السجناء المصريون المفرج عنهم نقلوا عبر معبر طابا الحدودي وصل إلى مصر 25 سجينا كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية في إطار صفقة تبادل بين مصر وإسرائيل تم بموجبها إطلاق سراح إيلان غرابيل الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية والذي اتهمته القاهرة بالتجسس. وعبر السجناء الحدود إلى داخل الأراضي المصرية عبر منفذ طابا الحدودي وكان أول من تسلمته السلطات المصرية ثلاثة قاصرين كانوا ضمن السجناء. وقد تم نقل السجناء المفرج عنهم عبر حافلة كبيرة إلى إحدى المنتجعات السياحية القريبة للقاء عائلاتهم قبل أن تقوم السلطات المصرية باصطحابهم مجددا إلى إحدى الجهات الأمنية لإجراء بعض الاستجوابات والتحقيقات حول طبيعة الفترة التي قضوها في سجون إسرائيل. كما وصل إيلان غرابيل إلى مطار بن جوريون في تل أبيب قادما جوا من القاهرة. وكان في استقبال غرابيل بالمطار والدته والسفير الأمريكي في إسرائيل دان شابيرو، وتوجه غرابيل على الفور إلى القدس حيث التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل ان يتوجه جوا الى نيويورك. الصفقة الأكبر وصرح اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء في مؤتمر صحفي بأن صفقة التبادل هي الأكبر من نوعها منذ العام 48 مشيرا لى وجود مراحل أخرى من التفاوض مع إسرائيل من أجل الإفراج عن بقية السجناء المصريين لدى السلطات الإسرائيلية. من جانبه رحب عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء باتمام صفقة التبادل ؛ وأكد أن محافظته ستقوم بكل ما تقدر عليه لتوفير حياة كريمة للمفرج عنهم. وقال إنه ليس من المهم الطريقة التي نقل بها غرابيل إلى إسرائيل ولكن المهم هو استعادة مواطنين مصريين كانوا لدى إسرائيل. كانت آخر صفقة لتبادل السجناء بين البلدين قد نفذت قبل سبعة أعوام وتسلمت مصر بمقتضاها ستة طلاب تسللوا إلي داخل إسرائيل مقابل تسليم عزام عزام الذي كان يقضي عقوبة السجن لمدة خمسة عشر عاما بتهمة التجسس لمصلحة الموساد. اتهامات إسرائيل نفت الاتهامات المصرية لغرابيل وقد ألقي القبض على غرابيل في 12 يونيو الماضي في القاهرة بعد شهور من الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك. ووجهت له السلطات المصرية تهمة التخابر لصالح دولة أجنبية. ووجهت لغرابيل المولود في الولاياتالمتحدة اتهامات بأنه "دخل مصر لتنفيذ مهمات استخبارية لمصلحة الموساد، وتجنيد بعض الأشخاص ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير". كما جاء في قائمة الاتهامات المصرية "التردد على أماكن المظاهرات وبتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، والايقاع بين الجيش والشعب بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمني، ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات، بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة". وكان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر أقر بالاجماع الثلاثاء الماضي الصفقة التي تمت بوساطة أمريكية. وأفادت مراسلة بي بي سي في القدس شيرين يونس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي أًصدر تعليمات لمواصلة محاولة اطلاق سراح الإسرائيلي عودة طرابين المعتقل في السجون المصرية منذ احد عشر عاما ولم تشمله الصفقة الحالية. نفي إلا أن إسرائيل نفت أن يكون غرابيل جاسوسا، وقالت إنه كان في القاهرة يعمل في مشروع للمساعدات القانونية. وقالت عائلته إن غرابيل لم يحاول إخفاء حقيقة أنه خدم في الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان عام 2006. ونفت السلطات الإسرائيلية أن يكون من بين السجناء متهمون في جرائم متعلقة بتهديد أمن إسرائيل. يذكر ان عدد المعتقلين المصريين في السجون الاسرائيلية يبلغ اثنين وتسعين معتقلا كما تؤكد مصلحة السجون الإسرائيلية. ويقول مراسل بي بي سي في القدس كيفين كونولي إن صفقة غرابيل تمت مناقشتها على الأرجح تزامنا مع الصفقة التي تمت بين حركة حماس وإسرائيل وأفرج بمقتضاها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني.