوجانسكي، في نفس الصحيفة أن سقوط نظام الحكم في اليمن سيترك آثارا سلبية مدمرة في شبه الجزيرة العربية وفي المنطقة كلها. ورأى تحت عنوان "في اليمن.. انهيار مرتقب خطر" أن الحكومة اليمينة تواجه منذ زمن مطامح انفصالية في جنوبي الدولة، وتمردا شيعيا بتأييد إيراني شماليها كما وتجابه القاعدة، منتهيا إلى أن أي إضعاف آخر لسلطة أجهزة الدولة على ما يجري داخلها يجب أن يقلق من يريدون إيقاف تأثير إيران المتنامي في المنطقة. وخلص إلى أن إسقاط النظام الحالي قد يفضي إلى صراع عنيف بين القبائل، يؤثر على ما وصفه "الإقليمية المعتدلة" التي تؤسسها الولاياتالمتحدة في السنين الأخيرة. فقدان السيطرة في خبر مفصل من طرابلس، خلصت يديعوت أحرونوت إلى أن الزعيم الليبي معمر القذافي يفقد السيطرة في معقله الأخير. ونقلت عن محللين تحذيرهم من أن معركة البقاء قد تصبح حمام دماء يجريه الحاكم وأنجاله بحق معارضي النظام. وقالت الصحيفة إن المرء عندما يتجول في طرابلس يصعب عليه توقع المستقبل، مضيفة أن المتظاهرين والسلطة على حد سواء يحاولون نشر معلومات مضللة. أما في افتتاحيتها فقالت تحت عنوان ""دعوة للردع" إن الزعيم الليبي يظهر للعالم ولشعبه كمجنون مستعد لأن يضحي بكل شيء وألا يستسلم بأي شكل من الأشكال. فيما الموالون له يعدمون الجنود الذين يرفضون إطلاق النار على أبناء شعبهم. أما المحاضر في دائرة دراسات الشرق الأوسط ورئيس معهد بحوث المنظمات السرية في جامعة بار إيلان، البروفيسور ميخائيل م. لسكر فرأى في ذات الصحيفة تحت عنوان "اليوم التالي" أن الساحة القبلية الكبرى في ليبيا تشارك بشكل كبير في الصراع ضد القذافي ونظامه. وأوضح أنه رغم انضمام معظم قبائل الشرق إلى من وصفهم بالمتمردين فإنه ليس للقبائل تنظيم سياسي وإداري مناسب، موضحا أنه إذا لم تنجح القبائل في تشكيل بديل سلطوي أو إقامة نظام سياسي جديد، فإن الدولة ستنزلق إلى حرب أهلية أو أن ينجو القذافي وتصعد أعمال القمع والعنف إلى السماء. صمت إسرائيل أما صحيفة هآرتس فاستحضرت في افتتاحيتها تحت عنوان "نتنياهو يتمترس" تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي حذر فيها من استمرار انعدام الاستقرار لعدة سنوات. وخلصت إلى أن إسرائيل وفي لحظة انعدام الاستقرار وانعدام اليقين في المحيط تحتاج إلى تأييد الأسرة الدولية، ولكن حكومة نتنياهو تفضل إدارة الظهر للعالم. مؤكدة أن سياستها تلحق ضررا جسيما بمصالح الدولة. بدوره وصف يرون ديكل في معاريف الثورات العربية بأنها "حراك هائل للصفائح الجوفية" موضحا أنه رغم اتجاه عيون العالم إلى المنطقة، فإن القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل اكتفت -في الأسابيع الأخيرة- بردود فعل هزيلة على هذا "التسونامي".